بكثير من الهدوء تجلس إلى محاورها، تجيب على تساؤلاته بمنتهى البساطة، والتواضع (روان مسعود) فتاة في السادسة عشر من العمر، تتحضر للشهادة الثانوية في العام القادم، ومع ذلك لم تنقطع عن ممارسة هواياتها المفضلة ومتابعة دروسها في الموسيقى.
(رواد) هي عازفة أحبت الموسيقى، إضافة لمحبتها لفن الرسم لكنها انخرطت في عالم الموسيقى بشكل أكبر. اختارت الكمان منذ حوالي أربع سنوات، وهاهي الآن تبدع موسيقى عذبة راقية فيها الكثير من الاتزان، والإتقان، وكانت في الثالث من شهر حزيران 2008 على موعد مع اختبارات الانضمام لفرقة الاوركسترا الوطنية للأطفال مع عدد من الموهوبين في مدينة اللاذقية
eLatakia التقتها في زيارة خاصة إلى البيت العربي للموسيقى والرسم يوم الخميس (12/6/2008)، فتحدثت عن موهبتها قائلة:
"قبل أن أتعلم الموسيقى كنت أحب الاستماع إليها كثيراً، ولم تكن لدي أي تجربة في مجال العزف، ولم يكن أحد في عائلتي مهتماً بتعلم الموسيقى من قبل، وهذا كان دافعاً لي لأقدم على هذه الخطوة، كنت أنظر للموسيقى كشيء جميل مريح للنفس، والأعصاب، فأنا على خلاف أصدقائي تستهويني الموسيقى القديمة، (شرقية كانت أم غربية كلاسيكية)"
بعد أن قضت (روان) حوالي الأربع سنوات وهي تتعلم الموسيقى، اتضحت لديها مفاهيم جديدة في هذا الوسط، وصارت أقرب، وأكثر تفهماً لهذا العالم من قبل. دخلت معجبة بآلة الكمان، فقررت التعلم عليها، وهاهي الآن تجذبها آلة جديدة قديمة هي العود الشرقي، فـ(روان) لم تبتعد كثيراً عن ذاكرتها عندما قررت تعلم الموسيقى، بل اتضحت لديها الطريق بشكل أكبر، وعن ذلك تقول:
"رأيت فتاه تعزف على الكمان، وقد أعجبتني تلك الآلة في ذلك الحين، أما الآن أتمنى لو أني اخترت آلة العود فهي تعجبني أكثر، وبت أحب الآلات الشرقية أكثر فأكثر".
إن مشاركات (روان) مع البيت العربي للموسيقى في عروضه التي يقدمها، سواء الدورية، أو غيرها، في مدينة اللاذقية، وخارجها، عزز لديها الانتماء إلى فكرة الفرقة، والعزف الجماعي، وحتى لو تطلب الأمر أن تغني مع زميلاتها في الكورال، حيث تقول:
"أنا لست ممارسة للغناء، ولكني قد أغني في الكورال عندما يتطلب الأمر ذلك، وعلى الرغم من أن العزف المفرد كان يستهويني إلا أني وبعد أن رأيت العزف الجماعي، ولمست كيف يضيف كل عضو في الفرقة، الشيء الجميل لديه، بت أنا أميل إلى العزف الجماعي، وأظن أني إن قررت الاستمرار في مجال الفن فاني سأعمل ضمن فرقة، وليس بشكل فردي"
روان كجميع الشباب والشابات في عمرها على أبواب استحقاق هام، وهو الشهادة الثانوية، حيث لا تنظر للموسيقى كمجال احترافي، بل هي تنوي إكمال تحصيلها العلمي، ودخول فرع علمي هندسي، وهكذا هي كجميع من اليافعين الذين يبدأون بهذه الهواية كفسحة للتعبير عن طاقاتهم الكامنة، التي قد تكبت بسبب المنهاج الدراسي، فيجدون مكاناً وارف الظلال، فيه الكثير من الراحة النفسية، واكتشاف الذات، مستمرة في محبتها لهوايتها، وتنميتها، وإغنائها.