فعل الزلزال فعلته وضرب ضربته الموجعة في مدينة "حلب"، ضحايا قضوا تحت أنقاض المنازل المدمرة، وآخرون كانوا في عداد المصابين، فقد كثيرون أحبتهم فيما بات عدد كبير منهم ضيوفاً في مراكز الإيواء وفي الحدائق والشوارع ينتظرون يد العون، لتغدو "حلب" هدفاً للمبادرات الإغاثية من الداخل والخارج.

موقع "مدونة وطن eSyria" جال على الكثير من الأماكن من مراكز الإغاثة، وسلط الضوء على بعض المبادرات التي نشطت منذ الساعات الأولى في مهامها الإنسانية.

عناصرنا جلهم من الشباب والشابات المتطوعين مع لجنة شباب وسيدات الأعمال، وهم مؤهلون ومدربون ولديهم الخبرة الكافية، وينطلق عملهم من تسجيل قاعدة بيانات للنازحين من حيث العدد والأعمار والحالات المرضية، وبيان أسباب اللجوء ووضع الأبنية التي هجروها، مع إمكانية الترميم والتضرر الجزئي أو الكلي أو العودة بعد إزالة المعوقات

استجابة فوريّة

يتحدث نائب مدير غرفة صناعة "حلب "عبد اللطيف حميدة" عن العمل الإغاثية الذي شمل كل أرجاء المحافظة عموماً وما قامت الغرفة بهذا الشأن على وجه الخصوص، ويقول: «انطلاقاً من المسؤولية المجتمعية للغرفة واستجابة للحالة الطارئة الناجمة عن آثار الزلزال الذي ضرب المدينة بقوة، سارعت "غرفة صناعة حلب" منذ اللحظة الأولى لوقوع الزلزال إلى الاستنفار وقامت في الساعات الأولى بتلبية احتياجات مديرية الصحة ومشافيها مع "مشفى حلب الجامعي" من الأدوية والمستلزمات الإسعافية لتقديمها للجرحى والمصابين، كما عملت الغرفة على تشكيل فريق عمل إغاثي مؤلف من مجموعة كبيرة من الصناعيين وتم التحرك باتجاه مراكز الإيواء السبعة، وبالتنسيق مع غرفة العمليات المشكلة في المحافظة، وجرى خلالها تقييم واقع الأسر النازحة والمنكوبة وتقدير احتياجاتها، كما تم الانتقال أيضاً لتلبية احتياجات مركزين إضافيين».

مبادرة غرفة صناعة حلب مع خيمة مضر الاحمد بتقديم المعونات والسلل الغذائية للمنكوبين.

وعن الكوادر العاملة يضيف نائب رئيس الغرفة: «عناصرنا جلهم من الشباب والشابات المتطوعين مع لجنة شباب وسيدات الأعمال، وهم مؤهلون ومدربون ولديهم الخبرة الكافية، وينطلق عملهم من تسجيل قاعدة بيانات للنازحين من حيث العدد والأعمار والحالات المرضية، وبيان أسباب اللجوء ووضع الأبنية التي هجروها، مع إمكانية الترميم والتضرر الجزئي أو الكلي أو العودة بعد إزالة المعوقات».

"ساعد من دمشق"

تابعت المدونة جولتها ووصلت إلى حي "الخالدية"، ورصدت نشاط الفريق الإغاثي لجمعية "ساعد" القادم من مدينة "دمشق" المهتم بتأمين وطبخ الوجبات الغذائية ونقلها في وقتها المحدد لمراكز الإيواء.

مساعدات ووجبات غذائية من جمعية ساعد القادمة من دمشق .

وعن مبادرة الجمعية يقول رئيس مجلس الإدارة "محمد عصام حبال": «فور وقوع الزلزال أعد فريقنا العدة للاستنفار ومساعدة أهلنا المنكوبين في جبلة ومحافظات "حلب واللاذقية وحماة" وتقديم كل أشكال الدعم والمؤازرة العاجلة، وصباح اليوم الثاني لوقوع الزلزال وصلنا إلى مدينة "حلب" مع قافلة معونات منوعة تحمل كافة المواد الغذائية والأدوية والمفروشات والألبسة بالتعاون مع كادرنا الفرعي بمدينة "حلب"».

وتقول عضو المجموعة "ماريت داود": «انضم فريقنا المدرب والمجهز لتلك الحالات والقادم من "دمشق" إلى فريق "حلب"، بمجموع متطوعين بلغ 150 متطوعاً من الشباب والشابات والمختصين بتحضير الوجبات الغذائية الطازجة في المطبخ المتخصص، حيث نقدم يومياً بحدود خمسة آلاف وجبة تشمل الأرز والفروج واللحوم والمعكرونة، والكل هنا يعمل مثل خلية النحل وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة حتى ننجز مهمتنا الإنسانية ومساعدة المنكوبين للتخفيف من آثار الزلزال، وهناك فريق آخر يقوم بتوضيب السلات الغذائية من المواد الناشفة المتنوعة».

مجموعة - قمح - جديل - والمساهمة بفتح الطرقات بحلب القديمة وتقديم المواد الغذائية لمنكوبي الزلزال بحلب.

مجموعة قمح

ولأن المصاب جلل والخسائر فادحة بالأرواح والمباني والمنشآت، سارعت الكثير من المجتمعات الأهلية لإطلاق مبادراتها الخيرية بغية التخفيف عن المنكوبين والنازحين والمكلومين.

ففي "حلب" قامت (مجموعة قمح– جديل) بتقديم أعمالها الإغاثية والخيرية لأهالي المدينة فوراً، وعن هذا النشاط تحدث عضو المجموعة المهندس "مصطفى الحسين" للمدونة قائلاً: «منذ صباح يوم الإثنين ولحظة وقوع الزلزال وبتوجيه من رئيس مجلس الإدارة المحامي "محمد جاسم الموسى" سارعنا لتقديم الدعم العاجل والفوري بكل ما نستطيع من إغاثات ومعونات عبر مؤسسة "جديل" للخدمات الإنسانية والثقافية، حيث زرنا صباح يوم الإثنين مراكز الإيواء المنتشرة في المدينة، والحدائق والمساجد والطرقات العامة لتقديم المواد الغذائية والمياه والمنظفات والبطانيات والفرش والألبسة الشتوية للأطفال والنسائية والكبار، وبالتعاون مع المحافظة تم تخصيص مركزين إضافيين في مدرستي المعتصم بحي "الفردوس" والتحرير بحي "بستان القصر"، وبالتنسيق مع الهلال الأحمر تم تزويد صالة "الحمدانية الدولية" مشروع (جريح وطن) بحاجته».

ويضيف: «يتألف كادرنا الإسعافي من خمسين عنصراً يصلون الليل بالنهار، وهم في حالة استنفار لتقديم مشروعنا الخير للمنكوبين من آثار الزلزال، وكذلك قمنا بالعمل داخل المدينة القديمة بالتعاون مع مجموعة من المهنيين والمهندسين في إزالة الأنقاض الناجمة عن آثار الزلزال، وفتح الطرقات وتجهيزها لإعادة ترميمها وعودتها لوضعها الطبيعي في أسواق "الأحمدية والطريق المستقيم" وصولاً لـ"باب إنطاكية" مروراً بـ"خان التبن"، وكذلك من محور "جامع الكمالية باتجاه حي العقبة ومحور جامع الشعيبية باتجاه أحياء العقبة والجلوم حتى جامع الماياتي"».

جهود فردية

وفي حي "السريان" وعند "مدرسة الكلمة"، قام المحامي "مضر الأحمد" بالتعاون مع أشقائه وأقاربه بنصب خيمتين تتسع كل واحدة لأكثر من خمسين نازحاً.

وعن مبادرته يقول: «بتوجيه من والدي "أحمد الأحمد" المقيم بمدينة "اللاذقية " والذي طلب مني وفور وقوع الزلزال، نصب الخيام مع تأمين التدفئة داخلها، وتقديم ثلاث وجبات من الطعام يومياً مع شراء البطانيات والفرش واللباس للمتضررين والسهر على راحتهم مع مراعاة خصوصية وضع الأطفال وشراء الحليب لهم، وكذلك الأدوية للمرضى وكبار السن والمحتاجين، حيث استقبلنا الجميع من دون أي تميز».

شهادات

وداخل تلك الخيم المنصوبة تحدثت السيدة "أم وفا" عن ظروف معاناتها من آثار الزلزال وتصدع منزلها في حي الأشرفية وخوفها من تساقط الجدران، ما اضطرها للجوء مع أولادها للخيمة المنصوبة قرب منزلها، شاكرة صاحب تلك المبادرة الخيرة الذي يمد العون للمنكوبين ويقدم لهم الوجبات الغذائية والماء والتدفئة.

أما العم "عمر بهلوان" يقول: «لجأنا إلى أحد المساجد القريبة لمنزلنا في حي "الحمدانية" بعد تعرض منزلنا لتصدعات وتشققات في الجدران، والأمور مقبولة هنا حيث تم تزويدنا بسبع بطانيات وثلاثة فرش أسفنج، وتقدم لنا وجبات الطعام من الإغاثات التي تصل من منظمة الهلال الأحمر، والتي شملت سلة معلبات غذائية مع المياه والخبز، وهناك مبادرات شخصية من أهل الخير تصلنا بشكل منتظم».

أما في ملعب الحمدانية الدولي وصالة السلة الحديثة فقد وصل عدد الوافدين إليه كما يقول رئيس اللجنة التنفيذية بالاتحاد الرياضي بحلب "أحمد مازن بيرم" إلى أكثر من سبعة آلاف، يُقدم لهم كل ما يحتاجونه من طعام وشراب ومياه ودواء وفرش وبطانيات، وتم تجهيز مطبخ ضمن المدينة الرياضية لهذا الغرض يفي بالحاجة ويمكن له تقديم الوجبات لمراكز إيواء أخرى.