لم تهدأ المبادرات الأهلية والمجتمعية في "السويداء" منذ وقوع كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب عدة محافظات سورية، فالكارثة وحدت الجميع لمد يد العون والمساعدة للمتضررين والتخفيف من معاناتهم وآلامهم.
مساعدات عينية
تقول رئيسة مجلس إدارة جمعية أطفال الغد "ربا ذياب" لـ"مدونة وطنeSYria ": «كانت جمعيتنا واحدة من الجمعيات التي بادر أعضاؤها، ومنذ اللحظات الأولى للكارثة الإنسانية التي نالت من البشر والحجر في عدة محافظات سورية، لإطلاق مبادرة لجمع التبرعات العينية والنقدية، للأهالي المتضررين هناك».
إن حملة التبرعات تلك التي أطلقتها المؤسسة، جاءت من منطلق إنساني ووطني، ورسالة للعالم أجمع أن السوريين إخوة، يجمعهم الفرح والحزن
وتضيف: «ما إن أطلقنا تلك المبادرة حتى بادر الكثيرون من المجتمع المحلي في المحافظة للتبرع وفق إمكانية كل منهم، حيث تضمنت المساعدات أو التبرعات التي وصلت إلى الجمعية، والتي ساهمت الجمعية أيضاً بقسمٍ منها، وتتضمن ألبسة شتوية مع أحذية للأطفال والنساء والرجال».
وبهدف أن تحقق تلك المساعدات الغاية المرجوة منها، وبالتالي وصولها إلى مستحقيها، تقول "ذياب": «تم التنسيق مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة، ولجان الإغاثة المشكلة، لإرسال المساعدات إلى المحافظات المتضررة، عن طريق شاحنات المؤسسة "السورية للتجارة"».
بلسمة الجراح
وكغيرها من الجمعيات الأهلية في المحافظة، بادرت مؤسسة "مرساة" ومنذ اللحظات الأولى لوقوع كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب عدة محافظات، لمساعدة المتضررين بغية تخفيف من معاناتهم وآلامهم من خلال المساهمة الفاعلة بمد يد العون والمساعدة للأهل في المحافظات المتضررة.
تقول رئيس مجلس إدارة المؤسسة "ريماز عبد الحي": «إن المؤسسة قامت وعلى الفور بتقديم المساعدات العينية للمتضررين، والتي هي عبارة عن معاطف وألبسة شتوية وأحذية، علماً أن المعاطف المقدمة هي من إنتاج المشغل المحلي التي أحدثته المؤسسة».
وتبين أن هذه المساعدات أُرسلت عن طريق لجنة الإغاثة في المحافظة، مع المساعدات المقدمة من المجتمع المحلي والأهلي، إلى المتضررين في محافظة حلب، وقد تمت مرافقة القافلة التي سيرت يوم الأربعاء الماضي، لإيصال تلك المساعدات باليد إلى مستحقيها، حيث تم الاطلاع على واقع المتضررين، وما احتياجاتهم ليصار إلى تلبيتها، كما زارت المؤسسة مركز الإيواء الذي يقيم به المتضررون، لتقديم ما يلزم لهم.
وتتابع "عبد الحي" حديثها بالقول: «إن حملة التبرعات تلك التي أطلقتها المؤسسة، جاءت من منطلق إنساني ووطني، ورسالة للعالم أجمع أن السوريين إخوة، يجمعهم الفرح والحزن»، مبينة أن باب التبرعات للمتضررين لم يتوقف لتاريخه، فالحملة ما زالت مستمرة لتطول المساعدات أيضاً خلال الأيام القادمة محافظتي "اللاذقية وحماة".
كلّنا أهل
وتوضح "عبد الحي" أن مؤسسة "مرساة" هي استمرار لحملة "كلنا أهل"، التي انطلقت قبل ثلاث سنوات من تأسيس المؤسسة، التي أبصرت النور عام ٢٠٢١، وهي مؤسسة خيرية تعليمية تربوية، فهي تقدم رواتب شهرية لنحو 230 طالباً وطالبة جامعية، أضف إلى ذلك فقد قامت بتوزيع 8000 معطف شتوي على طلاب المدارس من الصف التحضيري وحتى الصف السادس، عدا عن اللباس المدرسي والأحذية الرياضية.
وتؤكد أنه في تلك الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن نحن أحوج ما نكون إلى التعاضد والوقوف بجانب بعضنا البعض ونكون يداً واحدة في مواجهة تداعيات تلك الكارثة، التي تضرر منها أهلنا في المحافظات السورية.
بدورها تؤكد رئيسة "جمعية أطفال الغد" أن ما تم جمعه لأهلنا في المحافظات المتضررة، لم يكن نهاية المطاف أبداً، فالتبرعات من المجتمع المحلي والأهلي في المحافظة ما زالت مستمرة، ولم تتوقف لتاريخه، وهناك ترحيب واسع بتلك المبادرة، ونتوقع توسعها ودعمها خلال الفترة القادمة.