مرّت المسيرة الرياضية للكابتن "عبد الحسيك" بمحطتين رئيسيتين الأولى كلاعب في الألعاب القتالية سطع نجمه في الكاراتيه، والثانية كمدرِّبٍ وإداريٍ، نجح بتخريج لاعبين ومدرِّبين جدد أصبحوا فيما بعد أبطالاً رائدين بتلك الرياضات، وتميَّزت مسيرته الرياضية التي بدأت قبل نحو 35 عاماً بتعدد الرياضات القتالية التي مارسها.

بداية متميزة

ينطلق "عبد الهادي بحسيك" في حديثه لموقع مدونة وطن "eSyria" عن بدايات تلك المسيرة بقوله": «في سنِّ الثالثة عشرة بدأت المران برياضة "الكاراتيه" في نادي "الوثبة" الذي انتسبت إليه عام 1988، وكان لي شرف التمرُّن تحت إشراف المدربين القديرين "عمر عاتقي" و"عمر فياض".. أحببت هذه اللعبة كثيراً، وتدرَّجت بالفئات العمرية ونلت خلال السنوات العشر اللاحقة درجات الأحزمة المعتمدة لها وصولاً لدرجة الحزام الأسود "1 دان" سنة 1998، وبالسنة التي قبلها كنت قد حصلت على المركز الثالث ضمن بطولة الجمهورية للرجال، إضافةً لحصولي على لقب بطولة "حمص" للشباب مرتين متتاليتين قبل ذلك في عامي 1995-1996، المسيرة مع تلك اللعبة كانت قد انتهت عام 2000 لتنتقل لاحقاً إلى محطة رياضية أخرى ولعبة قتالية جديدة».

كلمة حقٍّ أقولها هنا: إن مثابرته بالتدريب وحبِّ الاطلاع طوال السنوات الماضية قد أعطياه خبرة واسعة بهذا المجال وبعلم التدريب كذلك، والأهم من هذا كله هي أخلاقه الرياضية الحميدة التي تجسَّدت واضحة بشخصه، ليكون مثالاً يحتذى به.. بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أعضاء الاتحادين الدولي والعربي لرياضات "قوة الرمي والدفاع عن النفس" فخورون به ونتمنى له دوام النجاح والتقدم بمسيرته الرياضية

الكيك بوكسينغ

شهد عام 1999 دخول لعبة "الكيك بوكسينغ" إلى "سورية" وهي لعبة قتالية جديدة كانت تُسمى "التماس المباشر"، وهي مزيج ما بين لعبتي "الكاراتيه" و"الملاكمة" وهذا ما اضطر "عبد الهادي بحسيك" للتدرُّب على يدي المدرِّب "طلال النجار" الملاكم صاحب البطولات الكثيرة. ويضيف قائلاً: «الشغف بتلك اللعبة دفعني كذلك للسفر مراراً إلى "لبنان" وتحديداً إلى نادي "يغمور" الرياضي، والتدرُّب بإشراف المدرِّب الدولي الدكتور "وليد قصاص" كي أتقن فنونها، و قوانينها، هذا الأمر جعلني أول مدرِّب لها في مدينة "حمص" وفي نادي "الوثبة" تحديداً لمدَّة 10 أشهر قبل الانتقال لاحقاً إلى نادي "شرطة حمص"، حيث باشرت تدريب المنتسبين الجدد الراغبين بتعلُّم اللعبة وبمساعدة "محمد علي" و"محمود النجار" وهما من أبطال لعبة "الملاكمة"، وخلال السنوات التالية بدأت اللعبة بالانتشار أكثر على مستوى المحافظات والأندية ما دعا لتأسيس "الاتحاد العربي السوري للكيك بوكسينغ" سنة 2002، وترأست حينها اللجنة الفنِّية الأولى الخاصة بها في المدينة ولمدة عامين لاحقين».

بعض من الشهادات الحاصل عليها

شغف التدريب

المدربان عبد الهادي بحسيك وجاسم شبيب

خلال تلك الفترة كانت مثابرة "بحسيك" مستمرة لأجل تطوير مهاراته التدريبية والتحكيمية، ولأجل ذلك اتبع الدورة التدريبية الأولى لتأهيل المدرِّبين والحكَّام التي أقامها اتحاد اللعبة عام 2002، بالإضافة لدورات متتالية تمَّ من خلالها اعتماده حكماً، ومدرِّباً من الدرجة الأولى ليصبح عضواً بأول لجنة عليا للمدرِّبين في "سورية" بتلك اللعبة، ليختمها بالحصول على شهادة "مدرِّب دولي" بالتصنيف C بعد إيفاده سنة 2010 لإتباع دورة تدريبية في "إيران"، عمل مدرباً وادارياً في نادي "شرطة حمص" عام 2004 وكلِّف بالإشراف على ألعاب القوة وحقق النادي مراكز متقدِّمة ببطولات الجمهورية وبالفئات العمرية المختلفة أمثال: "شاهر مسلماني" و"خالد شمسيني" و"إياد منصور" وغيرهم خلال الفترة ما بين عامي 2002-2010 كما يقول بحديثه مع موقع مدونة وطن "eSyria".

القتال الرياضي

رغبة "بحسيك" وشغفه بالرياضات القتالية والخبرة التي حققها طوال السنوات الماضية كانت دافعاً له لمواكبة كلِّ ما هو جديد، والعمل من أجلِّ تحقيق الريادة على مستوى الألعاب التي دخلت حديثاُ إلى "روزنامة" تلك الرياضات ومنها "قوة الرمي والدفاع عن النفس" التي تحدَّث عن مسيرته معها قائلاً: «هذه اللعبة وصلتنا عام 2010 وهي رياضة قتالية شاملة تعتمد على تدريبات القتال الرياضي العسكري إلى جانب قتال السلاح الأبيض، وقد حرصت مع لاعبيَّ على حضور الدورات التدريبية الأولى التي جرت في "سورية"، وحصيلة الدورات التي اتبعتها، والأبحاث التي قدَّمتها كانت نيلي درجة "القبضة السادسة" بهذه اللعبة، وهي ثاني أعلى درجة على مستوى "سورية" والأولى على مستوى مدينة "حمص"، وحالياً أشغل منصب "رئيس لجنة المدرِّبين العليا" في "سورية" وعضو "لجنة المدربين العرب" أيضاً.

البروفيسور وليد قصاص

إنجازات..

حصيلة مسيرة المدرِّب "بحسيك" بحسب متابعته الحديث مع موقع مدونة وطن "eSyria" كانت إشرافه على تدريب منتخب "سورية" الوطني للعبة "الكيك بوكسينغ" عام 2011 لفئتي الرجال والشباب، إلى جانب مشاركته ببطولة "آسيا" التي أقيمت في "إيران" كحكم دولي ، وقام بالإشراف على الحكَام المشاركين ببطولات الجمهورية على مدار السنوات السابقة ولغاية يومنا هذا، وحقق مع نادي الشرطة لقب أول بطولة على مستوى الجمهورية عام 2020 الخاصة بلعبة "قوة الرمي والدفاع عن النفس" والتي شارك فيها 13 نادياً سورياً، إضافةً لإشرافه على تأسيس منتخبي السيدات والشابات اللذين حققا نتائج متقدمة في بطولة العرب التي أقيمت في "دمشق" عام 2022، ومن أهم اللاعبين الذي حصلوا

على ميداليات فيها "بتول جعفر" و"حيدر الصارم" وهما من لاعبي نادي "شرطة حمص" المشرف على إدارته.

مثال وقدوة..

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع البروفيسور "وليد قصاص" رئيس "الاتحاد الدولي والعربي لرياضات قوة الرمي والدفاع عن النفس" المقيم في "لبنان" وبتصريح حصري يقول: «كثيرون هم من عرفوا "عبد الهادي بحسيك" المدرِّب الرياضي الخلوق، والذي يعمل بجدٍّ كبيرٍ قاصداً خدمة الرياضة عموماً في "سورية" والرياضات القتالية ومنها "قوة الرمي والدفاع عن النفس" خصوصاً، يظهر ذلك من خلال المراكز التدريبية العديدة التي أدارها وأشرف عليها ودرِّب فيها، وحتى المراكز الإدارية التي وصل إليها.. عرفته بمرحلة مبكرة من حياته الرياضية مدرِّباً، وحكماً، وإدارياً، حيث شارك بعديد الدورات التحكيمية والتدريبية التي حاضرت بها شخصياً في "سورية" برياضتي "الكيك بوكسينغ" و"قوة الرمي"».

ويضيف: «كلمة حقٍّ أقولها هنا: إن مثابرته بالتدريب وحبِّ الاطلاع طوال السنوات الماضية قد أعطياه خبرة واسعة بهذا المجال وبعلم التدريب كذلك، والأهم من هذا كله هي أخلاقه الرياضية الحميدة التي تجسَّدت واضحة بشخصه، ليكون مثالاً يحتذى به.. بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أعضاء الاتحادين الدولي والعربي لرياضات "قوة الرمي والدفاع عن النفس" فخورون به ونتمنى له دوام النجاح والتقدم بمسيرته الرياضية».

بصمات متميزة

يحسب للمدرِّب "عبد الهادي بحسيك" مساهمته بتأسيس "الاتحاد العربي السوري للكيك بوكسينغ" والريادة بإدخال هذه الرياضة عام 2000 إلى نادي "شرطة حمص" كما يذكر "جاسم شبيب" أحد المدربين المعروفين بحديثه مع مدونة وطن "eSyria": «إلى جانب مساهمته بتشكيل المنتخبات المحلية والوطنية التي حقق لاعبوها – وأنا كنت منهم – مراكز متقدمة ببطولات الجمهورية المحلية والبطولات العربية ومنهم على سبيل المثال لا الحصر اللاعب "وائل الحموي" الذي حقق المركز الأول ضمن "بطولة العرب للشباب" إلى جانب اللاعب "شاهر مسلماني" وآخرين، فإن جهوده واضحة بانتشار هذه اللعبة في مدينة "حمص" من خلال مساهمته بافتتاح المراكز التدريبية لها، كذلك مساعيه وجهوده لتعليم وتطوير ونشر رياضة "قوة الرمي والدفاع عن النفس" ».

نذكر أخيراً بأن "عبد الهادي بحسيك" من مواليد عام 1975 متزوج ولديه ولدان، ويشغل حالياً منصب "نائب رئيس اللجنة العليا لرياضات قوة الرمي" ضمن "الاتحاد العربي السوري للفنون القتالية" ومدرِّب وحكم معتمد بلعبة "المواي تاي" وقد تمَّ اللقاء معه بتاريخ 20 كانون الأول 2022.