تأسس فريق "قادرون" عام 2016 في جمعية "فضا" للتنمية المجتمعية في محافظة "طرطوس"، وهو فريق مؤلف من الشباب المهتم بالعمل المجتمعي، بالإضافة إلى عدد من الجرحى ممن كان هدفهم تحقيق الدمج المتبادل بين الجريح والمجتمع، وبناء القدرات لترسيخ فكرة العمل المجتمعي، من أجل إحداث تغييرات إيجابية في المجتمع.

مُبادرات

في حديثه لـ"مدونة وطن" يبيّن مدير الفريق "عاطف محفوض"، أنه في البداية تمّ اتباع برنامج بناء القدرات، إلى جانب عدد من الدورات والورشات، لينتقل الفريق بعدئذٍ إلى العمل على أرض الواقع.

إن ما يميّز أعضاء الفريق هو الفكر التنموي والشغف للعمل والسعي لإحداث التغيير الإيجابي، والإيمان بقدرات الشباب على الإنجاز والعمل رغم كل الظروف والعوائق في كل المجالات

ويضيف: «إن ما يميّز أعضاء الفريق هو الفكر التنموي والشغف للعمل والسعي لإحداث التغيير الإيجابي، والإيمان بقدرات الشباب على الإنجاز والعمل رغم كل الظروف والعوائق في كل المجالات».

جانب من الأنشطة المتنوعة للفريق

يقول "محفوض": «في العام 2016 كانت المبادرة الأولى للفريق مع جمعية "فضا"، والتي تضمنت تحليل واقع مديرية الصحة والمستوصفات، فقمنا بإنشاء عدد من "الرامبات" في عدد من هذه المستوصفات لتسهيل حركة ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم توجه الفريق للعمل في المجال الإنساني وذلك في مدرسة "غياث أحمد"، حيث تمّ تقديم الدعم النفسي والمعنوي لعدد من الحالات، بالإضافة إلى إجراء بعض العمليات الجراحية لبعض الأطفال بعد أن تم جمع المبالغ المطلوبة، وخلال عام 2020 كانت للفريق مشاركة بمبادرة الاستجابة للتصدي لجائحة كورونا، وفي عام 2021 أقمنا ندوةً ثقافية تحت عنوان "الاقتصاد الاجتماعي ودور المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دعم الاقتصاد الوطني"، كذلك في العام نفسه تمت إقامة العديد من الدورات التنموية لفئة اليافعين، منها دورة بناء وتعزيز الثقة بالنفس، ودورة إدارة الوقت».

نشاطات ثقافيّة

وإضافة إلى المبادرات الإنسانية خصص الفريق جانباً للنشاطات الثقافية، وفي هذا السياق يقول "محفوض": «اتجهنا نحو المجال الثقافي، مستهدفين شريحة الأطفال، فأقمنا العديد من الفعاليات تضمنت مسرحيات وكورال وفريق باليه ورقصاً شعبياً، وعدداً من الندوات الثقافية، كان أولها في منطقة "الشيخ سعد" عام 2017، حيث تم تقديم عمل مسرحي وفقرات رياضية وغنائية، كذلك فعالية ثقافية في المركز الثقافي في "صافيتا"، وفي العام 2018 أقمنا فعالية باسم "سوا منقدر" تضمنت فقرات باليه وعملاً مسرحياً، وفي عام 2019 أنجزنا فعالية بعنوان "عبق النصر" تضمنت كورال أطفال وعملاً مسرحياً أيضاً، أما في العام 2022 قمنا بتنظيم كورالات قدمها كورال "براعم" وكورال "سي بي مول"، كما تم إطلاق مبادرة "خطوة سلام" بمناسبة يوم السلام العالمي، وتضمنت حفلاً غنائياً قدمه كورال "سي بي مول" بالتعاون مع الفريق، كذلك نشاط تفاعلي في مدرسة "الرادار" عن نبذ العنف وتعزيز قيمة التسامح وتحقيق السلام، أيضاً أقمنا ماراثون دراجات من كورنيش "طرطوس" إلى مدينة "عمريت" الأثرية بالتعاون مع الكابتن "رامي الخطيب".

ماراثون من طرطوس إلى عمريت

كما أقام الفريق مع "كافيه آبل" بمناسبة يوم اللاعنف نشاطاً تضمن رسم لوحة جدارية تحوي عبارات عن المحبة والتسامح، وماراثون دراجات من كورنيش "طرطوس" إلى غابة "عمريت"، وجلسة حوارية تناولت العنف وأدوات الحد منه من خلال الحوار والوساطة والتفاوض».

نحو الهدف

يتميز فريق "قادرون" بالعمل في مختلف المجالات، والتجديد الدائم للأفكار، وبمبادراته وأنشطته الدائمة، والتي يهدف من خلالها إلى تحقيق أكبر قدر من الفائدة، واستهداف كافة شرائح المجتمع، وخلق الأثر الإيجابي، فمن خلال العمل الدائم من شريحة الأطفال يسعى الفريق إلى بناء شخصية الطفل، وتعزيز القيم لديه، كما يسعى من خلال استهدافه لليافعين إلى توجيه الأنظار لتفهم أهدافهم وتعزيز الثقة لديهم، وإدارة وقتهم بالشكل الأمثل.

كذلك يسعى الفريق من خلال التوجه لشريحة الشباب إلى فهم احتياجاتهم، وتقديم الدورات التي تؤهلهم وتمكنهم من الدخول في سوق العمل، وتحقيق الاكتفاء الذاتي لديهم.

تشاركيّة مجتمعيّة

يعتمد فريق "قادرون" في الترويج لأنشطته ومبادراته بالاتصال وبناء العلاقات مع كافة القطاعات والمجتمع المحلي، والتي تعززت من خلال الفكر المتجدد والمختلف، والأثر الإيجابي الذي يتركه الفريق بعد كل مبادرة أو نشاط، كذلك من خلال الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي لعبت دوراً مهماً في إيصال أهداف الفريق وتوثيق أنشطته.

ومنذ تأسيسه واجه فريق "قادرون" عدداً من الصعوبات التي كان لا بدّ من التفكير لإيجاد منهجية ملائمة لتلافيها وحلها، وعن هذه الصعوبات يشير "محفوض" إلى أن من أبرز الصعوبات التي تواجه فريق العمل حتى اليوم عدم توافر أي دعم أو تمويل لتحقيق الرؤية والأهداف، كذلك عدم وجود أي جهة تتبنى هذه الرؤية، الأمر الذي مثل تحدياً كبيراً لفريق العمل، وبحال توافر الدعم اللازم سيتم تنفيذ الكثير من الأفكار، وتحقيق الأهداف التي ستنعكس بشكل إيجابي على المجتمع ككل.

وتتمثل منهجية العمل المتبعة لتذليل العقبات، حسبما يقول مدير الفريق، بالتوجه نحو العمل التشاركي، والاستفادة من رأس المال المجتمعي، لتعزيز فكرة التعاون والعمل والإنجاز لأهداف مهما كانت صغيرة، لذلك من الضروري جداً وجود فرق تمتلك ميزة العمل التنموي والمجتمعي، وتوجيه وتوحيد الجهود لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع.

روح الفريق

"خلود محمود حسن" مديرة كورال "براعم" توضح أن أكثر ما يميز فريق "قادرون" هو العمل بروح الفريق، وقدرتهم العالية على التعامل مع كافة الشرائح والجهات، هذا إلى جانب قدرتهم على خلق الأفكار المتجددة والخلّاقة والهادفة والمختلفة عن بقية الفرق.

وتضيف: «يعمل الفريق على التخطيط لكل نشاط أو مبادرة بشكل مفصل، وتبادل الآراء والأفكار بهدف الوصول إلى تحقيق الأثر المطلوب، وهذا ينعكس بشكل إيجابي على نجاح أي عمل، كما لمسنا من خلال التعاون المستمر مع الفريق أنهم يهتمون بتوزيع المهام بالشكل الصحيح، والمتابعة الدقيقة للتنفيذ».

وعن تعاون فريق "قادرون" مع كورال "براعم" تضيف: «كانت بداية انطلاقة الكورال مع الفريق ضمن فعالية "عبق النصر" عام 2019، حيث قمنا بتشكيل فريق عمل مشترك وتبادلنا الأفكار ووضعنا الحلول للمشكلات بشكل تشاركي وتفاعلي، وبشكل عام عند التنظيم لأي فعالية يعمل فريق "قادرون" على تقديم مقترحات لترتيب الأغاني بشكل يتناسب مع الحفل والعرض، إلى جانب ذلك يتميز الفريق بقدرته على التفاعل مع الأطفال خلال التدريب والبروفات، ما ساهم بالتخفيف من توتر الأطفال المشاركين وإتمام كل مشاركة بنجاح كبير ولافت، ولهذا أستطيع أن أقول إننا في كورال "براعم" تمكنا من تشكيل فريق عمل متكامل مع "قادرون"، وهذا انعكس من خلال تعاوننا في عدة مشاركات وفعاليات منها بمناسبة عيد الشهداء، وأخرى في يوم السلام أفراح النصر، وغيرها من المناسبات».

بالاتجاه الصّحيح

الشاب "محمد ديب" انضمّ إلى الفريق عام 2019 من خلال مشاركته في عدد من المبادرات والفعاليات، ويشير "ديب" أنهم من خلال عملهم كفريق يمكنهم العمل على كل ما من شأنه إيصال الفكرة والرسالة إلى الفئة المستهدفة سواء كان الموضوع علمياً أو فنياً أو ثقافياً، مبيّناً أن عدد أعضاء الفريق آخذ بالتزايد يوماً بعد يوم، وهذا دليل على نجاح الفريق في توصيل الفكرة وخطواته الصحيحة نحو الهدف على الرغم من اختلاف الاهتمامات والإمكانات بين الأعضاء.

ويتألف فريق "قادرون" من عدد من الشباب منهم: "عاطف محفوض" مدير الفريق ومدرب تنمية بشرية وميسر فرق ومجموعات وهو حاصل على إجازة في الاقتصاد وناشط في مجال العمل المجتمعي والإنساني وواحد من جرحى الحرب.

أيضاً "علي الأحمد" مهندس ميكانيك حاصل على ماجستير في الهندسة، وناشط مجتمعي وإنساني، ومن جرحى الحرب.

"مرهف منصور" مدرس لغة عربية، "ميراي عيسى" مدربة رياضة باليه وجمباز، "محمد ديب" كاتب وممثل ومخرج مسرحي، و"جودي علي" حاصلة على شهادة في الاقتصاد، و"رفاه حمود" صيدلانية.

يذكر أن اللقاءات أجريت بتاريخ 7 و21 تشرين الثاني 2022.