أحبت فنون الطبخ وتعلمتها من والدتها فأتقنت تحضير الوجبات الشعبية كالبرغل بحمص والفريكة، والهريسة السلمونية والملقسة والمعجوقة والفطائر والمجدرة، ليصبح عملها مصدراً للرزق في ظل الظروف المعيشية الصعبة ولتنافس المطاعم التقليدية والوجبات السريعة في كافة المناسبات الاجتماعية.

بيت المونة

تتحدث ربة المنزل "هيام زيدان"- 1969 عن تجربتها في تحضير الأكلات التراثية السلمونية قائلة: «منذ الصغر كنت أساعد والدتي في تحضير الطعام لاسيما أن عائلتنا كبيرة، لقد تعلمت منها تحضير جميع المأكولات التراثية كالبرغل بحمص، والهريسة، والسيالات، والفطائر، والكبة، واللوف، والذي كان يحضر على الحطب، ولقد وجدت في عملي هذا مصدراً للرزق ودعماً لزوجي الموظف، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.. ومنذ تسعة أعوام بدأت في تحضير الطعام ضمن نطاق الحي لبعض الجيران، ولما أعجبهم ذلك صرت أنشر ما أحضره من طعام على صفحتي على الفيس، حتى كبر حجم عملي، وصار يساعدني ولداي وزوجي أحياناً».

عرفت الطاهية "هيام" من خلال التواصل الاجتماعي ووجدت فيها عوناً لي في تحضير بعض الطبخات عند جمع عائلتي من حين لآخر، كالفطائر والفريكة والرز والسلطات، طعامها لذيذ وبنكهة متميزة وأسعارها مقبولة.. أثق بها وبنظافتها وقدرتها على تحضير الوجبات

الأكلات التراثيّة

تتابع الطاهية "هيام" قائلةً: «أقوم بتحضير جلّ الأكلات التراثية من بيت المؤنة كما كان يسمى عند الأجداد، خاصة القمح ومنتجاته كالبرغل بحمص مع اللحم والمقلّى بالسمن البلدي، والمجدرة (برغل وعدس وبصل مقلّى بزيت الزيتون)، والفريكة- القمح المشوي المجروش المطبوخ مع اللحم، والملقسة وهي كرات صغيرة من البرغل المسلوق وتقلى بالثوم والليمون وزيت الزيتون، والفطائر من الطحين الأسمر المحشو بالسلق أو اللحم، والهريسة وهي القمح المقشور مع اللحم الذي يطبخ على النار ويقلّى بالسمن البلدي مع اللوز أو الصنوبر».

مما تحضره الطاهية هيام زيدان

مراحل العمل

حاتم نزال زوج الطاهية وعلى يمين الصورة زوجة أخيها ولاء فطوم وعلى يسارها جارتها فريال ورد

وعن طريقة تحضيرها لأطعمتها تقول "زيدان": «أتلقى طلبات الزبائن وأقوم بالاتفاق معهم على الكمية المطلوبة ووقت التسليم، وأحياناً أشتري المستلزمات بنفسي والبعض منهم يجلب لي المكونات لإعداد الطبخات كما يرغب، وتختلف التكاليف حسب المكونات وغالبية الطلبات تكون للمناسبات المختلفة كالأفراح أو الاتراح، وكذلك للرحلات والجمعات الأسرية أو مناسبات أخرى».

وتضيف "زيدان": «لم أتوقف عن تلبية طلبات الزبائن رغم صعوبة تأمين الغاز، فكنت أضطر لنقل عملي والإقامة عند أهلي حيث لديهم فسحة دار كبيرة لأحضر الطعام على النار بينما أنهي طلبات الطعام، وأجد تعاوناً من الزبائن حيث يحضرون لبيتي وأخذ طلباتهم بسيارة أجرة أو سيارتهم الخاصة».

المهندسة رهف الجرف على يمين الصورة وعلى يسارها ألاء خديجة

سند العائلة

بدوره يقول "حاتم نزال" زوج الطاهية "هيام" ويعمل موظفاً: «"هيام" لها نَفَس طيب في تحضير الطعام، لاسيما الوجبات التقليدية، في البداية لم أشجعها على التجربة خوفاً على صحتها فهي تعاني من آلام في الركبتين، ولكن أمام إصرارها ورغبتها في مساعدتنا في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وافقت على عملها ضمن نطاق ضيق، ثم صرت أساعدها عندما توسع العمل، لقد وجدنا في عملها سنداً في تأمين جزء من احتياجاتنا العائلية وخاصة مصاريف مدارس الأولاد».

أما "ولاء فطوم" قريبة "هيام" تقول: «نجتمع في كل يوم جمعة حول مائدة تحضرها "هيام" فهي متميزة في تحضير الأكلات التراثية كالملقسة والهريسة والمحاشي والفطائر والسيالات، هي تمتاز بالنفس الطيب والذوق والنظافة، ومع أنني أطبخ لعائلتي الصغيرة إلا أنني أعتمد على طهي "هيام" في جمعتنا أنا وأهلي أو صديقاتي».

تشكيلة متنوّعة

وتقول "فريال ورد" جارة الطاهية "هيام": «"هيام" سيدة مكافحة وهي معروفة بإعداد الطبخات التراثية والمأكولات الشعبية والمعجنات المتنوعة بطريقة رائعة، ولقد حضّرت لي عدة أكلات منها (ورق العنب، والمحاشي بأنواعها والهريسة والكبة المشوية والمقلية واللوف)، كما تقوم بتحضير المربيات بأنواعها وحسب الطلب إضافة إلى دبس الرمان ودبس الفليفلة والفطائر بأنواعها وكشك وسلق واللحمة والصفيحة والتبولة، بالإضافة إلى تميزها بتحضير المناسف الخاصة بالمناسبات، ورغم كل ظروفها الصعبة فهي مثابرة وملتزمة دائماً وجاهزة لتلبية أي طلبية بتكاليف مقبولة».

المهندسة الزراعية "رهف الجرف"، والمهندسة الزراعية "آلاء خديجة" تقولان: «نحب البيتزا والفاهيتا وفطائر السوق، لقد تعودنا على تناولها أثناء دراستنا الجامعية، ولكننا لم نستغنِ عن طعام الجدات كالهريسة التي كنا نتناولها عند الطاهية "هيام" في أول أيام العيد، والملقسة والبرغل والرز بحمص مع اللحم والفطائر والمجدرة، وعودتنا على هذا الطعام وصرنا نحبه وخاصة عند لمتنا مع الصديقات».

أون لاين

من زبائن الطاهية "زيدان"، تتحدث "ماريا خلوف" وتقول: «لم ألتق بها شخصياً ولكنني عرفت الطاهية "هيام" منذ سنتين من خلال ما تنشره من وجبات طعام على صفحتها الشخصية على التواصل الاجتماعي، ومع أنني أطبخ بالبيت كل الطبخات ولكن بحكم وظيفتي ومسؤولية الأولاد وضيق وقتي كنت أبحث عمن تطهو عني الأكلات الكبيرة وخاصة في الولائم، فتواصلت معها هاتفياً وشدني أسلوبها اللطيف وتعاونها، فطلبت منها تحضير ورق العنب، وكانت نكهته متميزة، وتتالت طلبات من الشيش برك، ثم الفطائر ثم التبولة والحلويات والكبة المشوية، وأقوم بإرسال المواد والمستلزمات لها.. طعامها يذكرني بطعام جدتي اللذيذ، وهي إنسانة في قمة اللطف والذوق بالإضافة أن كلفة عملها مقبولة جداً».

أما "مها" ربة منزل تقول: «عرفت الطاهية "هيام" من خلال التواصل الاجتماعي ووجدت فيها عوناً لي في تحضير بعض الطبخات عند جمع عائلتي من حين لآخر، كالفطائر والفريكة والرز والسلطات، طعامها لذيذ وبنكهة متميزة وأسعارها مقبولة.. أثق بها وبنظافتها وقدرتها على تحضير الوجبات».

أجري اللقاء في 5 كانون الأول 2022.