ثمانية أشهر مرت على إعلان الاسم الجديد لفريق "أمل طرطوس التطوعي"، الذي ضم العشرات من الشباب والشابات على اختلاف أعمارهم وتنوع ثقافاتهم، إلا أن ميولهم المجتمعية كانت واحدة في خدمة المدينة، وهي الفترة التي ازدهرت فيها الأعمال المجتمعية وتبلورت النتائج على أرض الواقع، وباتت حديث العامة ومشجعة للبعض على التعاون مع نشاطات الفريق ومشاركتها حتى من الجهات الرسمية.

استجابة مجتمعية

ويؤكد "علي غانم" منسق عمل الفريق أن «أغلب نشاطات الفريق تساهم في احتواء مشاكل بيئية قد تؤدي إلى تفاقم أزمة، مثل تراكم القمامة في الساحات والحدائق العامة، وكذلك تساهم في حلول إسعافية لحالات مجتمعية وإنسانية، ولم تفتنا الحالات الإسعافية الطبية التي قد تصل إلى مسامعنا من وسطاء خير أو متطوعين ضمن الفريق، وهذا ما حاولنا تشجيعه دوماً من خلال الاستجابة والتعاون».

نشاطات الفريق تمتد لعدة سنوات سابقة حيث كان من ضمن الأعضاء صديقة تدعى "أمل" أصيبت بمرض عضال وفارقت الحياة، فكانت عنوان واسم الفريق في الوقت الحالي بعد تجسده بالشكل والمضمون الحالي

أهداف "فريق أمل طرطوس التطوعي" واضحة، كما يقول "غانم" وهي تشمل مختلف احتياجات المجتمع المحلي، ولعل هذا ما شجع الكثيرين للتعاون مع متطوعي الفريق وخاصة جرحى الحرب وبعض ذوي الإعاقة، من خلال الاستجابة والانضمام لهم في بعض الأعمال المرحلية، وخاصة فيما يتعلق بالحالات الطبية التي تفوق قدرات أصحاب تلك الحالات على التعامل معها، فتكون الاستجابة من الفريق والمتعاونين معه سريعة وملبية، وتحشد لها الإمكانيات لحين التعافي، ومن هذه الحالات تأمين الأدوية السرطانية والعلاجية وحالات الاستشفاء الجراحية التي تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة.

فريق أمل طرطوس التطوعي

على الأرض

خلال نشاطات الفريق

ويشير "غانم" إلى الجهود التي يبذلها أعضاء الفريق فيما يتعلق بواقع النظافة الذي بات حاجة لدى الجهات المعنية للمتابعة، وهذا الجانب أخذ حيزاً كبيراً من نشاطات عمل الفريق في الفترة الأخيرة رغم الإمكانيات المحدودة، وشمل الحدائق العامة والساحات والأحياء المكتظة، وهو الأمر الذي لاقى استحسان الجهات الرسمية والأهلية فكانت المشاركة كبيرة وواسعة.

ويرى "ملحم طرطوسي" أحد متطوعي الفريق، أن الهدف تبلور وبدأ يتحقق بهدوء من خلال تنوع المشاركات والجهات والأفراد، واللافت مشاركة اليافعين.

علي غانم وإلى يساره ملحم طرطوسي

ويضيف "ملحم": «نشاطات الفريق تمتد لعدة سنوات سابقة حيث كان من ضمن الأعضاء صديقة تدعى "أمل" أصيبت بمرض عضال وفارقت الحياة، فكانت عنوان واسم الفريق في الوقت الحالي بعد تجسده بالشكل والمضمون الحالي».

العمل من وجهة نظرهم كفريق، ليس كل شيء وإنما بناء ثقافة المبادرة المجتمعية والتطوعية وهذا من أهم الأهداف التي بدأت تتحقق على أرض الواقع، وبدأت المساهمات من مختلف الشرائح المجتمعية وحتى المعمرين منهم وفق ما يؤكد الفنان "محمد حمود" من متطوعي الفريق، فهو كواحد منهم وجد ضالته بتلك الجهود المبذولة، والتي كانت حافزاً للكثيرين أيضاً من الأصدقاء والمعارف لديه.

تعاون وتشبيك

الحالة التي أظهرها "فريق أمل طرطوس التطوعي" في العمل المجتمعي كانت لافتة بشكل جيد للجميع، وحتى الجهات الرسمية للتعاون والتشبيك معه، ومنها مديرية النظافة في مجلس مدينة طرطوس، حيث تم تأمين بعض المستلزمات الأولية للعمل.

ووفق ما يوضح المهندس "مدحت زيدو" مدير النظافة في مجلس المدينة، فإن ما يقوم به الفريق من صلب عمل المديرية، ولكن الظروف الحالية منعتها من تحقيق خططها بنسبها المعهودة التي تلبي الحاجة، فبرز العمل التطوعي، خصوصاً أن موضوع النظافة يحتاج إلى تعميم هذه الثقافة المجتمعية.

ويشير "زيدو" إلى أن اللافت هو تخصيص الفريق ليوم ثابت بداية كل أسبوع لموضوع النظافة العامة، هذا فضلاً عن توظيف جانب من القدرات والإمكانيات للحالات الطبية والاستشفائية التي تعتبر من روح عمل الفريق وخاصة المستعصية منها.