بهدف تمكين المقترضين من بدء العملية الإنتاجية وخلق نواة لمشاريع قابلة للتطور وتحقيق عائد اقتصادي، أطلق فريق "جنى" للتنمية المستدامة في "السويداء" برنامجه لتمويل مشاريع متناهية الصغر.

عمل الفريق ثلاث سنوات على الأرض في مجال الإغاثة، بداية من السلة الغذائية إلى دعم الأسر الفقيرة، حتى كان التحرك باتجاه التخطيط لمشاريع اقتصادية ذات بعد اجتماعي، والسعي للتحول لأفكار أكثر فائدة وديمومة.

أنا بالأساس خياطة للبدلة العربية لكن انقطاع الكهرباء أعاق عملي، فبحثت عن فرصة للعمل كانت بترويب الحليب وتصنيع الجبن إلى جانب زراعة وتجفيف الملوخية وصناعة بعض أنواع المنظفات، وبفضل القرض استطعت التوسع، ومشروعي حقق النجاح لأتمكن من الحصول على دخل جيد ومساعدة أسرتي

طيف تنموي

المحامية "جانيت عبود" مؤسسة فريق "جنى للتنمية المستدامة" تبين أنه في هذه المرحلة التي دخلت فيها "سورية" مرحلة التعافي، كان لابد من الانتقال من الحالة الإغاثية التي فرضها واقع معين في مرحلة معينة، إلى مرحلة البناء ومد يد العون لأصحاب المشاريع، ومساعدتهم بالحصول على تمويل صغير يحتاجونه لبناء نواة لمشاريع لها طيف تنموي وهدف اجتماعي يعود بالإنتاج على الأسرة، ويكفي حاجتها ويخرجها من دائرة العوز إلى نوع من الكفاية بهدف واضح يتمثل بدعم النساء اللواتي يتحملن اليوم مسؤوليات كبيرة اتجاه الأسرة.

المحامية جانيت عبود مؤسسة فريق جنى

وتقول "عبود" : «يتمثل محور العمل بإقامة مشاريع مستدامة العطاء، لم يكن لها سبيل في ظل ظروف الحصار، ونحتاجها اليوم للانتقال للعمل وفق الممكن وقدرة الداعمين أصحاب الأيادي البيضاء لتغطية أكبر شريحة ممكنة من المستفيدين، حيث تم تقديم الدعم لأربعة عشر مشروعاً متناهية الصغر ضمن روائز محددة، فقد استهدف فريق "جنى" النساء وهن اليوم يقمن بمسؤوليات كبيرة، منها إعالة الأسرة ورعاية الجرحى أو الأولاد بعد استشهاد الزوج أو الوفاة وحالات اجتماعية مختلفة، لذا كانت أولى الروائز أن يكون المستفيد أو المتفيدة من المشروع معيلاً أو معيلة أو من زوجات وأمهات الشهداء والأرامل، إلى جانب زوجات العسكريين وسيكون لذوي الاحتياجات الخاصة حصة في الخطة القادمة».

وتضيف: «نعلم أن فرص العمل للنساء بهذه الظروف هي محدودة، لذلك فإن إمكانية العمل بالمنزل بمشروع صغير هو خطوة جيدة لتمتلك المرأة عملها الخاص الذي يمكن تطويره بالجهد والعمل وبمهارات تميزت بها النساء بشكل كبير، مثل الزراعة وتربية الدواجن إلى جانب مهارات فنية، وصناعات غذائية لاقت الرواج وعادت بالرزق الوفير على المجدات والطموحات منهن».

صفاء ابو عساف مستفيدة من القرض

خطة عمل

عطاف حمزة مستفيدة من القرض

خطة العمل وفق المحامية "عبود" تتضمن إعطاء قروض صغيرة مرتجعة من دون فوائد، فقد تم منح القروض في بداية شهر آب من العام الحالي ليتم البدء بالتسديد لأول قسط بالشهر العاشر، وتراوحت قيمة القرض الواحد بين مليون إلى مليون وأربعمئة ألف ليرة، وبلغ عدد القروض أربعة عشر قرضاً، ولأنها مشاريع متناهية الصغر انطلق أكثر من ست مشاريع للعمل خلال عدة أيام، وتم تثبيت انطلاقة هذه المشاريع بشكل لافت وتجاوب واضح من المستفيدات.

وترى مؤسسة الفريق «أن الغاية من التعامل بهذه الخطة يتمثل بتحفيز النساء للعمل والاستفادة من المبلغ بما يؤسس لمشروع ناجح، وليس فقط الحصول على إيراد شهري بل بناء مشروع تجاري قابل للتوسع، لذا تم التحاور مع طالبي القروض لوضع دراسة جدوى وفق إمكانية ومعرفة كل سيدة، وتزويدهن بالمشورة الاقتصادية والإدارية للعمل من مختصين لدراسة الأرباح وكلف المواد الأولية، ومعدات العمل، والهدف أن نستشف مدى خبرة المقترضة وقدرتها على إدارة المشروع واستثمار رأس المال والربح إلى جانب تحدي القسط الشهري لأننا بهذا القسط سنساعد عائلة ثانية مستحقة».

تختم "عبود" حديثها بالقول: «المشروع لاقى دعماً كبيراً من المغتربين الذي نتواصل معهم دائماً، ونثمن اهتمامهم وعطاءهم الذي يعتبر حجر الأساسي للتخيط لهذه المشاريع، وقد خصصوا من دخلهم كتلة لدعم هذه المشاريع ومساعدة أهلهم دون مقابل، ولدينا ثقة كبيرة بالنجاح وأن نكون عند حسن ظنهم ونتمكن معهم من مساعدة أكبر عدد من النساء والأسر».

تمويل صغير

المشاريع التي انطلقت بعد فترة وجيزة من الحصول على التمويل، أظهر القائمون عليها أهمية القرض في هذه المرحلة، وهم بأمس الحاجة للحصول على المواد الأولية لمشاريعهم متناهية الصغر ومنهم السيدة "عطاف نجيب حمزة" /53/ عاماً من مدينة "شهبا"، والتي أسست مشروعاً في منزلها وهو عبارة عن تصنيع خلطة الفلافل لتكون جاهزة للتحضير السريع والكشكة وخلطة الزعتر مع تتبيلة خاصة واحتراف جيد بالتسويق لمنتجاتها.

تتحدث "حمزة" عن مشروعها بالقول: «كنت بحاجة لشراء مواد أولية لخلطة الفلافل والزعتر والتوابل التي ارتفعت أسعارها، اشتريتها من القرض وحصلت على كمية جيدة وباشرت العمل وتم بيع أول دفعة من الفلافل وكذلك الزعتر الذي طبقته وفق الخلطة التي أعدها لأولادي بمواصفات عالية إلى جانب الكشكة، وكنت ممتنة لفريق "جنى" الذي ساعدني لتطوير المشروع الذي أحصل منه على دخل لتربية وتعليم أولادي الثلاثة بعد وفاة زوجي، فأنا أسكن منزلاً بالإيجار ولا دخل ثابتاً لدي إلا هذا المشروع الذي أسعى لتطويره بالعمل يوماً بعد يوم».

بدورها استطاعت "ليلى أبو ترابة" /37/ عاماً من قرية "الحريسة" من شراء رأسين من الماعز لتتمكن من إعالة والديها وأخيها المريض، إلى جانب العمل بالزراعة وتربية الدواجن التي حصلت عليها من قرض سابق.

وتقول: « تواصلت مع الفريق وحصلت على قرض صغير لتمويل مشروع لتربية الدواجن الذي نجح وحقق لي ريعية جيدة ودخلاً مناسباً، واليوم وبعد زيادة الاحتياجات العلاجية لأسرتي المؤلفة من والدي ووالدتي وأخي، طلبت قرضاً من الفريق، لشراء رأسين من الماعز لأعتني بها والاستفادة من حليبها، وحصل أخي على قرض أيضاً لأتمكن من ضمان قطعة أرض لأزرعها واستفيد من إنتاجها».

"صفاء أبو عساف من قرية سليم" /58/ عاماً، تمكنت من تطوير مشروع للألبان والأجبان وتجفيف الملوخية وصناعة المنظفات وكل ما يخص مؤونة البيت أيضا في المنزل، حيث زادت كميات الحليب لتصنع الألبان والأجبان وتسوق بشكل أفضل، إلى جانب عملها في تجفيف الملوخية الذي تميزت به وباعت بعد القرض كمية جيدة من إنتاجها مع العلم أنها خياطة مهارة لكن ظروف الكهرباء أوقفت عملها.

تقول: « أنا بالأساس خياطة للبدلة العربية لكن انقطاع الكهرباء أعاق عملي، فبحثت عن فرصة للعمل كانت بترويب الحليب وتصنيع الجبن إلى جانب زراعة وتجفيف الملوخية وصناعة بعض أنواع المنظفات، وبفضل القرض استطعت التوسع، ومشروعي حقق النجاح لأتمكن من الحصول على دخل جيد ومساعدة أسرتي».