لأجل أن نكون معهم نشاركهم الحياة ونزرع في نفوسهم الأمل والفرحة والثقة، في المنزل والمدرسة وفي كل المناسبات كان إحداث "جمعية الرجاء" في عام 2001 كمؤسسة غير ربحية تعمل على تقديم الرعاية والتأهيل والتدريب للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة وتوفير الخدمات لهم بحسب احتياجات كل طفل.

مسيرة العمل

موقع مدونة وطن eSyria" زار "جمعية الرجاء" والتقى مديرتها "فاطمة بابللي" التي تحدثت للمدونة عن تفاصيل عمل الجمعية قائلة: تتبع "جمعية الرجاء لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بحلب وتم إشهارها عام 2011 ولها خمسة فروع موزعة في أنحاء مدينة "حلب" وريفها كمايلي "المارتيني- والزبدية والقاطرجي- ونبل- والزهراء"، وهي تخدم ألفاً ومئة طفل وطفلة من ذوي الاحتياجات من عمر أشهر حتى عمر العشرين وتشمل (التأخر الذهني- الضمور الدماغي- الشلل الدماغي- متلازمة داون اضطراب السلوك- فرط النشاط- تشتت الانتباه- التوحد- صعوبات التعلم- نقص السمع- مع استقطاب المكفوفين لعمر دون الثلاث سنوات).

وتضيف السيدة "فاطمة": "يبدأ عملنا باستقبال الحالة الواصلة للجمعية من عمر أشهر، ويخضع الطفل بعدها لنظام جلسات وتأهيل وتدريب وتقييم الحالة عن طريق المشرفات وفق برامج مخصصة ولكل نوع من أنواع الإعاقة وحسب الفئة المخصصة لها (قسم التدخل المبكر- قسم التوحد- النطق- التأهيل الحركي) وقسم لصفوف الطفولة المبكرة والتنمية والتوحد ومرحلة ما قبل المهني، حيث يتم تقييم حالة الطفل ووضع الخطط الفردية والجماعية والتعليمية له حسب حالته وقدراته، ويتم العمل في الجلسات الفردية على رفع قدرات الطفل من خلال التواصل وتعديل السلوك وتقوية المهارات من الناحية الاجتماعية والإدراكية والاستقلالية والحركية، يتم بعدها دمج الطفل بشكل جزئي ثم جماعي في الصف حسب الحالة والعمر والفئة حيث ويوضع له خطط تربوية جماعية لكل من المواد التعليمية (العربي والرياضيات والعلوم واللغة الأجنبية والاجتماعيات والديانة والحساب الذهني والرسم والموسيقا والرياضة والأنشطة الفنية)".

مديرة جمعية الرجاء "فاطمة بابللي"

أنشطة وأهداف

انشطة ترفيهية متنوعة داخل الجمعية لذوي الإعاقة.

من أهم أهداف الجمعية العمل على زرع الابتسامة والفرح في حياة لأطفال وتنمية هواياتهم، وتطويرها في كافة المجالات الرياضية كألعاب كرة السلة والسباحة وكرة الطاولة والتنس والجمباز والريشة والفنية كالموسيقا والرقص الشعبي إضافة الى تعلمهم بعض الحرف كالخياطة والتطريز والأشغال اليدوية ورش خرز وبرق والمجسمات وتصفيف الشعر لدى البنات.

ومشاركة أطفالنا الدائمة بمعارض الرسم المقامة بالمراكز الثقافية وأيضاً بالأولمبياد السنوي الخاص، وفي جمعيتنا قام ثلاثون طفلاً وشاباً وبأعمار تتراوح بين الخامسة والخامسة عشر بتمثيل مسرحية "كاسك ياوطن"، وأيضاً تمت إقامة حفلات ترفيهية وزيارات خارجية ومعسكرات صيفية، وتضيف: من أهم أهدافنا دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأسرة والمجتمع والمدرسة من خلال المشاركة في المهرجانات الرياضية والوطنية والدينية والثقافية، ومن ضمن الأهداف الموضوعة تبادل الخبرات والمعارف ذات الاهتمام المشترك داخل المحافظة وخارجها، وتختم المديرة "فاطمة" حديثها للمدونة بالرجاء من كل عائلة لديها طفل ذوي احتياجات بعدم اهماله وتركه بالمنزل بلا اهتمام ورعاية وتعليم وضرورة إلحاقه بمدرسة او جمعية او مركز معالجة حيث أن تحسن وتطور الأطفال في المرحلة المبكرة يمكنهم من الالتحاق بالمدارس العامة بعد تحسن نوعي في قدراتهم ومهاراتهم الذهنية والبدنية.

اباء وامهات يتابعون تطور ابنائهم داخل الجمعية.

دعم ومساندة

وتحدثت للمدونة المسؤولة التعليمية بالجمعية "عبير سودة" والتي تعمل بالجمعية بالقول: عملنا يتضمن وضع الخطط التعليمية للصفوف ومتابعتها وفق ورقة عمل شهرية لكل مادة من المواد المعتمدة مع مراقبة تطور الطفل بالمادة العلمية بالتعاون والاجتماع الدوري والدائم مع الأهالي ودراسة النقاط التي بحاجة للتطور والقيام بجلسات تقوية وداعمة للطفل إذا كان مستواه أقل من مستوى أقرانه.

وتتابع حديثها: لأجل نجاح عملنا قمنا بتأهيل عدد من المشرفات اللواتي يعملن معنا بالجمعية وهن يحملن شهادات الدبلوم التربوي من "جامعة القلمون" ويدرسن مناهج التربية الخاصة والمناهج التربوية المعتمدة مع مناهج الطفولة المبكرة.

وتضيف: تعمل الجمعية على تدريب وإرشاد أسر ذوي أطفال الاحتياجات الخاصة من خلال حضور جلسات مع الطفل وإشراك الأهل بالخطة.

بسمة أمل

داخل مركز الرجاء التقت المدونة بالسيدة "أمينة" والدة الطفلة" سميرة قاسم" أربعة عشر عاماً ووصفت لنا حالة أبنتها بنوع متلازمة "داون" وبعد التحاق ابنتها بـ "جمعية الرجاء" لاحظت حالتها بتأخر بالكلام والاستيعاب منذ الولادة مع اضطرابات سلوكية وعصبية، وتضيف بعد عام من ولادتها الحقتها بجمعية الرجاء لاحظت تحسن وتطور بمهارات وسلوك ابنتها، واصحبت تميز بالألوان والأعداد وفصول العام واللباس الصيفي والشتوي والليل والنهار والنوم واليقظة مع تحسن نسبي بالنطق وكتابة بعض حروف اللغة العربية وقراءتها، وأصبح لها هواية تصفيف الشعر وتعلم مهنة الخياطة والاندماج مع زميلاتها وحب حضور الحفلات والتفاعل فيها.

أما "محمد حبيب" والد الطفلة "سحر" "وصف حالة ابنته بنقص بالغدة الدرقية منذ الولادة وانعدام النطق، والعدوانية مع شقيقاتها، ومع التحاق ابنته بالجمعية قال بدأنا بالعائلة نشعر بتحسن في حالتها من حيث الهدوء وتبدل مزاجها واندفاعها بحب القراءة والكتابة وسماع الأغاني والرقص وتطبيق مكعبات الألوان بمنتهى الدقة من دون أخطاء وبسرعة والاندماج معنا ومع زميلاتها في الجمعية والحي والأقرباء بود وشغف".

تم إجراء اللقاءات والتصوير داخل "جمعية الرجاء" بـ "حي المارتيني" بتاريخ العاشر من شهر تموز لعام 2023.