تستمر المبادرات المجتمعية في "السويداء" بتكثيف الجهود لمساعدة المتضررين في المناطق المنكوبة من الزلزال، ومنها مبادرة "صبايا السويداء" وجمعية "حبر" وذلك عبر جمع التبرعات المالية والعينية.

"إيدي بإيدك"

وفي سياق المبادرات أطلقت مجموعة "صبايا السويداء" حملة بعنوان "إيدي بإيدك" بدأت بجمع التبرعات لصالح المتضررين من كارثة الزلزال وفق "نجوى الطويل" منسقة الحملة والتي تقول: «منذ صباح يوم الكارثة طرحت على صفحتي على شبكات التواصل الاجتماعي سؤالاً حول كيفية المساعدة وتضميد جراح المنكوبين، وكان للمنشور صداً كبيراً من خلال الاستجابة السريعة من صبايا تحمسوا لإطلاق مبادرة باسم "صبايا السويداء" وسميت الحملة "إيدي بإيدك"، حيث أخذت الاستجابة تتسع ليتم التخطيط لاستلام المساعدات من اليوم الأول، وتم تشكيل مجموعة استجابة من صبايا المدينة والريف، وانضم إليها شابات وشباب من مختلف الأعمار، ومن الساعات الأولى حددنا الاحتياجات التي تبدأ من الألبسة والاحتياجات النسائية والأغذية والحليب والحفاضات واستقبال المساعدات المادية».

إن أعضاء الجمعية قدموا من مالهم الخاص وكل ما استطاعوا تقديمه لتصل التبرعات إلى وجهتين "حماة" و"اللاذقية"

متطوعات

تضيف "الطويل": «في اليوم التالي للكارثة كانت الثلوج تغطي المحافظة، تلقيت اتصال من "أصالة نصر" ربة منزل انطلقت من قريتها "سليم" إلى مدينة "شهبا" لتحمل مساعدات تتبرع بها للمبادرة، ورغم الظروف الجوية القاسية فقد تحملت السيدة عناء ومشقة السفر للمشاركة بالمبادرة».

رسائل محبة كتبت على الطرود

وتقول "رغد رعد" متطوعة مع حملة "صبايا السويداء" وهي مدرسة مهتمة بالشأن العام وناشطة في مجال التطوع: «في هذه المبادرة لاقى النداء تجاوباً كبيراً رغم بعد المكان فقد كان السوريون على قلب واحد، ومن خلال منشور "نجوى" تمت مشاركة المنشور وتشكيل الفريق، وكانت الحملة كبيرة وتم تسيير أول دفعة وهناك دفعات قادمة من المساعدات».

أما "حلا ناصر" ابنة السبعة عشر عاماً فقد بحثت عبر شبكات التواصل عن جهة يمكن أن تتطوع معها للعمل، فكان أن تفاعلت مع منشور "صبايا السويداء"، لتقوم مع أهلها بجمع كمية من المساعدات، وشارك معها الأقارب والأصدقاء لتقدم أي شيء للمساعدة في تجربتها الأولى بالتطوع التي تعلمت منها الكثير، كما تقول.

نجوى الطويل وفريق المتطوعين

وتعد "أصالة نصر" التي قدمت من قرية "سليم" أولى المتبرعات للمبادرة، واضطرت لترك ابنتيها لعدة ساعات مع إحدى القريبات لتنقل مساعدات لمنسقي المبادرة.

تقول "أصالة": «سعيت باكراً لدعم مبادرة "صبايا السويداء"، فأنا أمّ وأعرف أن الأمهات والآباء اليوم يحتاجون منا التعاضد والدعم ليتمكنوا من تحمل فاجعة بهذا الحجم».

مساعدات جمعية حبر

مساهمات تطوعية

بالعودة إلى منسقة المبادرة، تتحدث "نجوى الطويل" كيف عملت مع فريق المتطوعات والمتطوعين من اليوم التالي للكارثة للانطلاق بفرز ما وصلهم من ألبسة وأغذية وباقي المساعدات العينة.

وتضيف: «في الشحنة الأولى التي تم إرسالها إلى "حلب" حاولنا التركيز على الأغذية والحليب والاحتياجات الخاصة للسيدات من فوط صحية والألبسة الداخلية والقطنيات وما يمكن أن يفي بجزء من الحاجة، وتم نقلها بتطوع من شركة شحن "أبو العز" لصاحبها "عصمت أبو العز" الذي شحنها بالمجان ووصلت إلى مدينة "حلب"، وتم التوزيع من أصدقاء ومن أهالي المنطقة واستمرت الحملة لإطلاق الشحنة الثانية لمدينة "اللاذقية" و"جبلة" والتي تتضمن كافة الاحتياجات الغذائية والصحية».

إلى وجهتها

وانتقالاً إلى مبادرة أخرى أطلقتها جمعية "حبر" للتعليم والتمكين وهي جمعية تعليمية تابعة للشؤون الاجتماعية والعمل، والتي تفاعلت سريعاً عبر تحضير مساعدات بقيمة تجاوزت ثلاثين مليون ليرة، إضافة الى المساعدات الغذائية وفق "راغب فهد" مدير الجمعية والذي يقول: «بدأت الحملة بتاريخ السابع من الشهر الحالي عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وفي اليوم التالي بدأت عمليات الفرز والتحضير لأول شحنة إلى "حماة" وتم التبرع بسيارتين لنقل وجمع التبرعات».

يقول "فهد": «التبرعات عبارة عن أربعمئة وخمسين كيساً، منها خمسون كيساً من المواد الغذائية والحليب والأدوية واحتياجات مختلفة، وأربعمئة كيس تحوي ملابس وحرامات قمنا وبالتنسيق مع مجلس المحافظة بنقلها إلى مدينة "حماة" ووزعناها باليد، والقسم الثاني تكفل به مكتب الإغاثة في مدينة "حماة"».

من جهته يقول "همام المنور" طالب جامعي متطوع لصالح الجمعية: «إن أعضاء الجمعية قدموا من مالهم الخاص وكل ما استطاعوا تقديمه لتصل التبرعات إلى وجهتين "حماة" و"اللاذقية"».

مستمرون

ووفق ما يذكر "الطويل" فإن جمع المساعدات وشراء كميات إضافية منها مستمر، وجاء بناء على التواصل مع أصدقاء في المناطق المتضررة للتعرف على احتياجات مراكز الإيواء واحتياجات الأهالي المتضررين في المرحلة الأولى.

"فهد" الذي تعرض لوعكة صحية لدى وصوله إلى "حماة" استمر حتى أكمل المهمة وقد شعر بعبء الكارثة على المتضررين ويضيف: «التبرعات وصلتنا من جميع أهالي "السويداء" بالإضافة لتبرعات من أبناء المحافظة في دول الاغتراب من "البرازيل والإمارات وليبيا والعراق وألمانيا والكويت والأردن ولبنان"، ووصلت التبرعات بالقيمة التقديرية إلى خمسة وثلاثين مليون ليرة».

من جهتها مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل تابعت على الأرض كل الأنشطة والمبادرات الإغاثية ومنها جمعية "حبر" وغيرها من الجمعيات التي شاركت حيث بلغ عددها 65 جمعية ومبادرة، وفق "سامر بحصاص" مدير الشؤون الاجتماعية والعمل الذي يؤكد لـ"مدونة وطن" أن الجمعيات بادرت بكثافة من اليوم الأول لجمع المساعدات والتواصل وهذا عمل تطوعي بدافع مد يد العون للأهل المتضررين من الزلزال.

أخيراً تستمر مبادرة "حبر" و"صبايا السويداء" "إيدي بإيدك" لجمع التبرعات بوتيرة سريعة، ومن كل المناطق ليحملن طرود المساعدات رسائل "كلنا معكم" و"كلنا أهل" كتبت بخط اليد على طرود الملابس والأدوية، ومختلف المساعدات التي جمعت بكميات كبيرة وبتواصل دائم لتلبية أي احتياج لعلها تكفي وتخفف ألم المتضررين.