تزايد انتشار المبادرات الأهلية والفرق التطوعية في سورية، لدعم المجتمع المحلي على شتى الصعيد ضمن الإمكانيات المتاحة، كفريق "جنين التطوعي" في منطقة "مشتى الحلو" والذي تميز بغناه بالفعاليات والمبادرات الأهلية التطوعية.

الفكرة والتأسيس

يستعرض المؤسس والمنسق العام للفريق المهندس "زين ديوب" في حديثه "لمدونة وطن" بدايات عمل الفريق وفكرة تأسيسه والتي تعود إلى عام 2017، وكان ذلك في قرية "جنين" بريف طرطوس.

فبعد أن جمع "ديوب" تجاربه السابقة من الحملات التطوعية مع اتحاد طلبة سورية أثناء دراسته الجامعية، راودته فكرة تأسيس فريق تطوعي في القرية بالتعاون مع أصدقائه الجامعيين والغيورين في المنطقة، ومشاركة فئات عمرية مختلفة، ليبدأ العمل بشكل خجول وبأعداد قليلة، على حد قوله.

مؤسس الفريق المهندس زين ديوب

ومن خلال لجان العمل الطوعي في البلديات، قام باستقطاب الشبيبة، تيمناً بالملتقى الثقافي العائلي في مشتى الحلو السباق لهذه الفعاليات الخيرية، وفعلاً تم التجاوب من بعض القرى ومنها (عين اللبنة، بصيرة، و قرية البارقية)، وكان ملفتاً مشاركة كافة الأعمار في الأعمال التطوعية المختلفة النشاطات، وبالتالي استطاع الفريق خلق جسر تواصل اجتماعي وثقافي بين هذه الأعمار المتفاوتة .

مشاركات إنسانية

يتابع المهندس "ديوب" حديثه بالإشارة إلى اتساع دائرة النشاطات، كحملات التنظيف وحملة التشجير بالتعاون مع فريق "البارقية الخيري"، مشيداً بدور الفريق أثناء جائحة كورونا وقيامه بالتعقيم ومساهمته في نشر الإرشادات الصحية العامة في المنطقة، كذلك تم تشكيل عدة فرق تعنى بالشأن الثقافي والرياضي، وغيرها.. حيث شكّل فريقاً لكرة القدم، شارك في بطولات المنطقة، وكان لهذا الفريق أثر إيجابي في دعم الأطفال نفسياً وخلق جو من الألفة فيما بينهم. كذلك مشاركة الشباب في إخماد الحرائق التي اندلعت في جبال المنطقة، وتفعيل العمل الإنساني أثناء كارثة الزلزال في شباط الماضي داخل المنطقة وفي محافظات أخرى.

من مبادرة ضيعتي مرايتي

فنياً شارك الفريق -حسب ما يقول "ديوب"- في مهرجان "دلبة مشتى الحلو"، وقدم فقرة فنية في حصن سليمان التاريخي (أمسية موسيقية بعنوان على طريق الصوفية) بقيادة الفنان "وافي قهوجي"، كما شارك لاحقاً بفقرات موسيقية من خلال تقديم أغاني التراث بأصوات الأطفال وبمشاركة عازفين من المنطقة.

ويشير "ديوب" إلى سياسة الفريق القائمة على التنسيق مع الفرق الأخرى بشكل منظم، من خلال سد الثغرات والنواقص فيما بينهم، والمشاركة في الفعاليات الثقافية التي تعنى دوماً بنشر ثقافة التطوع عند الأطفال والناشئة، لأن التطوع والحس الإنساني من أهم مقومات ارتقاء المجتمعات، و"سورية" في أمّس الحاجة إليها بعد الحرب، حسب قوله.

من الأمسية الموسيقية بعنوان على طريق الصوفية في حصن سليمان

ويبين مؤسس الفريق أنه بالرغم من الدعم المعنوي الذي قدمه المجتمع الأهلي للفريق، إلا أن الشأن المادي كان عائقاً أمام تنفيذ العديد من الأفكار، وهو ما دفع أعضاء الفريق لتسديد المستلزمات المالية على نفقتهم الخاصة، كل حسب إمكانياته، بالإضافة إلى مساعدة البلدية ومن خلال التبرعات الفردية المحدودة.

ويعمل "ديوب" حالياً على الترخيص الرسمي عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية خلال الأشهر القادمة مع تأكيده على إصرار الفريق على تقديم الأفضل على جميع الأصعدة وبهدف استقطاب كافة الفئات العمرية، حيث تم تأسيس مركز "سما جنين المجتمعي" بدعم من البطريركية التي قدمت كافة التجهيزات الخاصة بنشاطات الأطفال واليافعين.

نشاطات بيئية ورياضية

في السياق نفسه يقول المهندس "علي سليمان" منسق النشاطات البيئية في الفريق: "تعتبر الغابات والبساتين رئة حقيقية للقرية ومحيطها، وتمتاز بطبيعة ربانية نحاول قدر الإمكان المحافظة عليها، من خلال نشر ثقافة الاعتناء بالبيئة ومنع التعديات وكيفية التعامل مع العوامل الطبيعية".

ويؤكد على رغبته الدائمة في حشد جهود الفريق للعمل في مجال البيئة، وثمة كما يقول تجاوباً حقيقياً في هذا الشأن، لتتسع نشاطات الفريق على اتساع المساحة الجغرافية لمنطقة "مشتى الحلو"، معرباً عن طموحه بتطوير النشاطات مستقبلاً ما يعزز أكثر إيمان الناس في جوهر عمل الفريق.

من جهته يوضح الكابتن "محمد عبد الله" المنسق الرياضي للفريق، والمسؤول عن مبادرة "ضيعتي مرايتي التطوعية"، أن المبادرة تمت بدعم من فريق جنين التطوعي والملتقى الثقافي العائلي في مشتى الحلو، والذي قام باستقطاب الأطفال واليافعين وتشكيل ثلاثة فرق رياضية للقرية مؤلفة من أشبال وناشئين وشباب، شاركوا بالعديد من النشاطات الرياضة، بالإضافة إلى نشاطات الأطفال الترفيهية التي قامت بحملات تنظيف لحديقة المقام والكنيسة في القرية، والهدف من ذلك ضخ روح المسؤولية والتعاون في نفس الطفل، وتعزيز معنى التشاركية، ما يساهم في نشأته النفسية والاجتماعية بشكل صحيح..