"ترتبط صناعة الصابون ارتباطاً وثيقاً بشجرة الزيتون، وبأماكن تواجدها بحيث تزدهر هذه الصناعة مع وجود هذه الشجرة، فقد نشأت بالاعتماد على بقايا الزيت، والذي يدعى "زوبار" فقد كان يطبخ مع نبات مجفف يدعى الشنان ويعطّر بزيت الغار".
الحديث لفوزي خشان أبو جابر الذي تابع قائلاً: " كانت هذه الصناعة في أغلب الأحيان ترتبط بالنساء اللواتي يقمن بتصنيع احتياجات المنزل، وهذه الطريقة مازالت متبعة في العديد من القرى التابعة لمعرة النعمان ككفرنبل وحاس.
وحالياً دخلت هذه الصناعة في طور جديد، حيث تم استبدال زيت الزوبار بما يسمى "زيت المطراف" والذي يستخلص من عجوة الزيتون بعد العصر باستخدام "الهكسان" وتم استبدال نبات الشنان بالمادة الكيميائية "ماءات الصوديوم"ذات الاسم الشائع "القطرونة"".
فوزي خشان أبو جابر مدرس الكيمياء المتقاعد هو صاحب معمل لصناعة الصابون والمنظفات الكيميائية بأنواعها في معرة النعمان تحدث لموقع eIdlebعن بدايات صناعته قائلاً: " لقد ورثتها عن والدي الذي كان يملك معصرة للزيتون، لذلك كان يلجأ إلى طبخ بقايا الزيت لتحويله إلى صابون بكميات غير تجارية، ولكوني متخصص في الكيمياء قررت أن أجرب هذه الصناعة بحيث أستبدل المنظفات الطبيعية بالصناعية، وكانت البداية عام /1984/م في تصنيع الصابون الجاف والسائل، ثم قمت بتوزيعه على المحلات في معرة النعمان ما شجعني أنّ المنتج لاقى استحساناً كبيراً دفعني لتوسيع الصناعة، بحيث زدت من الكميات لتوزيعها على المحافظات، وبالتدريج تم التوسع بهذه المنشأة التي تراها أمامك، والحمد لله أصبحنا اليوم نصدر إلى بعض الدول المجاورة كلبنان، والعراق، والأردن.
وتوصلت بعد عدّة تجارب إلى إنتاج نوع خاص من الصابون يساعد على منع تساقط الشعر وتغذية بُوصيلة الشعر، وذلك بالاعتماد على عسل النحل وقد لاقى المنتج رواجاً كبيراً.
أنا أنصح بالابتعاد عن الصابون الكيميائي والشامبو بأنواعه، والاقتصار على صابون الغار المصنع من زيت الزيتون وزيت الغار، والسبب في ذلك أنّ مادة"لوريل إتر سلفونات الصوديوم" تدخل في تركيب الصناعات الكيميائية، وهي خاصة بتنظيف السطوح المعدنية، ولها تأثيرات ضارة جداً وقد تسبب سرطانات جلدية متعددة".
يختم أبو جابر حديثه بهذه النصيحة، لكنه لم ينهي حديثه بعد ففي جعبته المزيد ليقوله عن منتجاته وخاصة صابون الغار الذي مازال حتى الآن الأكثر رواجاً في السوق السورية رغم المنتجات المختلفة لهذه الصناعة.