تمكن المهندس "محمود أسعد" من ابتكار وتصميم آلة بذار محاصيل زراعية متنوعة توفر الدقة في العمل وتقلل جهد وزمن عملية الزراعة والتسميد، وتم تنفيذ هذا التصميم بالكامل محلياً في المنطقة الصناعية في "طرطوس".
دقة الأداء
الآلة التي شغف المهندس "أسعد" بابتكار تصميمها بدايةً على الأوراق، كانت بمثابة حلم من زمن الدراسة الجامعية في كلية الهندسة التقنية وما قبل في المرحلة الثانوية، بكونه ابن منطقة زراعية تبذل الجهد الكبير في العمليات الزراعية، لذلك وجد أن من واجبه الإنساني والاجتماعي توظيف خبرته وشغفه في تحقيق مساعدة تساهم في تطوير مهاراته لما بعد التوظيف والدراسة الجامعية، لتصل وترتقي إلى الدراسات العليا التي يتحضر لها، وفق حديثه الخاص لـ"مدونة وطن eSyria".
دقة العملية الزراعية التي تتطلبها زراعة محاصيل مثل الذرة الصفراء أو القطن أو العدس أو الحمص، المحافظة على مساحة موحدة وثابتة ضمن خط الزراعة الواحد كأمر مهم لهذه المحاصيل الصيفية، ما ينعكس على النمو والإنتاج ودورة حياتها بشكل عام، وهذا ما وفرته الآلة الزراعية التي صممتها ونفذتها محلياً وقدمتها للعمل الفعلي في حقول المركز بعد تجريبها واختبار إدائها ومدى مطابقته للمخطط، ومن أهم ما تقوم به هذه الآلة لتوفير الوقت والجهد أنها تتيح إمكانية إجراء عملية التسميد مع عملية الزراعة بمرور واحد فقط خلال الزراعة، ما وفر زمناً خلال العملية الزراعية كان مهماً للمزارع، وحمى ما زرعه من آثار المرور الثاني لإتمام عملية التسميد، وهذا يعني أن ما كان بالنسبة للفلاح هاجساً مقلقاً في بداية الموسم الزراعي ويكلفهم بغير حساب، بات غير موجود مع استخدام الآلة الحديثة، حيث يمكن للآلة المصنعة أن تقوم بعمليات زراعة متشابهة للمحصول الواحد المراد زراعته ضمن أربعة خطوط متجاورة بمرور واحد فقط، وهذا توفير إضافي للوقت والجهد
وتستخدم الآلة التي ابتكرها ونفذها المهندس "أسعد" بدعم مادي ومعنوي كامل من الهيئة العامة للبحوث العملية الزراعية التي يعمل فيها موظفاً ضمن مركز بحوث "طرطوس"، وإشراف "كلية الهندسة التقنية"، تستخدم في زراعة المحاصيل التي تتطلب دقة في زراعتها وفق ما يقول: «دقة العملية الزراعية التي تتطلبها زراعة محاصيل مثل الذرة الصفراء أو القطن أو العدس أو الحمص، المحافظة على مساحة موحدة وثابتة ضمن خط الزراعة الواحد كأمر مهم لهذه المحاصيل الصيفية، ما ينعكس على النمو والإنتاج ودورة حياتها بشكل عام، وهذا ما وفرته الآلة الزراعية التي صممتها ونفذتها محلياً وقدمتها للعمل الفعلي في حقول المركز بعد تجريبها واختبار إدائها ومدى مطابقته للمخطط، ومن أهم ما تقوم به هذه الآلة لتوفير الوقت والجهد أنها تتيح إمكانية إجراء عملية التسميد مع عملية الزراعة بمرور واحد فقط خلال الزراعة، ما وفر زمناً خلال العملية الزراعية كان مهماً للمزارع، وحمى ما زرعه من آثار المرور الثاني لإتمام عملية التسميد، وهذا يعني أن ما كان بالنسبة للفلاح هاجساً مقلقاً في بداية الموسم الزراعي ويكلفهم بغير حساب، بات غير موجود مع استخدام الآلة الحديثة، حيث يمكن للآلة المصنعة أن تقوم بعمليات زراعة متشابهة للمحصول الواحد المراد زراعته ضمن أربعة خطوط متجاورة بمرور واحد فقط، وهذا توفير إضافي للوقت والجهد».
سهولة الاستخدام
وتتعدد الاستخدامات الزراعية للآلة التي تم تقديمها واختبارها في مركز بحوث "طرطوس" بإشراف مختصين بالعمليات الزراعية، حيث يمكن استخدام جهاز التلقيم الخاص بوحدة التسميد والذي يتميز بدقة أدائه، كوحدة تسطير خاصة بالمحاصيل التي تتطلب دقة في الزراعة، كزراعة محاصيل الحبوب "القمح- الشعير" مع الاستغناء عن عملية التسميد، وذلك بزمن جيد مدروس، فالسرعة الأمامية المفضلة لجراء جر الآلة ما بين /5- 8/ كيلومترات بالساعة، ويمكن للآلة خلالها أن تزرع /40/ كيلوغراماً حتى التفريغ وإعادة ملئ الخزان من جديد، وفق ما أوضحه "أسعد".
ويتميز التصميم المحلي للآلة وفق "أسعد" بخفة وزنه وسهولة تنقله حيث يبلغ الوزن القائم له حوالي /450/ كيلوغراماً فقط، بينما الوزن الفارغ حوالي /290/ كيلوغراماً، ويصل العرض العملي له لحوالي /1.6/ متر بينما العرض النظري /2/ متر، في حين أن عدد خطوط الزراعة يصل لحوالي /4/ خطوط منتظمة، وهذه المواصفات القياسية التي شغلت يدوياً وبدقة متناهية وفق مخططات أعدت مسبقاً، ساهمت بنوعين من العمليات الزراعية، العملية الأولى دقيقة وهي مفردة الحبة مع التسميد بمرور واحد والثانية عملية زراعية مع تسطير ومن دون تسميد، وجميع هذه العمليات تسهل عمليات الخدمة اللاحقة بعد البذر كالتعشيب والري والجني وغيرها.
جهود كبيرة
ما قدمه المهندس "محمود" في ظل الظروف التي تمر على البلاد من حصار وعقوبات وحرب يعتبر من وجهة نظر الدكتور "شادي فسخة" مدير مركز البحوث العلمية الزراعية في "طرطوس" تحداً حقيقياً وجهداً كبيراً لتوظيف العلم لخدمة المجتمع، وهذا الأمر كان بحد ذاته بالنسبة لنا دافعاً لتقديم كامل الدعم لتنفيذ التصميم محلياً.
بينما أكد المهندس "خالد عثمان" صاحب ورشة التصنيع بالمنطقة الصناعية في "طرطوس" أن الصعوبات التي واجهتهم كانت كثيرة ومعقدة ابتداء من قلة التجهيزات والأدوات في السوق الصناعية اللازمة والضرورية لإكمال تجهيز الآلة الزراعية، ولكن العزيمة على إكمال المشروع والشغف بالفكرة دفعتنا كوحدة خراطة وتصنيع لتصميم كل ما احتجناه من أدوات كالمسننات والحوامل والمخاريط وغيرها الكثير من القطع الداخلة في تجهيز الآلة وتشغيل المكنة، وكذلك تم التعديل على التصميم الأساسي وتقوية نقاط الضعف لتتناسب والجهد الواقعي، والأهم أنه خلال التجريب وبذر القمح والذرة بدا الشغف في عملية القياس بين البذور لمعرفة أن الهدف تحقق وبدقة، ومدى دقة الآلة في عملها، وكانت النتائج مبهرة.