عمدت الهيئات الدينية في محافظة "السويداء" إلى الاستجابة العاجلة لمساعدة المتضررين بالزلزال الذي أصاب المحافظات السورية، وذلك عبر إطلاق العديد من قوافل الإغاثة التي انطلقت من مدن وقرى المحافظة إلى شقيقاتها المتضررات للتخفيف من تداعيات الكارثة.

مبادرة وطنية

سماحة الشيخ "يوسف جربوع" شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين يقول في حديثه لموقع "مدونة وطن eSyria": «مبادرتنا اليوم تحمل دلالات متعددة ومتنوعة أهمها الطابع الإنساني والواجب الديني والذي يفرض على الجميع التكاتف لمساندة إخوتنا بالوطن، والثاني الجانب الوطني والمتمثل بتلاحم الموقف الوطني والاجتماعي معاً بصبغة وحدة وطنية دينية».

من هنا جاء لقاؤنا مع المشايخ والآباء والخوارنة، على كلمة واحدة تتجسد فيها وحدة متكاملة لنشر ثقافة الإخاء والتعاون والتعاضد فيما بيننا

ويضيف: «الحديث اليوم هو عن العطاء، وعن العمل الجماعي بهدف مساعدة المحتاجين والمتضررين من كارثة الزلزال ومنحهم بارقة أمل، لذلك لابد وأن تستمر حملات المساعدة لتشمل أكبر عدد من إخوتنا المتضررين جراء كارثة الزلزال»، موضحاً أن قافلة المساعدات شملت مستلزمات الحياة اليومية من ألبسة وأحذية، إضافة الى المواد الغذائية والأدوية والمعونات النقدية، ونعمل على تلبية المطالبات بتمديد المبادرة لأسبوع إضافي.

الهيئات الدينية بالسويداء

إنسانية

جانب من العينات

بدوره يشير فضيلة الشيخ "نجدو العلي" مدير أوقاف "السويداء" إلى أهمية تكثيف الحملات والمبادرات تجاه المتضررين من الزلزال، وهذا ما شاهدناه ولمسناه عبر المبادرات والأنشطة التطوعية الإغاثية التي هدفت للتخفيف عن المتضررين ومساعدتهم سواء في رفع الأنقاض ومعالجة المصابين أو تأمين المستلزمات المعيشية، انطلاقاً من قوله تعالى }ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً{.

ويضيف في حديثه للمدونة: «من هنا جاء لقاؤنا مع المشايخ والآباء والخوارنة، على كلمة واحدة تتجسد فيها وحدة متكاملة لنشر ثقافة الإخاء والتعاون والتعاضد فيما بيننا».

مبادر بلدة القريا

ويقول الأب "فادي زيادة الياس زيادة" من رهبان مار فرنسيس، ورئيس دير وكنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين بالسويداء: «حقاً ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، لقد قالها يسوع الحق وها نحن في "السويداء" بأطيافها المتنوعة نقولها من خلال التبرعات النقدية والعينية التي تم جمعها».

ويضيف: «المحبة رسالتنا والتعاون سمة من سمات أهلنا في "سورية"، وما حدث لإخوتنا أدمى القلوب والأعين، وهذا ما دفعنا للوقوف مساندين مساعدين بما نستطيع وما وهبنا الرب لنكون العون لهم ولمد يد المساعدة للخروج من هذه المحنة».

القس "كابي بطة" راعي كنيسة "اتحاد المسيحي" ينوه إلى وجوب دعوة الجميع للعمل لأن الإنسان يفخر بإنسانيته، ويسمو برفعة عمله الأخلاقي، فأي عمل أسمى من رسم ابتسامة على شفاه محتاج، وما قدمته "السويداء" اليوم من حملات ومبادرات إغاثية، جعلنا نفخر بأهلها وشيوخها وشبابها لأنها عبرت عن صدق العلاقة الإنسانية وروابط المحبة التي تربط السوريين.

من الأحفاد

وانتقالاً إلى بلدة "القريا" يقول الدكتور "غسان منذر" من شعبة الهلال الأحمر في البلدة: «إن بلدتنا التي حملت تراث وقيم "سلطان باشا الأطرش" تنفذ اليوم وصيته إلى إخوته في الوطن، الشيخ "صالح العلي وإبراهيم هنانو وفوزي القاوقجي"، عبر مبادرة أهلية وشعبية قام بها أهالي البلدة، وشملت تسيير حملة إغاثية لمتضرري الزلزال في "اللاذقية" مكونة من شاحنتين محملتين بالمواد الغذائية والملابس والأحذية ومستلزمات أخرى وسلات غذائية».

بدوره يشير أحد القائمين على تنظيم الحملة التي حملت شعار "من أحفاد سلطان إلى أحفاد صالح وهنانو"، إلى أن جميع المواد التي جرى إرسالها مقدمة من أهالي البلدة كافة وكل على حسب استطاعته، حيث انطلقت من بلدة "القريا" بعد التنسيق مع القائمين على العمل الإغاثي في مراكز الإيواء في "اللاذقية".