"دركـوش" تلك البلدة التاريخية والسياحية الساحرة التي تقع على ضفتي "نهر العاصي"، والتي تبعد إلى غرب مدينة "ادلب" 33كم.

"دركوش" عريقة بالقدم إذ تعود إلى العهود "اليونانية والرومانية" حيث الآثار القديمة التي تدل على ذلك، وتبدو البلدة للناظر محاطة بالجبال كسرير الطفل، فقد كانت قديماً مسورة ومغلقة بثلاثة أبواب نظراً لأهميتها الاستراتيجية، لكن بعض أجزائها تهدمت بسبب تعرضها لأكثر من زلزال.

ذكر السيد "ميمون فجر" مدير السياحة "بإدلب" أن تسمية بلدة "دركـوش" تعود حسب المصادر إلى "ديـر كوش بن كنان" وهي مركز ناحية يبلغ عدد سكانها حوالي 11 ألف نسمة وتتعدد فيها الأوابد الأثرية والمواقع السياحية، ففيها العديد من الخرابات "الرومانية" التي تحيط بها وكذلك "الحمام الروماني" الذي جدد في عهد "الملك الظاهر"، و"خان الحريري"، و"جسر روماني" قديم على "نهر العاصي"، ومغارة "الحكيم" وهي مكان الحكمة لأحد الأطباء القدماء مع رفوف ومربعات حجرية لوضع أدوية فيها.

وتابع مدير السياحة قائلاً: «يوجد فيها مدفن السلطان "بدر الدين الهندي"

مع بعض حاجياته الشخصية، كما تضم البلدة جامعاً قديماً مع مئذنة تاريخية إضافة إلى آثار بناء طاحونة مياه على "نهر العاصي"، حيث كانت إلى وقت قريب تضم العديد من النواعير على ضفاف "العاصي" ويوجد فيها عدد من ينابيع المياه العذبة منها نبع "عين الدباغة" الذي يروي سكان البلدة، وكذلك "عين التكية" ذات المياه المعدنية التي تقارب بنوعيتها مياه "الدريكيش" وهناك صناعات يدوية كالفخار وشباك الصيد وطباق القش وسلال القصب وقوارب الصيد، كما تفخر "دركوش" بأزيائها الشعبية التقليدية "كالملحفة والقنباز والطربوش"، ويوجد فيها أيضاً فرقة للرقص الشعبي قدمت العديد من الحفلات الوطنية والشعبية، فقد كانت البلدة مركزاً تجارباً هاماً بالقدم كسوق رئيسية لبلدة "انطاكية"، كما رسمت العوامل الجوية رسماً لشكل إنسان كبير الحجم في الصخور المقابلة للبلدة من الجنوب اعتبر كبيرا للملاحين.

كانت المراكب النهرية تجوب العاصي لنقل الأخشاب والحجارة ولكن الملاحة النهرية توقفت تماماً بعد إنجاز طرق المواصلات البرية.