بهدف تخفيف آلام مرضى السرطان والوقوف إلى جانبهم في ظل ارتفاع تكاليف العلاج الباهظ، ساهم عدد من طلاب وطالبات ومعلمي في ثانوية المتفوقين الأولى بالسويداء بتفعيل المبادرة الخيرية الإنسانية التي حملت أوجه متعددة لمساعدة هؤلاء المرضى.

خصلة شعر

أحد أوجه المبادرة تمثل بتبرع عدد من طالبات الثانوية بخصلات شعرهن لصالح مرضى السرطان في المحافظة، على اعتبار أن شعر الأنثى هو أغلى ما تملك للتعبير عن جمالها وأنوثتها.

تقول الطالبة في ثانوية المتفوقين الأولى "سلمى الباروكي" لموقع مدونة وطن esyria: "حين علمنا من خلال إدارة المدرسة بإقامة مبادرة إنسانية اجتماعية يعود ريعها لصالح مرضى السرطان، بدأت التفكير جدياً بالمساهمة والاندفاع نحو المبادرة بشغف لتقديم ما أستطيع للمساهمة بتخفيف أعباء الحياة اليومية وتأمين ما يلزم لعلاج مرضى السرطان".

بدورها توضح الطالبة "ليال ابو حلا" أن فكرة قص الشعر والتبرع به، كانت تراودني منذ زمن، ولكن حينما علمت بالمبادرة من إدارة الثانوية، قدمت خصلة شعر أمتلكها إضافة إلى زملائي الطلاب الذين بادروا بتقديم مبالغ مالية.

وتضيف: "اطلعنا على كيفية العمل بجمعية أصدقاء مرضى السرطان، وأعباء نقل المرضى إلى مشفى البيروني بدمشق إضافة إلى تكاليف الأدوية التي باتت مرتفعة جداً، لهذا كان الواجب الإنساني يدفعنا كجيل شباب للمساهمة بتخفيف الضغط النفسي والاجتماعي".

تكافل اجتماعي

ويبين "زياد شيا" مدير ثانوية المتفوقين الأولى بالسويداء أن المبادرة شملت مجموعة من الأساتذة الزملاء الذين ساهموا بنشر ثقافة العمل التطوعي والتكافل الاجتماعي من خلال المناهج التربوية، كما ساهمت فئات الطلاب والمعلمين والمعلمات بالمبادرة، فقد كانوا أكثر تجاوباً واندفاعاً، ولعل ما شجع على نجاح المبادرة قناعة الطلاب بأهداف وعمل جمعية أصدقاء مرضى السرطان، بعد أن شكل ارتفاع أسعار الأدوية عبئاً ثقيلاً على كواهل المرضى، الأمر الذي سبب عجزاً حقيقياً في تأمين العلاج المناسب".

ويؤكد "شيا" على أن نشر القيم الاجتماعية وثقافة التبرع هي رسالة تربوية، تساهم في تنمية الشخصية وبناء علاقة تفاعلية بين أفراد المجتمع، وبين جمعية أصدقاء مرضى السرطان التي تقدم خدمات لأكثر من ثمانية آلاف مريض.

ويقول: "نتائج المبادرة كان واضحاً بإقامة مبادرات مماثلة قوامها إيمان المعلمين والطلاب وهم "علاء ناصر، واياد الجودة، وسهر غرز الدين، ومن الطلاب كرستين فرعوني وهاشم كنعان ورؤى عامر وجود عزي"، وغيرهم" .

من جهتها توضح المعلمة "سهر غرز الدين" أن المبادرة جاءت نتيجة لثقافة التربية الوجدانية التي انعكس إيجاباً على الطلاب وقاموا بالاندفاع والتبرع لصالح مرضى السرطان، فالطلاب رأوا من الواجب الإنساني والأخلاقي الوقوف الى جانب هؤلاء المرضى في ظل ارتفاع أسعار الادوية وزيادة تكاليف العلاج والتنقل.

وتشير "سمر بو منذر " عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، إلى أن المبادرة كانت مميزة من الطلاب وخاصة الطالبات اللواتي قدمن خصلات شعرهن كوسيلة للتعبير عن مساعدتهم للمرضى، إضافة إلى التبرع بمبلغ مالي زاد عن من مليون وسبعمئة ألف ليرة.