إشعال الشموع لإضاءة الدروب المظلمة, وغرس شجرة مقدسة ترمز للحياة والأمل, في يوم الأرامل العالمي الذي احتفلت به مؤسسة بداية مساء يوم الاثنين 2362008, بحضور الدكتورة (ديالا الحاج عارف) وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل, وعدد من

ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية, يوم الأرامل العالمي احتفالية أطلقتها أمانة " لومبا" ليتم التركيز على وضع الأرامل وأطفالهم في العالم, وتسليط الضوء على النشاطات الفعالة في هذا المجال, حيث تواجه الأرامل في الكثير من الدول النامية معاناة كبيرة بينما ينشئون أطفالهم ضمن ظروف فقر قاسية, وتسعى الأمانة بشكل دائم على إزالة الجرح الناجم عن فقدان الزوج, وذلك من خلال تقديم الدعم بالتعاون مع برنامج دعم مشاريع الشباب الذي يعتبر المنظمة الرئيسية لمؤسسة بداية وأمانة لومبا, وتسعى المؤسسة من خلال مشاريعها إلى دعم الأمهات المطلقات, الأيتام, والشابات اللواتي يتحملن مسؤولية إعالة الأسرة, ومساعدتهن على تحقيق طموحاتهن وتأسيس مشاريع خاصة بهن.

eSyria تابعت الاحتفال الذي تحدثت فيه السيدة ( رنا شنواني) المدير العام لمؤسسة بداية, فقالت:" أود أن أشكر السيدة ( أسماء الأسد) لمساهمتها الدائمة في رعاية مؤسسة بداية ونشاطاتها المختلفة, ونحن سنقوم في المستقبل القريب بإطلاق مشروع خاص بالأرامل والمطلقات والأيتام, وتقديم كل المساعدات الممكنة لبداية مشاريع خاصة بهم, ولن أنسى تقديم الشكر إلى الجمعية السورية للبيئة؛ لتوفيرها هذا المكان وزراعة شجرة ترمز إلى الأمل والعطاء المتجدد", وأضافت" الفنان ( ممدوح أشلان) قدم لنا لوحة فنية تحمل عنوان " الأرملة" ستباع في مزاد علني في الحفل السنوي لمؤسسة بداية الشهر القادم, ويعود ريعها إلى العمل الخيري في المؤسسة".

منطاد حول العالم بمناسبة اليوم العالمي للأرامل

وزير الشؤون الاجتماعية والعمل؛ د. (ديالا الحاج عارف) قالت: "مؤسسة بداية خصصت هذا اليوم تماشياً مع الاحتفال العالمي الذي يقام سنوياً, ولكنها لا تقصد بأنه يوم واحد وتنتهي العناية والاهتمامات بهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة, وعندما أتحدث عن ذوي الاحتياجات الخاصة فأتمنى أن يعمم هذا المفهوم لكي لا يكون مقتصراً على فئة محددة من المعاقين جسدياً وذهنياً, فالمفهوم العالمي يشمل كافة الشرائح التي تحتاج للعناية والاهتمام الخاص", وتابعت تقول" ولعل الفئة التي نحتفل بها اليوم وهي الأرامل, شريحة خاصة تحتاج منا جميعاً أن نقف إلى جانبها ونقدم لها يد المساعدة لتنهض من جديد, مؤسسة بداية رمزت إلى هذا اليوم برموز كثيرة بدءاً من اختيار المكان وسط مدينة دمشق وجانب قلعتها, وكأنها تود أن تقول على لسان الأرامل بأننا متجذرون كما قلعة دمشق, وسنمضي يداً بيد لنتابع الحياة بكل ما فيها, ولتعلن أن هذه الفئة لم ينتهي دورها ولم ينضب عطاؤها, وأنها وان ارتكنت جانباً إلى حين فهذا الجانب يجب أن يكون قصيراً جداً, وهذا يحصل حين نكون جميعاً بجانبها, كما هي جمعية البيئة إلى جانب بيئة دمشق, وكما هي مؤسسة بداية إلى جانب رواد الأعمال الشباب... ونحن كمجتمع يجب أن نكون إلى جانب هذه الشريحة من المجتمع", وأضافت" إننا نزرع الشجرة اليوم لنقول لك أنه مهما كانت ثمارها ضعيفة, إلا أن الشجرة تبقى رمزاً خالداً للبقاء والعطاء, لنقول لك حتى وان فقدت عزيزاً غالياً على قلبك؛ ولكنك تكسبين أعزاء جدد هم هذا المجتمع الذي ترينه اليوم إلى جانبك, ونحن لن ننتظر هذا اليوم لنقف معكم يداً بيد, ولكننا سنكون معكم طيلة العام وفي كل الأحوال والظروف, واحتفال اليوم هو وقفة تمكينية وليست موقف عطاء, مؤسسة بداية انطلقت من مساعدة الآخرين ليكون لهم مشاريعهم الخاصة, ولعلها تطلق يوم الأرامل لتخبرهم بأنهم سيحتلون الأولوية من بين المتقدمين للحصول على التمويل لبداية حياتهم مجدداً".

السيد ( فادي سركيس) رئيس مجلس أمناء مؤسسة بداية قال:" نجتمع اليوم للمشاركة بحدث خاص هو يوم الأرامل العالمي, ليس فقط لنغرس شجرة في إحدى حدائقنا الجميلة, ولا حتى لإشعال الشموع, وإنما للوقوف مع كل من فقد عزيزاً معزين ومؤازرين ومشجعين, جئنا لنؤكد وان كان الموت حقاً علينا جميعاً ولكن الحياة يجب أن تستمر, فرغم الأحزان والآلام لا يزال هنالك مكان للفرح والسعادة, ونحن بالاشتراك مع عدد من الجمعيات الأهلية نشعل الشموع لنأمل أن نضئ الطريق لكل من أظلمت حياته بنهاية حياة من أحب, ونغرس شجرة خضراء رمزاً للحياة والبقاء, مؤسسة بداية خصصت هذا العام للشباب والشابات الذين فقدوا من أحبوا, لنساهم معاً في دعم المجتمع الأهلي من أجل حياة أفضل".

السيدة رنا شنواني

رئيس الجمعية السورية للبيئة قال: " جدتي كانت أرملة وهي في بداية العشرين من عمرها وقامت بتربية والدتي وأخواتها, وضحت بكل شيء لأجل أولادها ورفضت كل مغريات الحياة لأجل العائلة, ونحن أقمنا حديقة دمشق لكي نقدم رمزاً للحضارة والسلام والنقاء, والإنسان هو أهم عناصر البيئة وأغناها, لنعمل سوية لنحافظ على الإنسان ونبقي الأمل دائماً في القلوب".

تجدر الشارة إلى أنه تم اختيار الثالث والعشرين من حزيران عام 1954, باعتباره ذكرى وفاة والد راج لومبا، مؤسس أمانة لومبا، الذي توفي تاركاً زوجته الوحيدة في السابعة والثلاثين من عمرها، لتربي أطفاله الصغار السبعة. تأسست المنظمة في عام 1997 في الهند لمساعدة العديد من الأرامل الفقيرات اللواتي لا تتيح لهن أوضاعهن توفير الرعاية والدعم الكافيين لأطفالهن.

يزرعون شجرة الحياة

أدركت أمانة لومبا، من خلال قيامها بهذا العمل، أن وضع الأرامل في عدد من البلدان النامية في العالم خطير على حد سواء، وقد تم الإعلان عن اليوم العالمي للأرامل بهدف زيادة الوعي العالمي بهذه المشكلة وتوفير الدعم المالي الكافي لمواجهتها بشكل فعال.ويجري الاحتفال بنفس المناسبة في كل من الهند، سيرلانكا، نيبال، سورية، كينيا، والولايات المتحدة الأمريكية.