بهدف نشر التوعية الطبية الشاملة بين شرائح المجتمع عن طريق وسائل التواصل المختلفة، وتحقيق الفائدة والمنفعة المرجوة، يقوم فريق "ترياق" الطبّي التطوعي الذي يضمّ مجموعة من طلاب الكليات الطبية في الجامعات السورية، بتصحيح المفاهيم الطبية الشائعة والخاطئة وعرضها بطريقة بسيطة ومتقنة بالمنشورات والفيديوهات.
تأسيس الفريق
فكرة تشكيل "ترياق" جاءت، وحسب القائمين على الفريق، من خلال المفاهيم الطبية الشائعة والخاطئة التي يتداولها البعض ولا يدركون مدى أخطارها.
يتجسد دوري بالفريق كمسؤول تنظيم، نعمل في الفريق بتعاون ومحبة لتقديم محتوى مناسب يخدم هدفنا، نعمل يداً بيد وروح واحدة على الرغم من المسافات، ننظم ونواجه المشاكل مع بعضنا البعض ونحقق النجاح الذي يجعل الفريق متميزاً
وبحسب مؤسس الفريق "خضر الصخر" طالب السنة الرابعة في كلية الصيدلة بجامعة "تشرين" فإن فريق "ترياق" الطبي التطوعي الذي يضمّ مجموعة كبيرة من طلاب الكليات الطبية المتواجدين بالجامعات السورية، تمّ تأسيسه في "اللاذقية" منذ منذ عام تقريباً وحقق انتشاراً في المحافظات السورية، والهدف منه التوعية الطبية لشرائح المجتمع المختلفة، بالإضافة لمساعدة طلاب الكليات الطبية في مجال دراستهم وإكسابهم المعلومات الطبية.
ويضيف: «يجمع الفريق بين ثلاثة فروع (كلية الصيدلة، كلية طب الأسنان، كلية الطب البشري)، ويضمّ مسؤولي تنظيم ومشرفين لكل فرع طبّيّ في كل جامعة ومحافظة.. نعمل كعائلة واحدة، كما نتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونجتمع أحياناً على أرض الواقع للتخطيط بخصوص الفريق».
معلومات طبية
يتوخى الفريق الدّقّة والحذر في عمله في سبيل تقديم المحتوى الطبي المفيد، يقول "الصخر": «نقدم معلومات طبية ضرورية وإسعافات أولية وفق آلية عمل تعتمد البحث والدّقّة، لكي يستطيع أي شخص التعامل مع الموقف الذي يحصل معه أو مع أي شخص من حوله، ونعتمد مقرراتنا الجامعية كمراجع موثوقة، وقد حقق الفريق انتشاراً واسعاً بين المتابعين الذين أصبحوا ينتظرون معلوماتنا الطبية، كما أن تفاعل المتابعين أعطانا ثقة كبيرة لنكمل الطريق الذي بدأناه، ونعمل وفق رؤية تحقق هدفنا من خلال نشر المعلومات الطبية بطريقة سلسة ومتقنة على شكل فيديوهات أومنشورات عبر وسائل التواصل (فيسبوك وانستغرام وتيلغرام) يتلقاها ويفهمها المتابع بسهولة، ونعمل على إيجاد آلية لمساعدة الفقراء والمرضى لتأمين بعض الأدوية والمستلزمات الصحية والعلاجية لهم».
فريق متخصص
يعمل الفريق كخلية نحل بطريقة تضمن إنجاح مفاصل العمل كافة، وفي هذا السياق تقول "آية باسل غضبان" طالبة طبّ بشري في جامعة "حلب": «تطوّعت في الفريق منذ أشهر عن طريق فتح باب الانضمام، كانت تجربتي مع الفريق رائعة من ناحية المشاركة في كتابة البوستات والفيديوهات الطبية والمشاركة في النقاشات قبل النشر، لنتفادى أي خطأ في المعلومة ولكي تصل للمتابع وتحقق الفائدة له، شاركت في كتابة محتوى بعنوان "متلازمة القلب المكسور"، ومحتوى آخر بعنوان "الطريقة الصحيحة لإيقاف رعّاف الأنف" وغيرها من المعلومات التي سأشارك بها أيضاً».
وتتابع القول: «يعمل الفريق على مبدأ أن يختار الطالب موضوعاً مهماً ومفيداً ويبدأ بالبحث عنه، وطريقة اختيارنا للمواضيع تكون من خلال عملية البحث عن المواضيع الشائعة والمهمّة من مواقع طبية عدة، ونبدأ بكتابة الموضوع على هذا النحو بعد أن نفهمه كاملاً وبعدها يتم تدقيقه بعد المناقشة وإضافة المزيد من الأفكار ، وبعد التدقيق من مشرفي الفريق نقوم بتنسيقه وإكماله بدقة، ونكتبه بطريقة تجذب القارئ وبعدها يتم النشر، ومن أهم المواضيع التي تمت الإضاءة عليها (مخاطر التخدير، أضرار المشروبات الكحولية، تقويم الأسنان، الطفح الحراري عند الأطفال، الحالات النفسية، الجلطة وغيرها الكثير من المواضيع الهامّة».
بدورها تتحدث "هزار الحسن" طالبة في السنة الثانية بكلية الصيدلة في جامعة "حماة" عن تجربتها مع الفريق قائلة: «انضمامي لفريق "ترياق" الطبّي تجربة جميلة وخاصة بعد متابعتي للفيديوهات والمحتوى الذي يقدمه الفريق عن طريق الفيسبوك، وهو فريق تطوعي من طلاب الكليات الطبية بكل "سورية"، ويتسم أعضاؤه بالتعامل اللطيف والعمل بمحبة، هدفه إيصال معلومات طبية للناس بطريقة بسيطة، كما يتم اختيار المواضيع بشكل منظم، حيث يقدم كل طالب معلومات دقيقة تخصّ الفرع الذي يدرسه، وطرحت فكرتين حول التسمم بالايتانول وأسباب الشخير وتمّ تصويرهما ويتم العمل على أفكار أخرى».
من جهته يتحدث "حمزة محمود" طالب بكلية الصيدلة في جامعة "تشرين" عن عمله في الفريق: «يتجسد دوري بالفريق كمسؤول تنظيم، نعمل في الفريق بتعاون ومحبة لتقديم محتوى مناسب يخدم هدفنا، نعمل يداً بيد وروح واحدة على الرغم من المسافات، ننظم ونواجه المشاكل مع بعضنا البعض ونحقق النجاح الذي يجعل الفريق متميزاً».
عمل ناجح
أما "لبنى أندورة" مدرّسة العلوم بثانوية "برزة" المحدثة، طالبة في كلية الصيدلة تتحدث قائلة: «أتابع تطور الفريق منذ البداية وعملت مع العديد من فرق التوعية الطبية التطوعية ابتداءً من فريق "الكريات الحمراء" الطبي، والفريق "الطبّي" التطوعي، و"دي فارما"، و"ترياق" الطبّي، اللافت بفريق "ترياق" أنه على الرغم من تعدد مصادر نشر التوعية والصفحات استطاع الفريق أن يقطع شوطاً كبيراً وحقق شهرة خلال فترة قصيرة ووصل لكل المحافظات، وحتى خارج "سورية"، اعتمدوا على كفاءاتهم الذاتية دون أي مساعدات خارجية، كما أسسوا قناة ملازمة" صيدلة طبية"، وهي خطوة فارقة وخاصة للصيادلة لتوسيع معارفهم بمجالهم، وعلى الرغم من الإمكانيات المتواضعة أثبت الفريق جدارته وإبداعه وتعاونه.
وللحديث عن أهمية عمل الفريق من الجانب الاجتماعي وأثره على المجتمع تقول الدكتورة "فتاة صقر" عضو هيئة تدريسية بجامعة "الفرات" اختصاص إرشاد اجتماعي: «العمل التطوعي هو أرقى عمل إنساني ومؤشر على الانتماء الإنساني والوطني، وعندما يكون التطوع هو نشر فكرة صحيحة وتصويب فكرة خاطئة شائعة، فهو مؤشر لمسار ينهض بالفرد على المستوى الصحي والجسدي والفكري، ومن خلال النشاطات والمنشورات التي شاهدتها على صفحة الفريق، وجدت أنه يعمل على مبدأ بأن الجسد صَدفة خاملة والفكر الخلاق يقوم بتفعيلها، والعقل السليم يخلق جسداً سليماً».
وتضيف: «في هذه الفترة الانتقالية لمجتمعاتنا إلى العالم الافتراضي والرقمي نحتاج إلى دعم شامل على ثلاثة مستويات (الجسدي والفكري والروحي)، والتوازن بين هذه المستويات من ناحية الفهم والتطبيق يخلق صحة نفسية للفرد قادرة على مواجهة تحديات العصر المسارعة، كي لا يتحول الفرد إلى سلعة استهلاكية ويصبح شيئاً غريباً عن جوهره الإنساني، وخصوصاً ما يظهر من مفاجآت وكوارث وجائحات وأمراض معدية، وعمل الفريق بهذا المجال يشكّل اتجاهاً وقائياً يحمي الفرد من السقوط في دائرة الخوف والقلق بالإضافة إلى الارتقاء بحالته الصحية والوصول للرفاه النفسي في زحمة الأحداث المأساوية، أي أن هذا الفريق بنشاطاته يستطيع أن يوسّع الخيارات للأفراد بالحياة وتعديل سلوكهم المعتاد من خلال معلومات بسيطة لكنها مهمة جداً في تصويب العادات الخاطئة المكتسبة والشائعة».