تبعد قرية "تل جديد" 22 كيلومتراً شرق منطقة "سلميه"، ويبلغ عدد سكانها 3750 نسمة ويعمل سكانها بالزراعة ويعتمدون في معيشتهم على صناعة مؤونة البيت، بنيت أول مدرسة فيها عام 1950 بالعمل الشعبي وبدعم مادي من منظمة "الآغا خان"، وكانت رائدة على مستوى المحافظة بتفوق طلابها.
مسيرة متميزة
يتحدث رئيس بلدية "تل جديد" سابقاً "إسكندر العيسى" عن أول مدرسة بنيت في القرية قائلاً: «بنيت المدرسة الابتدائية عام 1950 تشاركياً؛ فقد وهب أهل القرية 10 دونمات لبناء المدرسة وساهم "الآغا خان" بتكاليف البناء، وتتألف من 6 غرف صفية وغرفة إدارة بمساحة 200 متر مربع، بالإضافة لحمامات ملحقة».
عندما كان المدير "غسان الشيخ" وتحديداً عام 1990 بلغ عدد المهندسين 70 مهندساً و20 طبيباً و12 مدرساً أكاديمياً في أكاديمية الأسد للعلوم العسكرية من خريجي المدرسة
ويضيف: «كان التعليم على زماننا متعةً؛ فالمعلمون شغوفون بالتعليم وبمنافسة شديدة فيما بينهم، ما انعكس إيجاباً على تحصيل الطلاب، ومن المعلمين الأوائل "شريف الحموي"، ومن المدرسين المميزين "يوسف ناعمة" و"عاصم الصالح" و"غسان الشيخ محمد " و"علي أحمد نادر" والأستاذ "صائب الحموي " والمعلمة "إنعام و"رجاء الحموي" ابنتا الأستاذ "شريف"، ومن معلمينا آنذاك "أكرم حداد" من "حماة"، الذي سكن في القرية ليقوم بمهمة التعليم».
بدورها تقول "ديما نادر" 1977 من مواليد "تل جديد" رئيسة بلدية سابق: «قرية "تل جديد" تبعد عن "سلمية" 22 كيلو متراً شرقاً، يعتمد سكانها على زراعة الزيتون والكرمة والفستق الحلبي واللوز، والقمح والشعير والكمون، ويجد السكان في صناعة الدبس والزبيب والجبن واللبن سنداً لهم للعيش، وفيها مدرستان الأولى ابتدائية والثانية إعدادية، والثالثة ثانوية ولكنها أغلقت بعد عام الـ2000 لعدم اكتمال عدد التلاميذ الكافي لافتتاح مدرسة».
وتضيف: «درست في القرية من الابتدائية حتى الثانوية، كانت مدرستنا مختلطة ونشأنا كأسرة واحدة، وكانت معلمتي "أنعام الحموي" ثم "آسيا الحموي" و"عيدة إبراهيم" و"ندى الحموي"، ومن المدراء "حسن بدر الحموي" و"أحمد حسن الحموي" و"محمد عزيز دردر"، و"علي شعبان ناعمة" ووالدي "علي نادر" الذي كان يعطي مادة اللغة العربية والرياضيات والعلوم، ومن أجمل ذكرياتي عندما زرعنا سوراً من أشجار السرو».
للتفوق عنوان
تتابع "ديمة نادر" حديثها بالقول: «ساهمت المدرسة بتخريج عدد كبير من المتميزين والذين ساهموا في بناء المجتمع السوري، أمثال "بسيم ناعمة" عضو مجلس الشعب، وإخوتي "أحمد" مهندس في البحوث العلمية و"عزام" مهندس كهرباء و"يامن" مهندس بالأكاديمية برتبة مقدم ، و"حكمت" مهندس جيولوجيا و"وسيم" يخدم بقوى الأمن الداخلي، واللواء "علي الصالح" مدير أكاديمية الأسد، والدكتور "نصر الحموي" في أكاديمية الأسد، وضباط أمثال "طارق الحموي" و"وائل رمضان" وهو مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء، وخرجت المدرسة كوكبة من الشهداء بلغ عددهم 35 شهيداً».
يقول "إسكندر العيسى": «عندما كان المدير "غسان الشيخ" وتحديداً عام 1990 بلغ عدد المهندسين 70 مهندساً و20 طبيباً و12 مدرساً أكاديمياً في أكاديمية الأسد للعلوم العسكرية من خريجي المدرسة».
ويبين الأستاذ "جواد رمضان" أنه تخرج من المدرسة عدد كبير من الضباط من جميع الرتب ومن الأطباء نذكر على سبيل العد "حازم الحموي" و"ميسون الحموي" والدكتور "محسن ديوب"، ومجموعة كبيرة من المهندسين والمدرسين ومنهم المدير السابق "عصام دردر".
عطاء لا ينضب
بدوره يقول المختار "مخلوف يوسف ناعمة": «كان في القرية مدرستان، واحدة ابتدائية وسميت باسم الشهيد "حسن مخلوف الناعمة" الذي استشهد عام 1980، والثانية إعدادية سميت باسم الشهيد "إسماعيل محمد الحموي" الذي استشهد عام 2012، كان معلمو المدرسة من أبناء القرية يحرصون على رفع مستوى التعليم، وأذكر عندما كان والدي "يوسف مخلوف" معلماً للغة العربية، كان يعلّم حصص الإسلامية وكنا نحفظ الآيات مع إعرابها، ولما كان مدير الإعدادية "غسان الشيخ محمد" كانت المدرسة رائدة على مستوى محافظة "حماة" 1990 حتى 1997 بنسبة النجاح، ولما أصبح مديراً للثانوية أصبحت رائدة على ريف "سلمية" بنسبة النجاح