أحيت الأديبة نجاح ابراهيم، والقاصة الشابة تمارا سليمان، أمسية قصصية، بدعوة من المركز الثقافي العربي في مزرعة تشرين في الرقة، وذلك وسط متابعة جيدة وتفاعل كبير من قبل الحضور، الذين أداروا حواراً مع القاصتين حول مرامي وأبعاد قصتيهما المقدمتين في الأمسية.
الأديبة نجاح ابراهيم تحدثت لموقع eraqqa عن هذه الأمسية فقالت: قدمت قصة بعنوان « إيلاف الدم» وفيها أقدم رصداً مطولاً ومفصلاً لحالة الألم، منذ فجر الخليقة إلى يومنا هذا، من خلال شخصيات عانت ألماً مبرحاً، بدءاً من إله الخمر « باخوس»... فهل لك أن تتصور الألم، حين تتقطع أغصان الكرمة وأروماتها في الشتاء، لتتحول إلى عيدان حطب؟!...
وأضافت: وقد عرجتُ بالحديث المفصل عن آلام السيد المسيح «ع» الذي افتدى بجسده البشرية دافعاً عنها ثمن أوزارها عندما صلب ودقت المسامير في أطرافه، وتناولت آلاماً أخرى لفنان موسيقي يعيش حالة حب منحرفة، يعاني فيه اشتهاء المرأة بشعور امرأة، وهو يدرك أن ذاك يعد انحرافاً، لذا يعمد إلى كبت مشاعره وإخفائها عن الناس، ويعيش وحده تفاصيلها وتباريحها.
القاصة الشابة تمارا سليمان تحدثت لـ eraqqa عن مشاركتها فقالت: القصة التي قدمتها جاءت بعنوان « دمشق في عيني فانيا» والتي كُتبت متزامنةً مع الحدث الثقافي الكبير، باعتبار دمشق عاصمة للثقافة العربية.
وتابعت تمارا قائلة: تجري أحداث القصة، عندما يزور وفد عربي إحدى البلدان الأوروبية، فيتعرف إلى «فانيا» التي كانت ترافق الوفد، وتتوطد بينهما الصداقة، ليكتشف عشقها الكبير لدمشق وحضارتها، فينبري لدعوتها، وما يكون منها والحالة هذه إلا أن تلبي الدعوة بعد فترة ما ليتعارفا أكثر، ومن خلال زيارتهما وجولاتهما على أوابد دمشق وحضارتها، يكتشف بدمشق أبعاداً جديدة كانت خافية عليه، أو أنها لم تتبلور إلا من خلال عيني فانيا العاشقة حتى الهيام لجمال دمشق وحضارتها.
السيد حسين الشبلي، أحد أبناء المزرعة، تحدث لموقعنا عن انطباعه حول الأمسية فقال: لقد استمعنا الى قصتين جميلتين، اتسمت الأولى بلغة شفافة تستند الى حس أقرب للشعرية منه للقصة، مما يحيلك الى قصيدة نثرية وفقت الكاتبة في رسم صورها وأبعادها، في حين عمدت تمارا إلى الارتكاز على البعد النفسي والاجتماعي للمكان والزمان، وقد أمتعنا بالسرد القصصي الذي كان موفقاً.