مع قدوم فصل الربيع، يقصد الباحثون عن السكينة والهدوء منطقة "أم حوران" السياحية، التي تغفو على قمة جبلية مرتفعة عن سطح البحر نحو /1880/ متراً تكسوها الأشجار المثمرة و السنديان والصنوبر فمن يقصدها يدهشه مخزون هواؤها العليل وطبيعتها الساحرة ومائها العذب، لتبقى بوابتها مشرعة على مصرعيها خلال فصلي الربيع والصيف أمام الزائرين والسياح.

مقصد سياحي

يقول مدير سياحة السويداء الأسبق "يعرب العربيد" لمدونة وطن":" من أتى جبل العرب قاصدا مصايفها، لابد له أن يطرق بوابتها الشرقية وتحديداً منطقة "أم حوران" ليدخلها زائراً ومستكشفاً، ولاسيما بعد أن شكلت السياحة والآثار توأمةً ثنائية على أرضها منذ أكثر من ألفي عام، حتى بات حاضرها السياحي يحاكي ماضيها الأثري، فضلاً عما تشتهر به أراضيها الزراعية من زراعة "التفاح- الكرمة- الكرز" والمزروعة منذ أكثر من خمسين عاماً ما أعطاها لمسة جمالية، حيث امتزج الأخضر الزراعي بالأسود الأثري، لتتحول إلى متنفسٍ لطالبي الاصطياف صيفاً، ولاسيما أنها تتميز بإطلالتها الجميلة، ويزيدها جمالاً قربها لسد الروم، لتكتمل مع الزائر أو السائح ثنائية الطبيعة والمياه، ومن يريد التمعن أكثر في خفايا تلك المنطقة لابد له أن يقرأ تاريخها المحفور على جروفها الصخرية، التي تؤكد أنها سكنت منذ آلاف السنين، وتلك المعالم الأثرية الرائعة، التي ما زالت قائمة لتروي حكايات ناسها."

معلم أثري

بدوره يوضح الباحث الأثري "نشأت كيوان" أن منطقة "أم حوران" تمتاز بجمال طبيعتها ونشتهر بالهواء النقي، والماء العذب، والبساط الأخضر الممتد على طول نحو 5كم، حتى باتت مقصداً للزائرين والمستكشفين لخفاياها المدفونة على قمتها العالية المْطلة على مدينة "السويداء".

منطقة أم حوران

ويتابع كيوان: " فضلاً عن أن تلك المنطقة هي معلم سياحي وتاريخي، فهي أيضأ تعد مصدراً مائياً مغذياً للأودية المحيطة بها، لكونها المستقطب الأكبر للثلوج أيام الشتاء، وأذا اتجهنا نحو الشمال الشرقي من "أم حوران"، تقع منطقة "قصور قرامطة"، التي احتضنت قبل ألف عام من هذا التاريخ وحدات معمارية متنوعة، استخدمها الأقدمون فيما كمخازن للحبوب، والاستخدامات المنزلية الأخرى، ومن بطون تلك المواقع كانت ولادة الأشجار المثمرة، التي ما زالت تقص على زارعيها حكايا الماضي والحاضر بحلوها ومرها، فعلى أغصانها أرّخ الآباء والأجداد قصة تلك المنطقة التي أبصرت نور الولادة الزراعية منذ مئات السنين".

أصل التسمية

ويشير "كيوان " إلى أن تسميتها "أم حوران" موغلة بالقدم ويرجح أنها آشورية الأصل والمعنى، وهي "حورانو" وتسمية أخرى يشابه ذلك في منطقة حوران بمحافظة "درعا"، ونظراً لأهمية ذلك الموقع وارتفاعه عن سطح البحر كانت مديرية سياحة "السويداء" تستعد لإطلاق مشروع تلفريك على هذا التل الممتد من منطقة "قصور قرماطة" باتجاه موقع "أم حوران" بطول سبعة كيلومترات إلا أن الأزمة التي عصفت بالبلد حالت دون ذلك.

يعرب العربيد
قصور قرامطة الأثرية المجاورة لمنطقة أم حوران