تأسست مدرسة الثورة في مدينة "الدريكيش" في ستينيات القرن الماضي، ويعود الفضل في إنشائها للمربي الفاضل "عبد الحميد محفوض"، والذي كتب في محضرٍ رفعه إلى وزارة المعارف في تلك الفترة: «إن الهدف من إنشاء مدرسة في الكتف الجنوبي الغربي لجبال الساحل، لتكون منارة إشعاع علمي وفكري وثقافي لكل الوطن».

تاريخ وعراقة

"إبراهيم وسوف" أستاذ التاريخ ومدير ثانوية الشهيد "محمد علي مصطفى" تحدث للمدونة عن تاريخ المدرسة قائلاً: «تعد مدرسة الثورة من أقدم مدارس المنطقة، ويقع البناء القديم لها في الحي الشرقي لمدينة "الدريكيش" المجاور لحي "بيت تليجة"، وعرفت المدرسة قديماً باسم مدرسة "بني الدريكيش"، وكانت للمرحلة الإعدادية، كما كانت خاصة للذكور، والاختلاط كان نادراً حتى ثمانينيات القرن الماضي، في حين ضم البناء القديم الصفوف من الأول وحتى السادس، وسميت بـ"الثورة" بعد قيام حرب تشرين التحريرية، ثم نقلت إلى بناء جديد عام 1976 باسم "ثانوية الشهيد محمد علي مصطفى" تكريماً للشهيد "مصطفى" الذي استشهد في بطاح الجولان في حرب تشرين التحريرية».

تعد مدرسة الثورة من أقدم مدارس المنطقة، ويقع البناء القديم لها في الحي الشرقي لمدينة "الدريكيش" المجاور لحي "بيت تليجة"، وعرفت المدرسة قديماً باسم مدرسة "بني الدريكيش"، وكانت للمرحلة الإعدادية، كما كانت خاصة للذكور، والاختلاط كان نادراً حتى ثمانينيات القرن الماضي، في حين ضم البناء القديم الصفوف من الأول وحتى السادس، وسميت بـ"الثورة" بعد قيام حرب تشرين التحريرية، ثم نقلت إلى بناء جديد عام 1976 باسم "ثانوية الشهيد محمد علي مصطفى" تكريماً للشهيد "مصطفى" الذي استشهد في بطاح الجولان في حرب تشرين التحريرية

قامات تربوية

ويشير أستاذ التاريخ إلى الكثير من القامات التربوية التي تعاقبت على المدرسة، إذ كانوا من خيرة الكوادر خلال ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ولا تزال أسماؤهم محفورة في أذهان جيل تعلم وتربى على أيديهم، مبيناً أن أكثرهم كان من خارج محافظة "طرطوس" فهم من "حلب ودمشق وحماة ولواء اسكندرونة"، ومن مناطق متعددة من "طرطوس".

ويضيف "وسوف": «من أبرز الأسماء التي تعاقبت على إدارة المدرسة الأساتذة،"جحجاح جحجاح وأحمد حماد ووجيه دبرها وحنا بيطار، وعطية ريشة"، و"محمود السيد" وزير التربية السابق، والدكتور "وجيه الأسعد" عميد كلية التربية في جامعة دمشق سابقاً، و"عبد اللطيف محرز" رئيس اتحاد الكتّاب العرب سابقاً، و"اسكندر جورية" موجه أول في وزارة التربية سابقاً، و"يوسف دخيل" موجه العلوم في مديرية التربية بطرطوس سابقاً، و"علي خضر" موجه اللغة العربية سابقاً، و"سليمان غنام"، والسيدة "جميلة بركات"، والشاعر "حامد حسن" والأستاذ "أحمد يوسف داؤد"، والشاعر "حبيب وقاف" والشاعرة "جهينة مهمدان" والباحث والمفكر "يوسف مصطفى" و"بهزاد دبرها وأحمد ناصر".

ومن أبرز طلابها -حسب "وسوف"- الفنان العالمي "غسان مسعود" والعالم الدكتور" نشأت سعد"، والفنان التشكيلي "أحمد خليل"، لافتاً إلى أن المدرسة خرّجت قامات وشخصيات علمية وسياسة وثقافية وفنية وأدبية وإدارية، كما خرجت كبار الأطباء والصيادلة والمهندسين والمدرسين والمعلمين وعدد من كبار ضباط الجيش العربي السوري.

مسيرة مستمرة

تعد مدرسة "الثورة" والتي كانت تسمى "بني الدريكيش" ومن ثم تحولت إلى ثانوية "محمد علي مصطفى"، أكاديمية علمية حافظت على مسيرة مؤسسها، من خلال المتابعة والجدية والنتائج المميزة والانضباط وحب الوطن، حسب ما أكده المدير "وسوف" والذي يشير إلى أنه وفي عام 2016 تمت إقامة معرض توثيقي لمدرسة "بني الدريكيش" في الثانوية يضم صوراً ووثائق من فترة 1943 وحتى 1970 بحضور المدرسين والإداريين القدماء، إذ تم عرض كل ما تم استخدامه في تلك المرحلة، وتم توثيق هذا العمل من التربوية الفضائية ببرنامج يحمل عنوان "لمدارسنا تاريخ"، وتوجت بزيارة لوزير التربية "دارم الطباع" لهذا الصرح العلمي الكبير وتكريم وزارة التربية عبر مديرية التربية لمدير الثانوية لهذه الأعمال المميزة.

في الذاكرة

المهندس "جندب دخيل" أحد طلاب المدرسة، وهو من مواليد مدينة "الدريكيش" 1963 ويحمل إجازة في الهندسة الزراعية من جامعة تشرين 1986 وإجازة بالحقوق من جامعة دمشق 2011، يقول في حديثه لـ"مدونة وطن": «درست في مدرسة "الثورة" في الصف السابع (الأول الإعدادي) عام 1976 وكانت غرفة صفنا في الطابق الأرضي، وبالوقت نفسه كانت ممراً للغرفة التي تليها، حيث لم يكن نظام الممرات مطبقاً آنذاك، بالطبع تم فصل الغرفتين عن بعض بعد ذلك، حين تم ترميم المدرسة حديثاً، وكانت غرف الطابق الأخير تتميز بالاتساع، ولكل غرفة اسم، فمثلاً غرفة البرندا سميت بذلك لأنها كانت برندا وتم إغلاقها، وقاعة الجوزة سميت بذلك لقربها من إحدى أشجار الجوز الضخمة والتي كانت أغصانها تصل إلى القرب من شبابيك تلك القاعة».

المحامية "ميادة حمودي" من مواليد 1974 حائزة عدة إجازات جامعية، إجازة في الحقوق، واللغة الإنكليزية وإجازة في الاقتصاد، ودبلوم تأهيل تربوي، وحالياً تدرس طب التغذية، تحدثت عن حنينها إلى أيام الدراسة والزملاء والمعلمين وتقول: «كانت المدرسة دوامين، ثلاثة أيام صباحي ومثلها مسائي، ولم يكن يوم السبت عطلة، وكل المعلمين الذين درسوني في مدرسة الثورة تركوا في نفسي بالغ الأثر، وأعطوني دفعاً قوياً للأمام، وساهموا مساهمة حقيقة وقوية في بناء شخصيتي ومستقبلي، في مقدمتهم المعلمة "سكينة قاسم" وعواطف نعمان، ومها العمر ونديم رمضان، ومحمد عمران ومحمد رشيد وجميلة زحلوط، ومريم يوسف وخديجة سعيد، وصافية ربيع ولونا خضر وإلهام محفوض"، ومن معلمات الرياضة "هالة جحجاح ووفاء حمودي".

أنشطة متنوعة

كل الذكريات في مدرسة" الثورة" جميلة بدءاً من مسابقات رواد الطلائع كما تقول "حمودي" والتي حصلت فيها على الريادة في عدة مجالات، وكذلك الاحتفالات بالمناسبات الوطنية، والرحلات إلى بقاع الوطن الرائعة وآثاره، فضلاً عن النشاطات الفنية والاجتماعية التي كنا نقوم بها والبطولات الرياضية في مختلف الألعاب التي كنا نشارك بها، وكان المدير وقتذاك "أمين حربا" الذي وافته المنية منذ أشهر قليلة، و"ممتاز خضر" وذلك خلال دراستي في الصفوف الثالث والرابع والخامس والسادس.

ومن الأنشطة التي كانت رائجة في المدرسة مجلات الحائط والمخابر والتي يتحدث عنها المهندس "دخيل" بالقول: «كنت مولعاً بإعداد المجلات الحائطية للمدرسة الثقافية منها والرياضية، كما كان لدينا مخبر متميز، طبقنا من خلاله أغلب التجارب الفيزيائية والكيميائية المقررة في المناهج، كما شاركت بالكثير من المباريات الثقافية بين مدارس المدينة المختلفة، كذلك لا أنسى مسيرات المشاعل الليلية في المناسبات الرسمية.. بالطبع أحن إلى تلك الأيام التي باتت على قيد الزمن الجميل، ونصبغها بنوع من الإيجابية المطلقة لأن الذكرى التي تبقى لدينا هي ذكرى السرور والفرح».