نشأت تعاونية النحل في "سلمية" عام 2024 بدعم من مؤسسة الآغا خان، بهدف دعم مربّي النحل وتحسين الإنتاج وعمليات التسويق، إضافة إلى حماية النحل من الأمراض وتأمين المواد الأساسية للمربين. يقع مقر التعاونية في قرية "المفكر الغربي"، ووصل عدد أعضائها من المربين إلى 124 مربّيًا. ويمتاز العسل المنتج بجودته العالية وتنوّعه، حيث يتضمن أنواعًا مثل الدردار والقبار والشوكيات وحبّة البركة واليانسون والبرسيم، وهو الأخير يحتل المرتبة الرابعة عالميًا.

خبراتٌ في خدمةِ العمل

التقت مدوّنة وطن المحامي "إبراهيم صلاح خروص"، مواليد 1985، أمين سر التعاونية، الذي تحدث عن بداياته قائلاً:

يعتمد التسويق على "سلمية" وريفها، إضافة لطلبات خارجية من المغتربين. وساهم المهرجان الذي رعاه المجلس المحلي في "سلمية" في زيادة المبيعات

«لأني أحب تربية النحل التي بدأتُها منذ عام 2007 بستّ خلايا نحل فنية، وأصبحت الآن ثلاثين خلية، كان مشروع تعاونية النحل الذي بدأ في ربيع 2024 مشروعًا رائدًا؛ إذ انضم إليه ثلاثون مربّيًا للنحل، وأصبحوا الآن 124 عضوًا نحّالًا. مركز التعاونية في قريتي "المفكر الغربي"، وتضم المهتمين بتربية النحل ومركزًا لتسويق منتجات العسل، وقد ساهمت في تبادل الخبرات وتأمين غذاء للنحل، ودعم أعضائها، ومنحهم مواد أولية مثل الشمع والخلايا».

بعض ماتقدمه التعاونية للنحالين

خلايا النحل

ماقدمته مؤسسة الآغا خان للتعاونية

وحول الفرق بين أنواع الخلايا، يوضح "خروص":«الخلية الصاروخية أو البلدية أو "الزَمَر" لها بابان قابلان للإزالة من الأمام والخلف، ولا يوجد بداخلها إطارات أو شمع أساس، كما أنه يصعب الوصول إلى الملكة أو اكتشاف الإصابات، ويكون القطف بإزالة الشمع واستخدامه بالشهد أو كبسه مع إتلاف الشهد. أمّا الخلية الفنية فيكون لها غطاء من الأعلى، ويوضع فيها إطارات وأساس حسب الرغبة، ويسهل إيجاد الملكة وتفقد الحضنة ومخزون العسل. يتم القطف عبر الفراز ثم إعادة الإطار إلى الخلية. أما منتجات الخلية فهي كثيرة منها: حبوب اللقاح، والعكبر، والشمع، ويُعد العكبر أقوى مضاد حيوي طبيعي يصنعه النحل لتعقيم السداسيات».

الآغا خان على خطّ الدعم

ويتابع حول الدعم المقدم:«بدعم من مؤسسة الآغا خان عام 2024 أُقيمت دورات تدريبية للنحالين في هيكلة التعاونيات وآلية عملها والجدوى الاقتصادية، وقدّمت منحة مالية قدرها 79 مليونًا و500 ألف ليرة سورية، غطّت تكاليف منظومة الطاقة الشمسية وشراء الفرازة وطاولة القشط وخزان التصفية، وعبوات مختلفة الأحجام وبدلات للنحالين. وننتظر منحة أخرى بقيمة 110 ملايين لإنشاء ورشة نجارة لصناعة خلايا النحل وبيع الفائض. كما تشمل الخطة جهازًا لفحص جودة العسل. وتبلغ كمية الإنتاج السنوي للتعاونية 50 كيلوغرامًا بشهده، ومن 70 إلى 80 كيلوغرامًا مصفّى».

من أسفل الصورة المحامي إبراهيم خروص وإياد مقصود وقيس عجمية وإبراهيم المعصراني ومجد إدريس ومجد ورد وفايز مقصود

وعن التسويق قال: «يعتمد التسويق على "سلمية" وريفها، إضافة لطلبات خارجية من المغتربين. وساهم المهرجان الذي رعاه المجلس المحلي في "سلمية" في زيادة المبيعات».

مستمرّون رغم التحدّيات

مهاب الشيخ، مواليد 2004، خريج معهد سياحي وفندقي، يقول:

«ورثتُ وأخي تربية النحل عن والدنا، ولدينا منحل من 80 خلية فنية. وبسبب قلة المرعى في "سلمية" أنقل النحل إلى "كفربهم" أو الساحل أو ريف "إدلب" بعد التأكد من توفر المرعى الجيد. لكن قلة الأمطار تخفض الإنتاج. وساعدتنا التعاونية بتأمين المواد الأساسية للمربين وتسويق الإنتاج في محلّنا "بيت النحل"».

أما وسيم موسى، مواليد 1995 من "بري الشرقي"، فيقول:«انتسبتُ للجمعية منذ ثمانية أشهر، وقدّمت لي الإطارات اللازمة للخلية الفنية مع ملحقاتها. وساعدتنا في فرز العسل عن الشهد، وأنا أنتظر إنجاز خلايا فنية في منشرة التعاونية. أبيع إنتاجي لأبناء القرية لأنه قليل بسبب الجفاف وقلة المرعى، إضافة إلى حشرة الدبور التي تهاجم النحل ولم نجد لها دواء حتى الآن».

ويضيف المهندس الزراعي ذو الفقار حيدر، مواليد 1997، سنة أولى ماجستير:«تراجعت تربية النحل بسبب الحرائق والمناخ الحار وقلة الأمطار، لكني لم أتوقف. فمنذ ثلاث سنوات أشارك بعض الأصدقاء في "اللاذقية" في تربية النحل، ولدي أيضًا سبع خلايا في "العوينة". وفي بداية 2025 انتسبت إلى التعاونية التي ساعدتني بفرز العسل مجانًا وإجراء الكشف الدوري. أعتبر النحل عائلتي، وأقدّم له الرعاية من غذاء وحماية من الأمراض، وأستخدم عجينة الكندي في الشتاء لضمان عسل عالي الجودة. لكن تكاليف نقل الخلايا إلى "الغاب" أو "حلب" ترهقني، رغم ضرورتها لتأمين مرعى جيد وتنوع في الإنتاج».

ختاما يتألف مجلس إدارة الجمعية من:"كريم دعبول المحمد" رئيسًا،

"محمد طعّان محمد" محاسبًا،ولجنة خبراء النحل وعددهم أربعة