بمناسبة ذكرى ليلة الإسراء والمعراج أقامت مديرية الأوقاف بـ"حلب" احتفالاً دينياً في "الجامع الأموي الكبير بحلب" بتاريخ(29/7/2008)

فـ"الإسراء": (رحلة أرضية تمت بقدرة الله عز وجل لرسول الله عليه الصلاة والسلام من "مكة" إلى "بيت المقدس")، أما "المعراج": (فهي رحلة سماوية تمت بقدرة الله عز وجل لرسول الله عليه الصلاة والسلام من "بيت المقدس" إلى السماوات العلا ثم إلى سدرة المنتهى ثم اللقاء بجبار السماوات والأرض سبحانه).

لم يكن الإسراء والمعراج في زمن رخاء وسرور في حياة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، لكنه جاء في وقت محنة وشدة، وهذا ما أريده بالضبط، فنحن أمةٌ كلما اشتد ليلها نظرت من خلال سُجُف الغيب إلى الصباح، واثقة بأن سنة الله سبحانه وتعالى هي محو ليل ليأتي بعده النهار. ومن قلب الحزن، وبعد عام الحزن الذي عاشه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد وفاة مُسانِده أبي طالب وزوجه خديجة، وبعد إيذاء أهل الطائف له، وتسليطِهم صبيانهم عليه... من قلب هذا الحزن رفعه ربُّنا، وأشهده الآيات، وأراه الآية الكبرى، وأخرجه من موطنه، ثم رفعه ليُشهده مشاهد الغيب

وعن ذلك جاء في القرآن الكريم"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" صدق الله العظيم.

بدأ الحفل بتلاوةٍ عطرة من آيات الذكر الحكيم ثم ألقى الدكتور"أحمد قدور" مدير أوقاف "حلب" كلمة بين فيها أسرار هذه المعجزة التي تحدث عنها ربنا عز وجل في القرآن الكريم، تلك الرحلة التي تجاوزت قوانين الطبيعة إكراما للمصطفى الهادي صلى الله عليه وسلم.‏ وشرح مدير الأوقاف كيف أن الله تعالى قدم بين أيدي رسله الحجج الواضحة والبراهين القاطعة والمعجزات الباهرة، مشيراً إلى ضرورة الاستفادة من هذه الذكرى العظيمة من خلال تجديد الصلة بالله وتقويم السلوك والسير على هدى المصطفى الأمين في الصبر والفداء والعزة والإباء.

وقد تخلل الحفل إنشاد ديني وقصيدة من وحي المناسبة ألقاها الدكتور الشيخ "محمود أبو الهدى الحسيني"، ودعاء الختام كان لفضيلة الدكتور الشيخ "محمود عكام" مفتي "حلب".‏ كما أهدت مديرية الأوقاف لوحات الجامع الأموي للسادة "عبد القادر المصري" أمين فرع "حلب" لحزب البعث العربي الاشتراكي والدكتور المهندس "تامر الحجة" محافظ "حلب" والدكتور "معن الشبلي" رئيس مجلس المدينة.

المنشدون.

التقى eAleppo سماحة الدكتور "محمود عكام" ليتحدث عن هذه المناسبة فقال: «الإسراء والمعراج باختصار رحلة إعجازية كانت للنبي من رب العزة تكرمة ورفعة وهدية ثمينة غالية، رأيت لهذه المعجزة خمسة أبعاد، ونأمل من الذكريات أن نحصد عِبَرها وآثارها، وإلا فلا نريد أن نعيش مع الذكرى عيشة الإنسان المردد لحوادث من دون أن يعتبر أو يستفيد، هذه المعجزة وجدت فيها خمسة أبعاد.

البعد الأول: البعد الرباني.هذا البعد لمحته وقرأته من خلال عروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السموات العلى، ومن خلال فرض الصلاة في هذه الليلة وهذه الرحلة وهذا المعراج.

لحسيني يلقي قصيدة

البعد الثاني: البعد الاطمئناني، قرأت في الترمذي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أُتي بالبراق ليلة أسري به، فاستصعب عليه، أي نفر، فهمس جبريل في أذنه وقال: أبمحمد تفعل ذلك، فما ركبك أحد أكرم على الله منه.

البعد الثالث: البعد الجغرافي المقدس، فالقدس تشكل مع مكة محوراً حضارياً، فالشام جغرافية مقدسة، وفي الحديث: (ألا وإن عقر دار المؤمنين الشام). و(إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام).

البعد الرابع: البعد التصديقي، نحن أمة مسلمة ينبغي أن نصدق ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطريق صحيحة،

البعد الخامس: البعد التاريخي الإنساني، فالأنبياء جميعاً من منبت واحد، من دوحة واحدة، لذلك نحن لا نفرق بين أحد من رسل الله، ونحن نصلي على كل الأنبياء ونقول لهم جميعاً: الصلاة والسلام عليكم يا أنبياء الله جميعاً، ولذلك أريد أن نلتقي مع أتباع الأنبياء جميعاً في كل مكان على أساس من تقدير وعلى أساس من احترام، على أساس من إيمان بكل الأنبياء».

الشيخ الدكتور "محمود أبو الهدى الحسني" قال عن المناسبة: «لم يكن الإسراء والمعراج في زمن رخاء وسرور في حياة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، لكنه جاء في وقت محنة وشدة، وهذا ما أريده بالضبط، فنحن أمةٌ كلما اشتد ليلها نظرت من خلال سُجُف الغيب إلى الصباح، واثقة بأن سنة الله سبحانه وتعالى هي محو ليل ليأتي بعده النهار. ومن قلب الحزن، وبعد عام الحزن الذي عاشه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد وفاة مُسانِده أبي طالب وزوجه خديجة، وبعد إيذاء أهل الطائف له، وتسليطِهم صبيانهم عليه... من قلب هذا الحزن رفعه ربُّنا، وأشهده الآيات، وأراه الآية الكبرى، وأخرجه من موطنه، ثم رفعه ليُشهده مشاهد الغيب».