ما إن أنهى الشاب "ناصر ديب" خدمة العلم، حتى بدأ مشواره في العمل وتأسيس مشروعه الخاص في صناعة الحلويات المنزلية بمساعدة زوجته، ولأن طموحه كان كبيراً قرر الشاب التوسع بمشروعه، فأدخل لورشته حرفيي حلويات لإنتاج أنواع جديدة لتلبية أذواق جميع الزبائن، واستقدم خبازين ماهرين لصناعة الفطائر، فتوسع نشاطه ليشمل القرى المجاورة ووصل عدد العاملين معه إلى ثلاثة عشر عاملاً وعاملة.

حب العمل

عن بدايات مشروعه يتحدث "ديب" /1992/ عن بدايته في صناعة الحلويات قائلاً: بعد تسع سنوات ونصف أنهيت خدمة العلم في بداية عام 2021، فكان لابد من مصدر رزق لإعالة أطفالي، فبدأت بصناعة الحلويات الشعبية وبيعها كالمشبك والنمورة والعوامة وذلك بمساعدة زوجتي، وزاد طلب الزبائن على حلويات أخرى، فاستقدمت حرفياً ماهراً "عبد الله الصباغ" من "حماة" ومعه أربعة عمال، لصناعة الحلويات الأخرى كالوربات والشعيبيات والكنافة والبقلاوة وغيرها.

ويضيف: قمت بافتتاح فرع آخر بعد الإقبال الكبير، وأحببت توسيع عملي فافتتحت فرناً للمعجنات بخبازين ماهرين "سومر رستم" و"أحمد سعيد"، وأصبح لدي 17عاملاً وعاملة وبدأت العمل بورديتي عمل صباحاً ومساء، وهكذا أصبح لدي ثلاث محلات علماً أنها بالأجرة، وما أتمناه هو أن أجد دعماً مادياً من الجمعيات التي تدعم المشاريع الصغيرة، لتطوير مشروع صمون وكروسان وكعك وبتي فور.

من منتجات محلات ناصر ديب

مع العاملات

ناصر ديب مع فريق عمله الصباحي

"ليال رحمه" عاملة في فرن المعجنات تقول: اضطررت للعمل منذ سنتين ونصف لأساعد زوجي، فدخلي في عملي هذا يسد فراغاً في معيشتي ويلبي حاجات المنزل.

وتحدثت ربة المنزل "مريم حيدر"، قائلةً : عندي 5 أولاد، وزوجي موظف في مدرسة البلدة وأقطن في بيت للإجار وراتب زوجي لا يكفي حاجاتنا المعيشة، فكان لابد أن أعمل لأساند زوجي، فأنا أعمل مع الحرفي "ناصر" ذي المعاملة الإنسانية الطيبة، وهو إنسان يُكرم العامل، وعملي يختص بالتسويق في محل الحلويات وهناك إقبال ممتاز من أهل البلدة وخارجها لشراء المنتجات لأنها متميزة وصناعتها جيدة.

من أعلى اليمين رئيس البلدية سليمان الشخ ومريد موسى ومريم حيدروليال رحمه

تميز ونجاح

بدوره يتحدث "سليمان الشيخ" 1962" رئيس بلدية "بري الشرقي" قائلاً: أعرف "ناصر" منذ نشأته فهو ابن البلدة المعروف ببيئته الفقيرة، ذهب إلى "لبنان" قبل أن يبلغ الـ 18 عاماً، للعمل وإعالة أسرته، وبعد أن أنهى خدمة العلم، عاد للعمل كحلواني وافتتح محلاً للحلويات الشعبية وطور عمله حتى أصبح لديه معلمي حلويات وعمال، ولديه الآن 3 محال للحلويات والمعجنات، وساهم في رفع مستوى دخل المعيلين لأسرهم.

ويضيف: الشاب متقن لعمله، وهو عصامي وإداري ناجح، دفع الحركة الاقتصادية في البلدة البالغ عدد سكانها أكثر من 14 ألف نسمة، مع العلم أنه يوجد محلين بنفس الحرفة لكنه طور حرفته واستقطب الناس بأسلوبه وخبرته بالعمل، ولبى حاجة البلدة والقرى المجاورة لها.

وعن الأصناف التي ينتجها "ديب" في مشغله يقول "مريد موسى" متقاعد وهو أحد زبائن "ناصر": "ناصر" المولود في بلدة "بري الشرقي" شاب بار بأهله وبأهل بلدته افتتح محل حلويات شعبية من نمورة ومشبك وعوامة، ولأنه شاب مجتهد وذكي طور عمله ببقية أنواع الحلويات كعش البلبل والأصابع والبقلاوة، وأنا شخصياً من عشاق الحلويات ويعجبني إنتاجه كثيراً وأسعاره مقبولة تناسب دخلنا فهي أقل من مبيعها خارج البلدة، وقد وسع عمله للمعجنات وكانت خطوة ناجحة جداً فهو ينتج الفطائر المتنوعة التي تناسب الفقراء من المعجوقة السلمونية، و الجبنة والمحمرة والزعتر ولا أستغني عن هذه الوجبات من إنتاجه وخاصة في وجبة الفطور.