قد تبدو هواية جمع الأفاعي ورغم خطورتها بالنسبة لفائق الحوراني, كهواية جمع الطوابع بالنسبة للبعض الآخر, ورغم خطورة هذه الهواية إلاّ أن فائق ومنذ اثنتي عشرة عاماً يمارسها.

فائق ابن الثانية والثلاثين من العمر, قد يبدو للوهلة الأولى لزائره إنسان عادي بسيط بأحلام لا تبتعد كثيراً عن أحلام أبناء عمره من حيث الزواج, وبناء العش الزوجية وتأمين مستقبل أفضل مع أسرة هادئة, لكن من يعاشره يكتشف أن كل هذه الأحلام ليست من ضمن دائرة اهتماماته أبداً.

فائق الذي عاش مع أكثر من أربعمائة أفعى من أنواع مختلفة لفترة من الزمن, يعتبر هذه الهواة " إثبات ذات وتحدٍ للطبيعة" فبعض هذه الأفاعي من أخطر أنواع الأفاعي وأكثرها سمية في سورية ( الأفعى الصماء المميتة) ويعود سبب ذلك لنسبة السم العالية والمركزة لديها لبقائها فترات طويلة دون شرب الماء .

والأفعى الصماء المميتة من الأنواع الموجودة لدى فائق إضافة لأنواع أخرى تنتشر في سورية مثل: الحنش الأسود الصخري (الذي يصل طوله في بعض الأحيان إلى أكثر من مترين) وأفعى العشب المرقطة (وهي من الأفاعي القصيرة إذ لا تتجاوز طولها متر).

في قرية جبورين التي تقع إلى الشمال من مدينة حمص بالقرب من بلدية تلبيسة, يعيش فائق متنقلاً بين بيت أهله الترابي وبيت شقيقه الكبير, رغم أن عنوان إقامته الدائم في غرفة صغيرة بقرية " أكراد داسنية" المجاورة لقريته حيث يحيا مع " أفاعيه".

فائق روى لموقع eHoms عن حكايته مع الأفاعي بقوله:" هي من اصطادني ولست من اصطدتها والحكاية تعود لعشر سنين خلت, حيث كنت أتمشى بالقرب من رجم حجارة في أرض وعرة من القرية وظهرت لي أفعى, وحين حاولت اصطيادها لسعتني بيدي, اختل عندها توازني وأصابني فتور عام وشعرت برغبة في الإقياء, عدت إلى البيت وبقيت على هذه الحالة من الأعراض لمدة ست ساعات, نصحوني ألا أنام خلالها لكني لم أرضخ لهم, كانت الأفعى بطول يقارب المتر تقريباً, ومع ذلك نجوت من الموت بالرغم من زرعها السم بداخلي, ولكنها زرعت بداخلي أيضاً حب الغامرة باصطياد أفعى, والأفعى صارت اثنتين وأربع وهكذا بدأت رحلتي مع صيد الأفاعي وجمعها".

وعن المناعة التي اكتسبها من سمية الأفاعي وما إذا كان تسمم منها قال الحوراني " تعرضت مرتين لإصابات بليغة استدعت دخولي المشفى, في المرة الأولى كنت قد التقطت ما يقارب الثلاثين أفعى وكنت أجمعها في كيس قماشي واحد, وحين جربت أن أخرجهم من الكيس بيدي عضتني خمس منها دفعة واحدة في يدي, وعندها تورمت يدي وذهبت للمشفى الوطني بحمص فأعطوني حقن ووضعوا السيروم بيدي وطلبوا مني البقاء في المشفى للمراقبة, لكني لم أستطع صبراً على النوم في المشفى فخرجت على مسؤوليتي, أصبحت يدي بيضاء اللون وأصابني ألم شديد في عظم الساعد لفترة تزيد عن الأسبوع. وفي المرة الثانية كانت لدي أفعى من نوع سام جداً وكنت قد وضعتها في كيس دون طعام أو شراب لمدة تقارب الخمسة أشهر وحين مددت يدي لإخراجها زرعت أنيابها في إبهامي, فتورمت يدي كثيراً واضطررت للذهاب إلى المشفى حيث خضعت لعملية جراحية, وبقيت على أثر هذا الحادث أعاني صعوبة في حركة يدي اليسرى حتى اليوم".

فائق تتجلى طموحاته بثلاثة أشياء الأولى منها " إيجاد وسيلة للعيش يستطيع من خلالها المحافظة على هذه الغرفة التي تضم أفاعيه, والالتزام بدفع إيجارها " وثاني الأحلام عند الحوراني هي " اصطياد أفعى الكوبرا التي لم يجدها بالرغم من بحثه في أي مكان يذكر لها داخل سورية عن وجودها " أمّا ثالث أحلامه وأكبرها فهو " امتلاكه لأفعى ضخمة أو زيارة إحدى الدول التي تعيش فيها مثل هذه الأفاعي لاصطياد واحدة منها ".

فائق عادة يقوم بتقديم بعض العروض مع أفاعيه أمام وسائل الإعلام المختلفة التي تزوره في " محاولة للوصول للعالمية التي يبحث عنها ".