مدرّب الحراس "أحمد أبودان".. ظلمته الإصابة وأنصفته ميادين التدريب

لم تمنعه إصابته القاسية التي تعرض لها عندما كان يحرس شباك فريقه "عفرين"، والتي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة، من إكمال مسيرته الرياضية وعودته للملاعب مجدداً من بوابة التدريب، فقد أثبت الكابتن "أحمد أبو دان" جدارة في هذا المضمار، وبرهن على علو كعبه في مجال التدريب، ونال ثقة كل من تعامل معه بفضل خبرته الطويلة، وأخلاقه العالية وحبه وإخلاصه لعمله.

البداية

بدأ الكابتن "أبودان" مشواره في الملاعب مع فريق "أهلي حلب" ولعب في جميع الفئات، وحاز معهم عدة بطولات، ومثل المنتخب الوطني لفئتي الناشئين والشباب، ثم بدأ مسيرة الاحتراف لعباً وتدريباً في عدة أندية محلية وعربية، ونال الكثير من الجوائز والشهادات لحسن سيرته ورفعة مستواه في الملاعب.

موقع "مدونة وطن eSyria" التقى الكابتن والحارس الدولي السابق لنادي "حلب الأهلي" "أحمد أبو دان" أثناء قيامه بحصة تدريبية لحراس ناديه في ملعب النادي بـمنشأة النادي بـ"حي الشهباء"، واستمع منه لسيرة حياته منذ البدء في ملاعب الكرة، وقصة تحوله و دراسته لعلوم تطوير مركز حراسة المرمى بعد اتباعه عدة دورات (بروفيشنال) بهذا الخصوص.

الشهادات الدولية التي نالها الكابتن "ابو دان" في أصول تدريب حراس المرمى.

يقول "أبودان": «أنا من مواليد عام 1980 في حي "الجميلية" المتاخم لنادي "أهلي حلب" تماماً، كانت بدايتي في الملاعب عندما شكّلت في مدرستي الابتدائية "صقر قريش" مع زملائي المحبين للعبة، فريقاً لكرة القدم ولعبنا ببطولة مدارس المحافظة، وتفوقنا وأحرزنا بطولة المحافظة، ومنذ تلك الفترة كنت أميل للعب بمركز حراسة المرمى، وبعدها ذهبت بمفردي لنادي "أهلي حلب" حالياً، "الاتحاد" سابقاً لاختبار ذاتي وإمكانية اللعب، وشاهدني بوقتها المدرب "عدنان شنكان" وطلب مني الوقوف بالمرمى أثناء حصة تدريبية لفريق الأشبال الذي كان يمرّنه، ووجه لاعبي فريقه بالتسديد ومن جميع زوايا الملعب وبقوة، ولمدة ربع ساعة لاختباري ومعرفة قدراتي، وبعد انتهاء التمرين أشاد بمستواي وسجلني في صفوف فريقه كحارس أساسي، ولعبت بعدها بفريق الأشبال مع الكابتن "زكريا حمامي"، ومن ثم مع فريق الناشئين مع الكابتن "عمار أيوبي"، وفزنا ببطولة الدوري موسم 1997، وانتقلت لفريق الشباب تحت إشراف المدرب "أمين آلاتي"، وكذلك نلنا بطولة الدوري العام موسم 1999، وفي الموسم نفسه أحرزت لقب أفضل حارس بالدوري، وفي تلك المرحلة طلب مني المدرب "أحمد هواش" الالتحاق بفريق رجال النادي موسم 1997».

وداع العرين

نظراً لبراعته وتميزه في مركز حراسة المرمى رغم صغر سنه، تمت دعوته للعب بصفوف المنتخب الوطني للناشئين، وبعدها لمنتخب الشباب وتمثيله في تصفيات كأس آسيا، وبعد أدائه خدمة العلم، عاد ولعب كحارس مرمى أساسي لفريق "عفرين" في الدوري الممتاز ولمدة أربعة مواسم.

صورة عن الكتاب الرياضي الذي ألفه الكابتن "ابو دان" بعنوان "هذا منزلي"

يضيف "أبودان": «أثناء إحدى مباريات مسابقة كأس الجمهورية مع فريق الكرامة، ولحظة خروجي لقطع كرة خطرة من أمام محترف فريق الكرامة، اللاعب البرازيلي "فابيو"، اصطدمت به وتعرضت لإصابة قوية أبعدتني عن الملاعب، وعندما تيقنت من استحالة عودتي للملاعب، قررت حينها الاستفادة من خبرتي التي قضيتها بالملاعب، والتخصص بشكل معمق واتباع دورات عالية المستوى في مركز تطوير حراسة المرمى».

احتراف التدريب

وعن مشواره في التدريب، يتابع الكابتن "أبودان" حديثه للمدونة بالقول: «لأجل صقل عملي الرياضي وبشكل علمي واحترافي بعيداً عن العشوائية والروتين، اتبعت عدة دورات تدريبية محترفة في مركز حراسة المرمى، ومن أهمها حصولي على شهادة تدريب من الاتحاد الآسيوي لتدريب حراس المرمى في "البحرين"، أعوام 2016 و2018، وشهادة رابطة المدربين العرب المحترفين عام 2018، ومعايشة تدريبية في علم التدريب حراسة المرمى بنادي "بشكتاش" التركي، وقمت بتأليف أول كتاب عربي عن حراسة المرمى بعنوان "هذا منزلي"، ويتضمن مئتي وحدة تدريبية ملونة مع الشروحات العملية والصور، ونال هذا الكتاب إعجاب كبار المدربين المحليين والعرب والآسيويين، وعملت مدرب تطوير مركز الحراسة في نادي "صور العماني"، ومدرب حراس نادي "الفيصلي" الأردني عام 2021».

شهادات رياضية للكباتن "أيمن حزام - سعد سعد - فادي المرعي".

ويضيف: «عملت محلياً في عدة أندية منها مدرب حراس أندية "الأهلي" بكافة الفئات (ناشئين وشباب ورجال) لسنوات طويلة، ومدرب حراس نادي "جبلة"، ومدرب حراس نادي "تشرين"، ونلت بطولة كأس الجمهورية مع نادي "أهلي حلب" موسم 2022، وبطولة الدوري مع فريق "تشرين" موسم 2019».

مكسب كبير

مشرف كرة رجال" أهلي حلب" الكابتن "أيمن حزام" يقول: «أعتبر تعاقدنا هذا الموسم مع الكابتن "أبودان" صفقة ناجحة، وموفقة للعمل على تطوير حراسنا، لما يمتلكه من خبرة ودراية وإمكانات فنية وعلمية تفيد الفريق.. نحن في "نادي الأهلي" نفخر به لاعباً سابقاً بصفوف نادينا ولسنوات طويلة، أحرز معنا عدة بطولات سابقة، وهو مكسب كبير لأي فريق يريد تطوير حراس مرماه».

بدوره يقول الحارس الحالي لفريق "أهلي حلب" "فادي المرعي: «أعتز وأفتخر بمدربي الكابتن "أحمد"، فهو يعمل على رفع حالتي النفسية والذهنية معاً، له أسلوبه الخاص والمميز بالتدريب، استفدت كثيراً من فترة وجوده معنا، وساعدني على رفع مستواي، هو مكسب لأي فريق ويتمتع بقدر كبير من المعلومات العلمية والأكاديمية الخاصة بتطوير مركز حراس المرمى».

إداري فريق كرة "أهلي حلب" الحالي "كابتن سعد سعد" يصف المسيرة الرياضية للكابتن "أبودان" بالناصعة، مضيفاً: «هو مخلص ومحب لعمله وتمارينه، وبعد تحوله لمدرب محترف ازدادت مهامه ومسؤولياته من خلال حرصه على زيادة الثقافة البدنية والفكرية وتطويريه للحراس الذين يشرف على تدريبهم.. يحضِر للحصة التدريبية قبل ساعة من موعدها، وهو دائماً على أهبة الاستعداد والجاهزية، ولديه برنامج مخصص وممنهج لكل يوم، يبدأ التمارين بالإحماء لحراس المرمى، ثم ينتقل بعدها لتطبيق الدروس العملية، لا يكل ولا يمل بإعطاء النصائح، مخلص بعمله لأبعد الحدود».

تم إجراء اللقاءات والتصوير بتاريخ التاسع من شهر تشرين الثاني لعام 2022 بملعب نادي "أهلي حلب" بحي الشهباء.