تدرج التعليم الشرعي في "سورية" بين عدة مراحل، إنطلاقاً من الكتاتيب وصولاً إلى المدارس الشرعية التي كان الدور البارز في نشر التعليم الشرعي، وتكريس ونشر الفكر الوسطي المعتدل الذي تميز به علماء بلاد الشام المعروفين بالوسطية والاعتدال، وهو منهج سار عليه التعليم الشرعي في محافظة "حمص" منذ نشأته وحتى وقتنا الراهن.

الاعتدال

يقول الشيخ والباحث "عبد اللطيف البريجاوي" من مديرية أوقاف "حمص"، في حديثه لمدونة وطن: «يعتبر التعليم الشرعي أحد ركائز نشر العلم الصحيح والوسطي، وقد كان له أثره الكبير في نشر الوسطية والاعتدال في الإسلام، وقد اعتنت وزارة الأوقاف بالتعليم الشرعي، وسهلت إحداث المدارس الشرعية، لإيمانها العميق بضرورة نشر العلم الشرعي، وفق المنهج الصحيح الذي تتبناه وزارة الأوقاف، لأن خريجي هذه المدارس سيكونون مدرسين وعلماء وخطباء».

يعتبر التعليم الشرعي أحد ركائز نشر العلم الصحيح والوسطي، وقد كان له أثره الكبير في نشر الوسطية والاعتدال في الإسلام، وقد اعتنت وزارة الأوقاف بالتعليم الشرعي، وسهلت إحداث المدارس الشرعية، لإيمانها العميق بضرورة نشر العلم الشرعي، وفق المنهج الصحيح الذي تتبناه وزارة الأوقاف، لأن خريجي هذه المدارس سيكونون مدرسين وعلماء وخطباء

الريادة والتربية

ويضيف "البريجاوي": «كانت أقدم مدرستين شرعيتين في محافظة "حمص" مدرسة "خالد بن الوليد" الشرعية، التي تأسست عام 1924م، وكان مقرها فوق جامع "الدالاتي"، ثم انتقلت إلى جامع "النخلة العمري"، ثم إلى مقابل جامع "خالد بن الوليد"، ثم مدرسة علماء "حمص" التي كان اسمها سابقاً المعهد العلمي الشرعي، تأسس عام 1948، وكان مقرها في مسجد "خالد بن الوليد"، ثم انتقلت إلى جامع "الدروبي"، وتم تغيير اسمها إلى مدرسة "علماء حمص للبنين" ، وقد كان لهذه المدارس دورها التربوي والتوعوي، وخرَّجت علماء وخطباء ومدرسين، كما خرَّجت قضاة وحقوقيين وغيرهم، على اعتبار أن ثانويتها الشرعية تعادل الثانوية العامة الفرع الأدبي، فصار طلابها يحق لهم الدخول إلى المفاضلة العامة لوزارة التعليم العالي، وكان لهذه المدارس الدور الكبير، خلال الأزمة، في الحفاظ على المنهجية المعتدلة والوسطية، وقد وصل عدد الثانويات الشرعية في "حمص" إلى ثلاث وعشرون مدرسة شرعية، موزعة حسب المناطق تسهيلاً للطلاب».

الشيخ عبد اللطيف البريجاوي

نشاط وازدهار

الدكتور عبد الرحمن بيطار رئيس الجمعية التاريخية في حمص

بدوره يتحدث رئيس الجمعية التاريخية في "حمص" الدكتور "عبد الرحمن بيطار"، عن تاريخ ونشأة المدارس الدينية في "حمص" ويقول : «خلال البحث في الكتب التاريخية، منها كتاب "الكتاتيب والمدارس بحمص" في الجزء التاسع لــ"نعيم الزهراوي"، الإحصائيات من خروج "الأتراك" 1918 وحتى الوحدة بين "سورية" و"مصر" 1958، وجدنا أنه في عام 1939 كان يوجد مدرسة ابتدائية باسم المدرسة "الخالدية" للعلوم الشرعية الإسلامية، وفي عهد الاستعمار الفرنسي نشطت حركة المدارس الشرعية الخاصة، فاجتذبت كثيراً من تلاميذ "حمص"، ومعظم القرى، وذلك لتوفر الأقسام الداخلية الليلية فيها، وهذا ما يفسر تفوق المدارس الخاصة على المدارس الرسمية، وفي إحصاء عام 1945 في آخر عهد الاستعمار، ورود اسم مدرسة "العلوم الشرعية" للذكور في الإحصائية، حيث بلغ عدد طلابها 34 طالباً، وقد ارتفع عدد طلابها في عام 1950 إلى 97 طالباً، وفي الإحصاء الذي تم بعد عام 1951 في المتوسطة الشرعية الحلقة الأولى، وصل عدد الطلاب 109 طلاب ، وفي المعهد "العربي الإسلامي" وصل عدد الطلاب إلى 523 طالباً».

منهج تربوي وشرعي

مديرة الثانوية الشرعية في مدينة "حمص" "مهدية شلار" تقول: «تم افتتاح المدرسة بتعميم وزاري بقرار رقم 1111 لإحداث ثانوية، وتحويلها من معهد شرعي إلى ثانوية شرعية باسم الثانوية "الشرعية لعلماء حمص للبنات"، ندرس فيها نفس مناهج التربية إضافة لمناهج وزارة الأوقاف، والتعليم الأساسي للمدارس الشرعية يتقاطع مع التعليم في أي مدرسة حكومية، من حيث الإلزام، ومتابعة المتسربين منها، ويمكن الانتساب لهذه المدارس من الصف السابع أو الصف العاشر، وعلى من تود الانتساب من الصف السابع أن تخضع للشروط وامتحان القبول، وبالنسبة لطالبات الثانوية أن يكن حاصلات على المجموع الذي حددته وزارة الأوقاف، ويختلف القبول في الريف عن المدينة، بالإضافة للخضوع لامتحان القبول في المدرسة، يتضمن بعض الأسئلة عن المناهج السابقة، ولا تختلف المناهج الصادرة عن وزارة التربية، إلا في مادة اللغة الإنكليزية فهي شرعية، والحاصل على شهادة التعليم الأساسي من المدارس الشرعية، يمكنه الانتساب لأي فرع جامعي حسب ما يؤهله مجموعه في الثانوية عامة أو مهنية أو شرعية، وبعد حصول الطالب على الثانوية الشرعية، يمكنه الدخول بأي فرع جامعي يؤهله مجموعة لدخوله، أسوة بالشهادة الثانوية فرع أدبي، عن طريق المفاضلة باستثناء كلية "الشريعة"، التي يدخلها بشكل مباشر، عند حصوله على علامات محددة».

مديرية الثانوية الشرعية لعلماء حمص مهدية شلار