عبر العمل الميداني التطوعي وبأنشطة متنوعة، يسعى أنصار البيئة في منطقة "صافيتا" إلى للحفاظ عليها بالتشاركية مع المؤسسات الحكومية والمنظمات الأهلية والمجتمع المحلي، لإبراز مدى أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية وحمايتها.

ثقافة عمل

حول النشاط البيئي الحالي في "صافيتا" يوضح المحامي "ميشيل عزيز حنا" رئيس مجلس المدينة أنه ومن خلال التنسيق بين مجلس المدينة والجهات الرسمية والأهلية، تم وضع ضوابط وقوانين للحفاظ على البيئة، وتعميم ثقافة المشاركة ونشر الوعي المجتمعي، وتنوع المبادرات وخاصة من الشباب الذين عملوا بنشاط ملفت ضمن الإمكانات المتاحة، لتكون النتائج الإيجابية على الأرض خير دليل، فقد قدم مجلس المدينة الأدوات والآليات المتوفرة للمساعدة في نجاح الحملات البيئية بالإضافة إلى بعض المبادرات الأهلية المؤسسات الحكومية الأخرى لاستكمال العمل البيئي.

ويشير "حنا" إلى بعض المصاعب التي اعترضت تنفيذ الأعمال والتي ظهرت في الإمكانيات المحدودة بالمقارنة مع حجم الخدمات المطلوبة، فضلاً عن جغرافيّة المنطقة ذات الطبيعة الجبلية، والتي تتطلب خدمات ذات تكلفة عالية.

فريق جمعية السبيل

وعن النشاطات البيئية المنفذة يلفت "حنا" إلى تنظيم برنامج سنوي على شكل حملة تعنى بالنظافة والحفاظ على البيئة بشكل دوري، غايتها تعميم ثقافة الحفاظ على البيئة البيئة لتصبح عادة وتقليداً سنوياً بجهود الجمعيات وبالتنسيق مع الوحدات الإدارية.

مشاركة أهلية

يشارك العديد من الجمعيات والمنظمات الأهلية في النشاط البيئي، وكانت "جمعية السبيل" إحدى هذه الجمعيات، وفي هذا السياق تقول "أميرة بسام سعود"، المدير التنفيذي للجمعية إن من أهم أنشطة الجمعية إضافة إلى عملها الإغاثي والإنساني، إيلاء الشأن البيئي العام جانباً مهماً في عملها وبما يعكس الوجه الحضاري والسياحي للمنطقة، حيث يشارك العديد من المتطوعين في الجمعية بفئات عمرية متفاوتة من 20 حتى 50 عاماً وبإشراف من مجلس مدينة صافيتا، في العديد من الفعاليات البيئية كتنظيم حملات النظافة والتشجير، وكانت الجمعية سباقة إلى تكثيف حملات النظافة بشكل دوري، كما قامت بتكريم عمال النظافة وعمال الإطفاء .

من مشاركة الاطفال

وتضيف: "مشاركة الجمعيات بالتعاون مع المجتمع الأهلي يشكل دعماً حقيقياً للعمل الحكومي بهذا المجال، لذلك فمن المهم إيقاف بعض الظواهر السلبية التي ظهرت في أشكال عدة كالتحطيب الجائر والتعدي على الغطاء الأخضر وإهمال النظافة، وهو ما يستوجب نشر الثقافة البيئية من خلال الندوات والمحاضرات، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهذه الحملات".

لنستعيد بيئتنا

الخبير البيئي الدكتور "محمد صالح" مدير البيئة في محافظة طرطوس، يشيد بالنشاط البيئي المنفذ تحت شعار "معاً لنستعيد بيئتنا" حيث تم تنفيذ لقاء بيئي توعوي قام به مكتب البيئة في "صافيتا" في روضة "شمس الأطفال" حول كيفية المحافظة على البيئة وحماية مواردها، واستكملت حملة النظافة التي سبقها برنامج نشاطات برعاية وزارة الإدارة المحلية والبيئة بالتعاون مع مديرية البيئة، حيث قام مكتب البيئة في صافيتا بالتنسيق مع مجلس البلدية للقيام بحملة نظافة، وقد سبق اللقاء لقاءات توعوية لأهمية البيئة ومواردها الطبيعية من غابات ومياه وحدائق ونظافة، وحث المجتمع المحلي على التعاون مع الجهات الحكومية والمشاركة في النشاطات على مستوى المحافظة من مجالس المدن والبلديات والمنظمات الشعبية والجمعيات البيئية.

أميرة سعود/جمعية السبيل/

ويرى "صالح" أن النشاطات البيئية هي جزء بسيط يطول فقط نواحي التربية والتوعية بأهمية البيئة ونشر ثقافة الوعي البيئي، لذلك فهي غير كافية بمفردها على معالجة التدهور الحاصل، إذ لابد من تطبيق القوانين الصارمة بحق المستهترين بالبيئة ونظمها، وهذا يتطلب التعاون بين كافة الجهات المعنية لحماية الثروات الطبيعية وترشيد استثمارها والاعتماد على الطاقات البديلة الصديقة للبيئة.

عمل جماعي

أدت الحالة الاقتصادية الصعبة، ونقص مخصصات التدفئة إلى التعدي على الغابات والأشجار في الأرياف، بالإضافة إلى انتشار مكبات القمامة العشوائية، و(نبشها)، ما أدى إلى هجوم البعوض والحشرات، وهذا يزيد العبء على عمال النظافة قليلي العدد، ناهيك عن قلة الآليات المختصة بنقل النفايات، فبعضها خارج الخدمة أو بحاجة للصيانة، وهنا يعتبر مدير البيئة أن مشاركة المجتمع المحلي في العمل البيئي مفيد رغم تواضع الإمكانيات، وخصوصاً في عمليات المراقبة والتوعية والتعاون مع كافة الجهات للحفاظ على البيئة وأنظمتها ومواردها الطبيعية.

الشابة "لبنى دحدوح" التي ارتدت قفازات العمل، تتمنى أن يكون في بلدنا منظومة خاصة بالنظافة كسائر الدول، أما الأطفال "لودي و مجد" السعداء بغرس الشجيرات في الحدائق أو الساحات، يناشدون الجميع بزراعة النباتات أو الأشجار بجانب أو داخل منازلهم لشكلها الجميل ومساهمتها بتنقية الهواء، تخليداً ليوم البيئة الوطني في "صافيتا".