على امتداد محافظة "طرطوس" انطلقت المبادرات الأهلية والمجتمعية التي نفذتها مختلف الفئات والشرائح العمرية، بهدف تقديم الدعم والتخفيف عن إخوتهم في المحافظات المتضررة من آثار الزلزال ومد يد العون والمساعدة في التخفيف من آثار الكارثة.

من البداية

في حديثه لـ"مدونة وطن" يقول "أوس يونس" صاحب فكرة المبادرة في قرية "سريجس" وما حولها: «بداية المبادرة كانت فردية على مستوى العائلة، حيث قمنا بإرسال معونات عبارة عن حقائب ألبسة متنوعة لأهلنا في "جبلة" بمساعدة أحد الأقارب، ثم تطور العمل من مبادرة عائلية إلى مبادرة شملت قريتنا "سريجس" والقرى المجاورة لها».

كانت انطلاقتنا من قرية "سريجس" من خلال جمع التبرعات في مبرة القرية، ثم عملنا على تأمين المستلزمات المتنوعة للأهالي المتضررين، وقمنا بإيصالها إليهم، عبر فريق العمل

ويضيف: «قمت بطرح فكرة المبادرة عبر صفحتي الشخصية على فيسبوك، ومشاركة عدد من الصفحات العامة وصفحات الأصدقاء، وعلى الفور بدأ الأهالي في قرية "سريجس" بالاتصال لتقديم المعونة، كما تمت الاستجابة من أهالي قرى "نعمو الغربية والكريم وبيت عثمان" التابعة لمنطقة "حمام واصل" في ريف "القدموس"، ونتيجة للاستجابة المباشرة للمبادرة، قام عدد من شباب القرية بالتطوع، حيث تم توزيع المهمات وتنسيقها فيما بينهم».

أهلية بامتياز

جانب من مبادرة القدموس

لم تعتمد مبادرة "سريجس" على أي من الجمعيات الخيرية أو مجموعات الدعم الاجتماعي والتنموي، ولا على المؤسسات الحكومية، بل تميزت بكونها حملة أهلية اجتماعية بامتياز، اقتصرت على الأهالي في القرى من مختلف الأعمار وبعض الفعاليات والتجار والصيدليات وأصحاب الأيادي البيضاء الذين دعموا الحملة بالسلات الغذائية المتنوعة والأدوية الضرورية، كما كان للأهالي في المغترب عظيم الأثر بدعم الحملة ونجاحها، كذلك شملت الحملة متطوعين من أصحاب وسائل النقل الذين قاموا بنقل المساعدات إلى الأهالي في المناطق المنكوبة في "جبلة" وريفها كما يوضح "يونس".

ويشير إلى أن المساعدات شملت الألبسة والأحذية والمواد الغذائية والزيوت والصابون، وكميات جيدة من الأدوية ومستلزمات الأطفال وسيرومات متنوعة ومضادات التهاب ومسكنات وأدوية القلب والضغط والسكري.

على الأرض

يقول "يونس": «في البداية قمنا بالتواصل مع ناشطين في المجال التطوعي ومراكز الإيواء وشباب موجودين على الأرض في مدينة "جبلة" وريفها، وقمنا بجمع المعلومات اللازمة حول الوضع في المنطقة والمواد التي نحتاج إلى تأمينها للتركيز عليها في حملتنا، فكان تركيزنا على العائلات التي استقبلت العائلات المنكوبة، أيضاً على الأهالي في مراكز الإيواء الذين يحتاجون الدعم».

بدوره يتحدث "علي محمود" عضو فريق "الروح بالروح" التطوعي، المشارك في تنسق عملية التوزيع ويقول: «كانت انطلاقتنا في صباح يوم الجمعة 10 شباط 2023 حيث تم العمل في قرية "البرجان" بالتنسيق مع جمعية "النورس"، كما قمنا بتوزيع /35/ سلة غذائية مع حقائب ألبسة متنوعة وبطانيات وأدوية وأحذية، وفي منطقة "رأس العين" و"القطيلبية والصيرة وسوكاس والزهيريات والرميلة والرعوش"، وفي هذه المناطق جميعها تم استهداف حوالي /70/ عائلة، بعدئذٍ توجهنا إلى مدينة "جبلة" مركز إيواء "شركة الساحل للغزل" لتوزيع ما تبقى من السلات والحقائب».

عمل تطوعي

الشاب "علي كفاح حسين" من طلاب كلية طب الأسنان في جامعة "حماة" يبين في حديثة لـ"مدونة وطن" أنه أمضى أوقاتاً شديدة القسوة في سكنه الجامعي في "حماة" خلال الزلزال الذي ضرب "سورية"، حيث اضطر للنزول كباقي زملائه وأهل المدينة إلى الشوارع في ظروف مناخية قاسية جداً، وفور عودته إلى محافظته "طرطوس" قرر "علي" أن يمد يد العون للأهالي الذين شردهم الزلزال، فكان له مشاركة لافتة في حملة التبرعات وجمع المساعدات في قرية "سريجس"، كما عمل على الأرض في مدينة "جبلة" وريفها.

أما المتطوع "وائل علي" يؤكد أن المبادرة سارت بشكل منظم بين كل من المتبرعين والمتطوعين من خلال جمع المساعدات وترتيبها وإيصالها بكل سلاسة إلى الأهالي المتضررين من الزلزال في مدينة "جبلة" وريفها".

بدوره يقول المتطوع "علي محمد خليل": «كانت انطلاقتنا من قرية "سريجس" من خلال جمع التبرعات في مبرة القرية، ثم عملنا على تأمين المستلزمات المتنوعة للأهالي المتضررين، وقمنا بإيصالها إليهم، عبر فريق العمل».

استجابة واسعة

وفي منطقة "بانياس" قامت جمعية "الزللو" الخيرية بحملة هدفت من خلالها إلى جمع تبرعات من أهالي القرية بحسب ما ذكره "إبراهيم إبراهيم" في حديثه لـ"مدونة وطن"، حيث بيّن أن الاستجابة جاءت أكبر من المتوقع، كلّ حسب قدراته وإمكانياته.

ويضيف: «بتاريخ 14 شباط 2023 قمنا بتسليم شاحنة مساعدات إلى المؤسسة السورية للتجارة احتوت كميات من مادة البطاطا وزيت الزيتون، والزيتون الجاهز للاستهلاك، بالإضافة إلى كميات من البندورة والليمون الحامض، والخبز، كذلك تم تسليم عدد من الفرشات والحرامات، والألبسة والأحذية الجديدة والمستعملة، كما تقوم الجمعية حالياً بزيارات إلى الحالات الفردية لتقديم المعونة اللازمة».

أما في منطقة "القدموس" قامت الشابة "مرام ونوس" بمبادرة لدعم الأهالي المتضررين في المنطقة، ذلك من خلال جمع المساعدات المتمثلة بالألبسة والأحذية ومستلزمات الأطفال والمواد الغذائية، مشيرةً إلى أن المبادرة حققت استجابة كبيرة من داخل منطقة "القدموس" وخارجها، حيث تم جمع كميات كبيرة جداً من المساعدات التي تم توزيعها على الأهالي المتضررين في منطقة "القدموس"، كذلك في محافظة "اللاذقية".

يذكر أن المبادرات الأهلية والمجتمعية لا تزال مستمرة لإيصال المساعدات إلى الأهالي في المناطق المنكوبة على امتداد الساحل السوري.

أجريت اللقاءات بتاريخ 12 و14 شباط 2023.