مع الساعات الأولى لكارثة الزلزال التي حلت بشمال البلد وجوارها، كانت استجابة شباب "حلب" للمساعدة حاضرة تلبي استغاثة الأهل وتلملم جراحهم ووجعهم في ظل ظروف صعبة وإمكانيات متواضعة.

سباق مع الزّمن

يتحدث التاجر والصّناعي "أحمد حاضري" مدير فرع جمعية "ساعد" في مدينة "حلب" لـ"مدونة وطن eSyria" عن مساهمات الجمعية وما قدمته لمتضرري الزلزال، ويقول: «كان لنا دور في مساعدة المتضررين المنكوبين المغادرين بيوتهم، وقد تجمعوا في الساحات والحدائق وكذلك المقابر بحثاً عن الأمان، توجهنا إليهم برفقة شباب "ساعد" عَقب الساعات الأولى للزلزال (تحديداً الساعة الخامسة والنصف)، وتم تزويدهم بما في منشأة الحرمات الشتوية لتكون لهم الدفء، واتبعناها في المساء بوجبات الطعام التي أُعددت في مطبخنا الميداني».

كان لنا دور في مساعدة المتضررين المنكوبين المغادرين بيوتهم، وقد تجمعوا في الساحات والحدائق وكذلك المقابر بحثاً عن الأمان، توجهنا إليهم برفقة شباب "ساعد" عَقب الساعات الأولى للزلزال (تحديداً الساعة الخامسة والنصف)، وتم تزويدهم بما في منشأة الحرمات الشتوية لتكون لهم الدفء، واتبعناها في المساء بوجبات الطعام التي أُعددت في مطبخنا الميداني

من مطبخ الجمعية الميداني الأول تحدث "محمد خير الله" وهو من أوائل متطوعي الجمعية منذ عام 2016 والدي يقول: «لبينا نداء الإغاثة صباح السادس من شباط وبدأنا العمل في مطبخنا الميداني في المقر الذي أعطتنا إياه جمعية "نماء" المسؤولة عن التّغذيّة المدرسية، وباشرنا بإعداد الطعام فتمكنا وبجهود أكثر من 100 متطوع من تجهيز 4000 وجبة تمّ توزيعها مساءً على المتضررين في أماكن تجمعهم "مقبرة الصالحين" و"الشعّار" و"هنانو" و"صلاح الدين" و"قاضي عسكر" و"الفردوس"، ووفق جداول بدأنا بالإعداد لها، ومن المطبخ الأول وكذلك الثاني الذي أقلعنا بالعمل به بالأسبوع الثاني من الزلزال في حديقة "حلب" العامة، كنا قد وصلنا بعدد الوجبات التي نجهزها ما بين 10000 إلى 15000 وجبة، وما زلنا مستمرين بهذا العمل إلى الآن ونتوسع فيه بمطبخ ميداني ثالث في جبلة وصلت معداته من "دمشق" بمساعدة جمعية "شباب دمر الخيرية"».

فريق عمل مطبخ ساعد الميداني في حلب

المصاب واحد

جمع التبرعات

كانت استجابة متطوعي جمعية "ساعد" برفقة رئيس مجلس الإدارة "عصام حبال" سريعة جداً ليكونوا من أوائل الواصلين إلى أرض الحدث مع قوافل مساعدات الجمعيات الخيريّة، لمساندة رفاقهم والمتابعة معهم وخاصة في مهمة غاية بالأهمية يجري العمل فيها على تنظيم قوائم مستحقي المعونات متضمنة المتضررين من الزلزال بالإضافة إلى الأسر المستضيفة للمتضررين والموثّقة من مخاتير كل منهم.

يشير "حبال" إلى أن شباب الجمعية تمكنوا من تأمين ما يقارب 150 شقة سكنية مفروشة مجانية لمدة عام كامل في آخر "حلب الجديدة" أول "المنصورة"، بالإضافة إلى سلة غذائية لمدة ستة أشهر توزع تباعاً على المتضررين، ويجري العمل على تأمين المزيد من المساكن والبيوت.

عملية تجهيز ونقل التبرعات

من "دمشق"

بدورها تتحدث أمين سر الجمعية "ميساء إبراهيم" عن العمل الذي قاموا به وتقول: «كان لنا دور في ممارسة العمل التّطوعي وتنظيم المبادرات الخيريّة منذ عام 2011، ما أتاح لنا الفرصة لاستقطاب المتطوعين ممن باتوا ذوي خبرة في كيفية التعامل مع الأزمات وهذا مكّنهم من التعاطي مع نكبة الزلزال بشكل منظم ومفيد وبوقت قياسي، وقد استفدنا مما كان لدينا من ألبسة شتوية فائضة من مبادرة "دفانا محبتنا"، وكذلك بما كنا نعد له لشهر رمضان المقبل، فجهزنا مع عدد من الجمعيات الخيريّة أولى قوافل المعونات المتجهة إلى كل من "حلب" و"جبلة" و"حماة" محملة بملابس شتوية وأغذية ومواد طبية وحرامات شتوية، وتتابعت مشاركتنا في أغلب قوافل الجمعيات الأهليّة ووفق آلية العمل لدينا والتي تعتمد على توزيع المتطوعين في فرق عمل بمهام معينة تبدأ بجمع التّبرعات التي يُعلن عن الحاجة إليها عبر منصاتنا على مواقع التّواصل الاجتماعي، ومن ثم يجري فرز لهذه التبرعات ليصار إلى تحميلها وتجهيزها مع قوافل المساعدات إلى المحافظات المنكوبة ولتكون من حصة مستحقيها».