تحتل سورية المركز السابع عالمياً في إنتاج المشمش، حيث تجود زراعته نظراً لملاءمة الظروف المناخية والبيئية لزراعتها، وتتأتى أهمية هذه الشجرة من كونها ذات مردود اقتصادي جيد على الفلاح ولكونها تدخل في العديد من الصناعات الغذائية.

تقدر المساحة المزروعة في عام 2002 بحوالي /12612/ هكتار مزروعة بحوالي /2923.2/ ألف شجرة مشمش أنتجت حوالي /100902/ طن وذلك حسب المجموعة الإحصائية الزراعية السنوية لعام 2002 الصادرة عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي.

وتنتشر زراعة هذه الشجرة في معظم المحافظات حيث تحتل محافظة ريف دمشق المرتبة الأولى من حيث المساحة وعدد الأشجار والإنتاج تليها محافظة حمص ، إدلب ، حلب ، اللاذقية. تؤكل ثمار المشمش كفاكهة طازجة لاحتوائها على كمية كبيرة من المعادن والفيتامينات فهي ذات فائدة غذائية وطبية في آن معاً، كما تدخل الثمار في العديد من الصناعات الغذائية (كقمر الدين والمربى والشراب)، فيما يستفاد من بذورها في الحصول على زيت يدخل في صناعة الكريمات والمواد الطبية والصيدلانية. في( قرية سرجة) الواقعة شمال غرب مدينة معرة النعمان على بعد ثمانية عشر كيلو متر تقريباً وعلى مساحة تقدر بـ(3089 هكتار) وبعدد سكانها الذي يصل إلى (5000نسمة) حسب إحصائية /31/12/2007م/.

وأثناء جولة موقع eIdleb كانت جموعٌ من سكان القرية تحيط بالصناديق الممتلئة بالمشمش والمعدّ للشحن إلى دمشق هذا ما ذكره (التاجر طاهر حاج موسى) الذي قال: "أقوم بشراء المشمش من المزارعين، وأجمعه في مراكز خاصة تمهيداً لنقله إلى دمشق، حيث أملك مراكز في كلّ قرى جبل الزاوية، وفي دمشق نبيعه للمعامل لصناعة (قمر الدين) فهذا النوع الذي يسمى (كلابي) لا يصلح إلا لقمر الدين، ويتراوح سعر الكيلو بين(10و12ل.س).

أما الأنواع الأخرى فهي (شكربرى وهي أفضل الأنواع ويتميز بمذاقه الحلو، وأيضاً هناك أبو شوكة وشفيقي ولوزي إضافة للكلابي) قرية سرجة التي هي إحدى قرى جبل الزاوية تنتج ما يزيد عن (500طن سنوياً من المشمش) والكلام لرئيس مجلس البلدة (محمد حاج موسى) الذي أضاف ذاكراً عدد الأشجار (27540شجرة على مساحة تقدر بـ (2295دنم)، وتتوزع هذه الأشجار على مساحات مروية وأخرى بعلية، فيتم قطافها من قبل الأهالي وفرز المحصول الجيد عن الأقل جودة، وفي زيارة إلى مكان عمل إحدى هذه الورش كانت بعض الفتيات يقمن بملىء الصناديق بالحبات الجيدة تمهيداً لبيعه في أسواق معرة النعمان وأريحا، والباقي ينقل إلى معامل دمشق.

قالت أم حسيب: "نأتي إلى العمل قبل طلوع الشمس ونقوم بقطف المشمش حتى أذان العصر والبعض يستمر بالعمل حتى آذان المغرب" والصيف فرصة للعمل تابعت أم حسيب حيث نقطف المشمش والمحلب والكرز. (فالحياة صعبة وبدها حركة) حليمة ابنة العشرين أبعدت وجهها عن الكاميرا، واعتذرت عن الكلام لكنها تراجعت بعد كلام أم حسيب فقالت: "عملنا غير متعب لكن الأجر قليل لأن الأسعار ضعيفة على رأي التجار، ولا تكفي للمصاريف خاصة بعد غلاء المازوت"، وأقسم أبو حمدو: "لو كان في هذه المنطقة معمل واحد لإنتاج المربيات أو قمر الدين، أو للاستفادة من المحاصيل الأخرى لتغيرت أوضاع الناس الاقتصادية، وأردف إنّ محصول المشمش تراجع هذا العام نتيجة للظروف الجوية، ففي كل عام تنتج سرجة ما يصل إلى (700طن) بينما هذا العام تراجع إلى( 500طن). وأخيراً وعلى ذمة أبو حمدو يعتبر المشمش مفيد جداً للذين يبذلون مجهوداً عقلياً كبيراً فأكثروا من تناوله.