يعود إلى أرض الوطن الشهيد "مهنا بشير المؤيد" بعد غياب دام 29 عاما، مع رفاقه الأسرى والشهداء في العملية النوعية التي حققتها المقاومة الإسلامية في لبنان الشقيق بتبادل الأسرى ورفات الشهداء.

والشهيد مهنا بطل عملية "جمال عبد الناصر" مع رفاقه "سمير القنطار" عميد الأسرى العرب، والشهيد "أحمد الأبرص" والأسير المحرر "عبد المجيد أصلان".

لك مني كل شيء/ لك ظلي.. لك ضوئي/ خاتم العرس وما شئت/ وحاكورة زيتون وتين/ وسآتيك كما في كل ليلة/ أدخل الشباك من حلم وأرمي لك فلة/ إن خمسين ضحية/ سأجعلها عند الغروب بركة حمراء... وخمسين ضحية/ يا حبيبي "لا تلمني" قتلوني.. قتلوني

ولد "مهنا المؤيد" في "عاليه" في لبنان عام 1962 عندما كان والده يعمل هناك، وهو من "السويداء" من قرية "عرمان" التي قدمت أكثر من مئتي شهيد في سبيل استقلال سورية.

وقد نشأ هناك وتعلم في مدارس "عاليه" إلى أن كبر وأصبح شابا، حيث اختار الجهاد في سبيل فلسطين، فالتحق بجبهة التحرير الفلسطينية، وخضع للكثير من الدورات التدريبية والمعسكرات في سورية ولبنان.

في 22 من نيسان عام 1979 انطلق من الأراضي اللبنانية مع رفاقه الفدائيين بعد أن أقسموا اليمين، باتجاه مستوطنة "نهاريا" عن طريق البحر بزورق مطاطي حتى لا يلتقطهم رادار العدو، حيث كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة منتصف الليل، محملين بأحدث الأسلحة من قنابل ورشاشات و"آر بي جي".

حيث أطلقوا النار على سيارة شرطة فقتلوا شرطيا، ثم اقتحموا منزل عائلة "هاران" وأخذوا أفرادها رهائن، وأثناء العودة اصطدم الشباب بقوة صهيونية، واشتبكوا معها، وقتلوا أحد عناصرها، حيث استمرت العملية من الساعة الثانية عشرة منتصف الليل إلى الساعة السادسة صباحا.

وكانت هذه العملية التي أطلق عليها اسم القائد "جمال عبد الناصر" ردا على قيام "أنور السادات" بزيارة اسرائيل والتوقيع على صلح معها.

وكان أن استشهد "مهنا" وصديقه "أحمد الأبرص" وأصيب "سمير القنطار" في قدمه وأسر هو و"عبد المجيد أصلان".

يقول أخو الشهيد السيد "نهاد المؤيد" إنه ذهب إلى الجنوب اللبناني مع عائلته لاستقبال أخيه البطل، حيث تقام الاحتفالات هناك لاستقباله مع رفاقه الأبطال، وتكريما لهذه المناسبة سوف تقوم العائلة بالتعاون مع محافظة السويداء بإقامة عرس حقيقي له في مسقط رأسه.

وفي النهاية نقطتف هذه الكلمات الأخيرة التي سطرها "مهنا" قبل استشهاده:

«لك مني كل شيء/ لك ظلي.. لك ضوئي/ خاتم العرس وما شئت/ وحاكورة زيتون وتين/ وسآتيك كما في كل ليلة/ أدخل الشباك من حلم وأرمي لك فلة/ إن خمسين ضحية/ سأجعلها عند الغروب بركة حمراء... وخمسين ضحية/ يا حبيبي "لا تلمني" قتلوني.. قتلوني».