إلى الشمال من مدينة "سلمية" وعلى مسافة 25 كم منها، تقع قرية "تمك"، وتتبع إدارياً لبلدية "علي كاسون"، ويوجد فيها قلعة على شكل تلة من دون أسوار واضحة، بنيت من الحجر البازلتي الأسود في العصر الروماني.

كانت القرية ملكاً للإقطاع، وفي عام 1963 تم توزيع الأراضي على الفلاحين ما ساهم في استقرار السكان البالغ عددهم 1700 نسمة، يعملون في الزراعة وتربية المواشي، يرفدون المدينة بمنتجات أغنامهم.

الموقع والتسمية

التقت مدونة وطن بمدير مدرسة "تمك" "عمار الحسين" وحدثنا عن القرية قائلاً: <<تقع قرية "تمك" شمال مدينة سلميه" على بعد 25 كيلومتراً، وعن "حماة" شمالاً 35 كيلو متراً ويعود سبب التسمية لارتفاعها على شكل سنام الجمل، وهي تتبع لبلدية "علي كاسون"، فيها قلعة من العصر الروماني مبنية من الحجر البازلتي الأسود، أسقفها من الحجارة الطويلة البازلتية تحملها أعمدة أسطوانية، كانت القرية ملكاً لأحد الإقطاعيين وكان الفلاحون يعملون لديه ويعيشون في الأبنية الحجرية الأثرية، وأغلب هذه الأبنية متهدم ومردوم بشكل جزئي بالتراب وفي عام 1963 بدأ السكان بالاستقرار وبناء البيوت الإسمنتية حتى وصل عددهم إلى 1700 نسمة، يتلقى أبناؤها تعليمهم في مدرسة في القرية، ولايزال هناك قصراً للآغا، ومازال أبناؤه يمتلكون أرضاً في القرية وهم مستقرون في حماه>>.

جارية الحمدان

حياة الناس

عمار الحسين

ويضيف "الحسين": <<يعتمد أهل القرية في معيشتهم على الزراعة كالقمح والشعير والعدس والحمص والكمون والجلبان وأشجار الزيتون والفستق الحلبي، وعلى تربية الأغنام، وقاموا ببناء الأبنية الطينية والحجرية، أما البازلتية القديمة فكانوا يستخدمونها لتخزين التبن كعلف للأغنام، والقليل منهم سكن فيها لفترة ثم وضع الأغنام فيها، وفي الوقت الحالي فقدت الكثير من هذه الأبنية معالمها بسبب نهب الأحجار منها واستخدامها في بناء المنازل الحديثة وأسوار الحدائق>>.

بدورها تتحدث "جازية الحمدان" زوجة الراحل "مشهور الحسين" عن ذكرياتها في القرية قائلة": <<كنا من أوائل الذين سكنوا قرية "تمك" فقد قدمنا من منطقة "الجفتلك" وهي تحوي قرى متعددة "صلبا" و"مسعدة" و"العلباوي" وما حولها، كان زوجي راعي أغنام لدى الأغا، وأحضرنا للقرية عام 1963وحصلنا على الأراضي من الإصلاح الزراعي، وسكنا في الأبنية الأثرية الحجرية القديمة لمدة عام، وكان الفلاحون يسكنون في بيوت الشعر لكنهم بعد عام ما لبثوا أن بنوا البيوت الحجرية المسقوفة بالأعمدة الخشبية والقصب والمكسوة بالطين، وأبوابها خشبية، كنا نعاني في الحصول على الماء حيث كان البئر خارج القرية، نستخرجه بواسطة الدلو؛ ثم ننقلها على الدواب إلى منازلنا، ونعتمد في معيشتنا على تربية المواشي والزراعة البعلية كالقطن والذرة البيضاء والصفراء وعباد الشمس والبطيخ، حيث كانت الأمطار والثلوج الغزيرة في ذلك الوقت، ولكن تراجعت تلك الزراعة بعد تراجع مخزون المياه الجوفية، واتجهنا اليوم لزراعة القمح والشعير والعدس والحمص والكمون، كنا نستخدم أدوات بدائية في الفلاحة؛ حيث نستخدم المحراث القديم تشده البغال وندعوه الصمد، ونبذر الحبوب بأيدينا، أما الحصاد فكان بالمنجل، ننقله للبيادر بعربة يجرها البغل، وهناك ينشر القمح بشكل دوائر لتأتي الحيلان بدرسه وفصل حبوب القمح عن القش>>.

من جهته يشير الباحث التاريخي "أمين قداحة" إلى أن قرية "تمك" تتبع مركز مدينة "سلمية" وتقع للشمال منها، وأهم ما يميزها أثرياً ذاك البرج القديم الذي بني بين القرنين الثالث والرابع الميلادي وعثر فيها على ساكف مؤرخ عليه منذ عام 599 ميلادي.