مبادرة أهلية شعبية عبرت عن مضامين إنسانية وأخلاقية واجتماعية، نظمتها كنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين بالتعاون مع جمعية الرعاية الاجتماعية في "السويداء"، تضمنت إقامة أنشطة ترفيهية تجمع الأطفال والشباب على "وليمة فرح".

محبة وسلام

"تقوم المبادرة على تنوع مجتمعي أردنا أن يجتمع فيها أطفال المحبة والسلام على رغيف الحياة"، يقول الأب "فادي الياس زيادة" رئيس دير وكنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين لموقع "مدونة وطن eSyria"، مضيفاً: إن إطلاق فعاليات الكنيسة جاء لخلق الترابط والتفاعل الأهلي بين المجتمع وفئاته المتنوعة، كان لنا مشاركات عديدة مع جمعية الرعاية الاجتماعية في "السويداء" المعروفة باسم "بيت اليتيم"، لذلك تم العمل على دمج الفئات العمرية بيوم فرح وسعادة بين نزلاء الجمعية والرعية من أجيال مختلفة من الابتدائي إلى الجامعة، وكان لقاءً ودياً، تجسدت فيه علامات السعادة والمحبة والايثار، حيث تضمنت المبادرة وجبة غذائية متكاملة وهي امتداد لمبادرات سابقة متنوعة بين حقائب مدرسية وقرطاسية وألبسة مختلفة.

الغاية والهدف

تشير السيدة "ربا كامل أم موسى" سكرتاريا كنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين إلى الهدف الأسمى للمبادرة وهي نشر العيش المشترك والمحبة بين أطياف المجتمع ورسالة أبناء "السويداء" عبر تاريخها وكيانها الإنساني والاجتماعي، والغاية الأساسية اللقاء وثقافة ونشر ثقافة محبة الخير والإنسانية.

الأب فادي زيادة بين اطفال الرعاية يوزع الطعام

وتتابع بالقول: في كل عام نقوم بتنظيم رحلة في ختام مرحلة التعليم بمركز تعليم الأطفال، وكان توجه خط سير الرحلة لأطفالنا هذا العام إلى جمعية الرعاية، لقضاء يوم كامل من اللعب والفرح والابتسامة، وتوطيد العلاقات وتبادل الخبرات بين مختلف الشرائح العمرية.

ويلفت "زياد كمال الدين" من أبناء" السويداء" إلى ما اتسمت به المبادرة من التفاعل الكبير الذي برهن عليه نزلاء جمعية الرعاية الاجتماعية من أطفال وشباب وحتى المسنين حينما بدأنا بحملة تنظيف وأنشطة ترفيهية من غناء ولعب، ومن خلال وجود القاسم المشترك الأهم بينهم هو العلم والتعلم في المدرسة، حيث التقى الرفاق مع بعضهم في أجواء من السعادة والفائدة.

سليم غانم مع اطفال الرعاية

بدوره يبين الدكتور "عدنان مقلد" أحد المشاركين بالفعالية من المجتمع الأهلي، الى انعكاس هذه المبادرة على مناحي عديدة أهمها الاهتمام بالأطفال من المجتمع الأهلي، والثاني الصبغة الروحية والحياة الاجتماعية والتعرف على أسلوب وطريقة عيش الأطفال والنزلاء، والثالث أن المبادرة لم تقتصر على يوم أو نشاط ليوم واحد فقط، بل سبقه تعاون في الخدمات، وهناك أكثر من ثمان مبادرات مثل الدواء بشكل شهري، والألبسة المتنوعة، والحقائب، والقرطاسية، وغيرها.

لوحة إنسانية

الأستاذ "سليم غانم" رئيس مجلس إدارة جمعية الرعاية الاجتماعية في "السويداء" يوضح أن تلك المبادرة هي امتداد لمبادرات سابقة ولاحقة بحيث تكللت بالوفاق والسعادة وحملت منعكسات إيجابية على المجتمع، فجمعية الرعاية هي وليدة المجتمع الأهلي منذ ما يزيد على سبعة عقود من الزمن، وتقوم برعاية الأطفال من الحضانة وصولاً الى مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، وهناك أيضاً الجامعيون، والجميل والمفرح أن يتم دمج العلاقات الأهلية في الطيف الوطني الواحد وذلك بهدف تمتين مسيرة العلم والتعليم وثقافة التسامح والمحبة والوفاء، وقد جاءت زيارة رعية الكنيسة كتعبير عن اللوحة الإنسانية التي تعمل على نشرها جمعية الرعاية وفق أهدافها الاجتماعية والأخلاقية والقيمية.

رعية الكنيسة توزع الطعام

بدوره يؤكد "نديم منذر" عضو مجلس إدارة جمعية الرعاية أن المبادرة برهنت حرص المجتمع الأهلي على أن الجامع والقاسم المشترك هو الطفل والتقرب منه وتربيته التربية الصالحة وهو المستهدف بالعمل الإنساني، وتوفير السعادة له واجب مقدس، لهذا تكللت المبادرة بالهدف المشترك بين الكنيسة والجمعية، على رغيف الخبز الذي جمع الأطياف على أجراس المحبة بدار الرعاية.