كعادتها كانت الفعاليات الأهلية والمجتمعية في محافظة "السويداء في طليعة المبادرين لمد يد العون وتقديم المساعدات الإغاثية والعينية للمتضررين من كارثة الزلزال، إضافة الى إطلاق حملات تبرع بالدم.
أصدقاء للجميع
يقول الدكتور "عدنان مقلد" رئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان في "السويداء" لموقع "مدونة وطن eSyria": «إن الوقوف إلى جانب الأهل في المحافظات السورية المنكوبة جراء الزلزال الأخير، هو واجب أخلاقي ويأتي ضمن أهداف جمعية أصدقاء مرضى السرطان "شفاء" التي تعمل على المساهمة في نشر ثقافة العمل الإنساني لجميع أبناء الوطن».
تم إرسال طاقم طبي متطوع مع سيارات إسعاف متنقلة للمساهمة مع الفريق الطبي الصحي في المحافظات المتضررة، وبما يسهم في الإسراع بعملية تقديم الخدمات الصحية والإسعافية للمصابين
ويضيف: «نحن أحوج ما نكون اليوم لمساعدة أهلنا المتضررين في المحافظات السورية المنكوبة، وجمعية أصدقاء مرضى السرطان كواحدة من الجمعيات الأهلية تجسد قيم المجتمع السوري الأصيلة من خلال التبرعات والهبات التي تأتي إلى صندوقها، وقامت بهذه المبادرة تعبيراً عن وقفتها وعزة أهلها وتقديم ولو شيء بسيط للأسر المنكوبة والمصابين بأبسط أنواع المساعدات العينية من المواد الغذائية».
ويؤكد "مقلد" أن هذه المبادرة هي واحدة من عدة أنشطة أهلية ومبادرات يتم العمل عليها في محافظة "السويداء" لمساندة إخوتنا في المحافظات السورية، وهي الرد الحقيقي والطبيعي الذي يؤكد أن الشعب السوري هو شعب معطاء وكريم وطيب يقف إلى جانب بعضه في الأزمات والملمات، وما نأمله الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.
كلنا للوطن
وتشير "سمر بو منذر" عضو مجلس الإدارة في جمعية أصدقاء مرضى السرطان أن ما أحدثه الزلزال من ضرر أدمى القلوب والعيون، وألهب المشاعر الإنسانية، ولعل ما قامت به جمعية أصدقاء مرضى السرطان من مبادرة تأتي كجزء إنساني وهذا من صلب عملها وأهدافها وبالتالي الشعور الأهم أن الواجب الأخلاقي والإنساني الوقوف مع الأهل المتضررين جراء هذه الكارثة الطبيعية، وما نستطيع فعله المساهمة بشيء مما قدمه الشرفاء من أبناء الوطن، يقينا أن الشعور الوطني والهم الإنساني هو الثابت في إعادة بناء ما دمر، وأيضاً نحن على يقين من خلال هذه المبادرة المتواضعة إلى جانب المبادرات الأهلية والشعبية والرسمية تأتي في تنمية الشعور الأخلاقي والقيم الانسانية بالمجتمع ليس أكثر فحسب.
وعن ما تضمنته المبادرة تقول: «حملت المبادرة مواد غذائية من معلبات كالجبنة والمرتديلا والسردين والحلاوة، بحيث قدمنا ما استطعنا تقديمه ولو كان بسيطاً في قيمته وفق المقدرة وكلنا يقين وثقة أن أهلنا في المحافظات يستحقون منا الكثير».
من جهته يبين الدكتور "طارق الجمال" مدير صحة السويداء قال: «تم إرسال طاقم طبي متطوع مع سيارات إسعاف متنقلة للمساهمة مع الفريق الطبي الصحي في المحافظات المتضررة، وبما يسهم في الإسراع بعملية تقديم الخدمات الصحية والإسعافية للمصابين».
"بالدم نفدي وطنا"
بالتوازي نفذت الفعاليات الشعبية والأهلية حملات تبرع بالدم حيث توافد المتبرعون إلى بنك الدم للتبرع وهذا ما جعل طاقم بنك الدم يستأنف عمله لساعات خارج الدوام الرسمي، لاستقبال الأهالي.
ويرى المهندس "رسمي العيسمي" رئيس مجلس محافظة السويداء- "أحد المتبرعين" أن عملية التبرع بالدم هي واجب وطني، والمحافظة بفعالياتها المتنوعة جمعت ما استطاعت إليه سبيلاً، رغم ما يعيشه الأهالي من ظروف صعبة، ولكن الواجب فرض علينا جميعاً أن نقف إلى جانب إخوتنا لأن الوطن والوطنية لا تتجزأ.
مبادرات أهلية
كما قام المجتمع الأهلي في قرية "رساس" بحملة تبرعات تجاوزت قيمتها اثني عشر مليون ليرة.
ويشير "فيصل خليفة" من الجمعية الخيرية بالقرية إلى أنه تم التعاون مع مجموعة فعاليات الهلال الأحمر والمجتمع المدني والمجلس البلدي لتأمين نحو خمسة عشر طرداً من الألبسة الجديدة إضافة للمواد الغذائية.
بدوره يبين "حسام حديفة" من شعبة الهلال الأحمر بالقرية أن المبادرة لم تقتصر فقط علي المواد الغذائية فحسب بل أيضاً تم جمع مستلزمات صحية للأطفال وأدوية ومستلزمات طبية.
ونوه الشيخ "يوسف العفيف" من المجتمع الأهلي إلى أن التعاون التي شهدته أهالي قرية "رساس" هو انعكاس النخوة العربية الأصيلة لمساعدة أهلنا والتي يتميز بها شعبنا السوري الصامد، وكلنا يقين أن جميع السوريين لم يبخلوا بالعطاء لمساعدة إخوتهم، وهنا نؤكد على ثقافة وطننا منذ فجر التاريخ إلى اليوم قولاً وفعلاً "بالروح بالدم نفدي وطننا".