لا يمكن حصر سيرة الراحل الدكتور "عارف تامر العلي" في مجال أدبي دون آخر، فمسيرة حياته الأدبية المتنوعة فيها الكثير من محطات الشعر والأدب والبحث والترجمة وغيرها.

حصل الراحل على الدكتوراه من "مونتريال" بـ"كندا"، وكان عضواً في الجمعية الآسيوية الملكية- "بريطانيا"، وجمعية الدراسات الإسلامية "الهند" ودائرة المعارف اللبنانية ودائرة التأليف والترجمة "باكستان".

كان بمثابة الأب، ومنه تعلمت حب العلم والمعرفة والبحث، كنت أحب مجالسة زواره والاستماع إليهم مثل الشاعر "أنور الجندي"، الدكتور "وجيه البارودي"، الأستاذ "حسن الأمين" الشاعر "وديع ديب"، وكنت رفيق سفره وخاصة إلى "بيروت" حيث كان يلتقي هناك بأدباء وشعراء مثل "مناح بك الصلح" و"ميشيل أبو جودة" و"غسان تويني" وغيرهم، وقرأت معظم كتبه ومقالاته

أجاد اللغتين الفرنسية والإنكليزية، فعمل مدرساً للغة الفرنسية في ثانويات "سلمية" ولتاريخ الشرق الأوسط في جامعة "القديس يوسف"- "بيروت"، اختص بدراسات وأبحاث الفلسفة والأدب والتاريخ الإسلامي وترك إرثاً أدبياً كبيراً، قبل أن يرحل في عام 1998.

دكتور العصبية وردان تامر ابن أخ الدكتور الراحل عارف تامر

حبّ العلم والمعرفة

الباحث نزار كحلة

يتحدث الطبيب "وردان تامر" ابن أخ الدكتور الراحل عن محطات من حياة عمه الراحل ومسيرته الدراسية والعلمية ويقول: «الدكتور "عارف ابن الأمير تامر العلي" المولود في "القدموس" 1921، درس المرحلة الابتدائية في اللاييك بـ"طرطوس" والإعدادية في الكلية الوطنية "بانياس" والثانوية في الفرير بـ"اللاذقية"، والجامعة في كلية الآداب التابعة لجامعة القديس "يوسف" في "بيروت"، والدكتوراه في "مونتريال" بـ"كندا".

زار العديد من الدول في "إفريقيا" و"الهند" و"باكستان" و"إيران" و"تركيا" وأوروبا، لتحقيق مخطوطات والاستزادة من العلم وتزوج ولم ينجب أولاداً».

الباحث غالب المير غالب

ويضيف: «كان بمثابة الأب، ومنه تعلمت حب العلم والمعرفة والبحث، كنت أحب مجالسة زواره والاستماع إليهم مثل الشاعر "أنور الجندي"، الدكتور "وجيه البارودي"، الأستاذ "حسن الأمين" الشاعر "وديع ديب"، وكنت رفيق سفره وخاصة إلى "بيروت" حيث كان يلتقي هناك بأدباء وشعراء مثل "مناح بك الصلح" و"ميشيل أبو جودة" و"غسان تويني" وغيرهم، وقرأت معظم كتبه ومقالاته».

إنتاج غزير

الباحث "غالب المير غالب" رئيس مجلس إدارة جمعية العاديات في "سلمية" يتحدث عن مؤلفات الراحل وأعماله الفكرية ويقول: «بدأ إنتاجه الغزير منذ بداية الستينيات من مؤلفات أدبية وتاريخية وشعرية، ونشر دراساته وقصائده الشعرية في العديد من المجلات الأدبية في "سورية" و"لبنان" و"مصر"، وامتاز شعره بالرقة التي يغطيها بلمسات صوفية، وتجاوزت مطبوعاته الخمسين ما بين تحقيق وقصة ومسرحية وتأليف، ونال الدكتوراه الفخرية في الآداب عن مجمل أعماله الأدبية من الجامعة الوطنية في "كندا" عام 1980، ومن مؤلفاته: دواوين شعر مخطوطة بعنوان أصداء العشيات، أروى بنت اليمن، سلسلة اقرأ المصرية وابن هانئ الأندلسي، دراسات أدبية للشاعر "تميم بن المعز الفاطمي"، ومن المشرق إلى المغرب، دراسات تاريخية منها "سنان" و"صلاح الدين" والقرامطة والإمامة في الإسلام، وموسوعة الخلفاء الفاطميين وموسوعة تاريخ الإسماعيلية، وعشرات من المؤلفات الأخرى، ومن تحقيقاته "أساس التأويل ورسائل إسماعيلية، والعقيدة الشافعية والعقيدة الصورية، والرياض وتاج العقائد، وجامعة الجامعة لإخوان الصفاء وإثبات النبوءات والإيضاح والهفت والأظلة».

موسوعة إسلامية

من جهته يقول الباحث التاريخي "نزار كحلة": «لم أعرف الدكتور الباحث والأديب "عارف" شخصياً ولم ألتقِ به، لكنني قرأت له العديد من الكتب التاريخية خاصة التي تتعلق بتاريخ الدولة الفاطمية ودولة القرامطة وتاريخ الجماعات الإسماعيلية في التاريخ الإسلامي، ونتاجاتهم الفكرية والدينية والفلسفية ومن هذه الكتب "حقيقة إخوان الصفا، الرسالة جامعة الجامعة (رسائل إخوان الصفاء) والإمامة في الإسلام، والقرامطة، وأروى بنت اليمن، والموسوعة التاريخية للخلفاء الفاطميين".. لاشك أن الباحث والأديب والمترجم الراحل كان غزير الإنتاج وموسوعي المعرفة، خاصة في تاريخ الإسلام وبالتحديد في تاريخ الحركات الفكرية فيه، وقد أغنى المكتبة العربية بالعديد من الكتب المهمة ذات الطابع الديني، وربما كان هذا الاتجاه في البحث والتأليف قد تسبب له ببعض الاختلافات الفكرية مع بعض الباحثين الآخرين، لكنه يبقى باحثاً على مستوى رفيع وإن عانت بعض كتبه من مشكلة في التوثيق الدقيق، وهي مشكلة عانى منها أغلب الباحثين المعاصرين وليست حصراً به».

يذكر أن الدكتور الباحث والأديب "عارف تامر" ولد عام 1921 وتوفي عام 1998 ودفن في "سلمية".

أجريت اللقاءات في 10 كانون الثاني 2023.