على طريق "حمص"، وتحديداً على الكورنيش الجنوبي، تأسست مدرسة "التجهيز" في مدينة "سلمية" عام 1930 بست غرف صفية، على مساحة (20) دونماً، ثم توسع البناء عام 1949.

تعود ملكية المدرسة لـ"آغا خان سلطان محمد شاه"، وبين عامي 1970، 1971، أفرغ جزء منها بسبب عدم صلاحيته للتعليم وتحول إلى مقر لـ"المجلس الأعلى الإسماعيلي الوطني"، ثم أصبحت مدرسة باسم "قتيبة الإعدادية" ثم ثانوية، ثم تحولت لإعدادية إناث.

من رفاقي الذين درسوا في المدرسة وكان لهم شأن في المجتمع الكاتب والشاعر "صدر الدين الماغوط" وعضو اتحاد الكتاب العرب "عبد الرحمن الضحاك"، وأستاذ الفلسفة "بدر الدين العامود" الذي درّس في جامعات عربية مثل "الجزائر"، وأجنبية مثل "فرنسا"، ومن "تلدرة" المهندس الزراعي "محمد فاضل وردة" الذي مثّل الطائفة الإسماعيلية، والضابط العنزيه "مسلم زينو"، و"حسن عيد"، و"ظافر دلول"

مسيرة غنية

يتحدث المربي الأستاذ "حسن القطريب" المجاز في الجغرافيا والباحث الجغرافي، عن ذكرياته في مدرسة التجهيز قائلاً: «درست فيها المرحلة الإعدادية في ظروف سياسية صعبة كانت تمر على البلاد، ففي الصف السابع 1961، 1962 كان المدرسون وقتئذ من "مصر"، وكان أول مدير مدرسة "أنور البارودي" عام 1958 الذي أقيل عام 1960، وجاء بعده الأستاذ "مصطفى الجندي" ثم الأستاذ "إسماعيل حمود".. المدرسة كانت إعدادية تضم طلاب "سلمية" وقراها ("بري الشرقي"، "المفكر"، "تل جديد"، "تل الدرا"، "الصبورة"، "السعن"، "تل سنان"، "تل عدا"، "أم العمد"، "زغرين"، "كيتلون")، وعدد الطلاب 40 طالباً في الشعبة الواحدة، وفي عام 1961 دخلت مادة التربية العسكرية للمناهج، بعد أن اتبع عدد من المدرسين دورة تدريبية في "مصر" أمثال الأساتذة "هاشم التلاوي" و"معن الجندي"، و"فيصل الجندي"، و"حسن عيشة"، و"عبدالكريم الشيخ حسن"».

المحامي علي قنوع

ويضيف: «عدت مدرساً من خارج الملاك لمدرستي لأنني كنت طالباً في الجامعة قسم الجغرافيا عام 1969، وكانت قد زادت الغرف الصفية من الجهتين الجنوبية والشمالية، واتسعت المدرسة.. في عام 1972، كنت أدرّس مادة التاريخ والجغرافية؛ وأصبحت أول موجه سياسي في "سلمية" وهي مادة التربية القومية، وفي عدد من مدارسها، وبعد عودتي من "المملكة المغربية" 1974 تحول اسم المدرسة من "التجهيز" إلى "قتيبة بن مسلم الباهلي" للذكور حتى عام 2020، فأصبحت إعدادية للبنات».

علم وسياسة

المحامي "علي قنوع " 1944، أهلية تعليم "دمشق" 1963، وإجازة في الحقوق "دمشق" يقول عن ذكرياته في مدرسة "التجهيز" في "سلمية": «بنيت المدرسة عام 1930 بالحجر الأزرق، على نفقة الإمام "آغا خان"، وكان يتم قبول الطلبة فيها من حاز على الدرجات العليا، والباقي يوزعون على بقية المدارس، وامتازت المرحلة بالنشاط والتنافس السياسي بين الأحزاب آنذاك.. نلت "السرتفيكا" في الصف الخامس، وتم إلغاء شهادة الدراسة الإعدادية للصف الخامس ليعود للمرحلة الابتدائية، فدرست الصف السادس وهو الأول الإعدادي في ذلك الزمن عام 1955-1956، واتسم ذلك العام بعدم الاستقرار على خلفية نشاط المدير "أنور البارودي"، والذي تمت إقالته، وجاء خلفاً له الأستاذ الراحل "مصطفى الجندي" عام 1956، الذي امتاز بحزمه مع الطلاب والمدرسين، ولا زلت أذكر كيف كان يطل من باب المدرسة بلباسه الرسمي يعتمر طربوشاً أحمراً».

الأستاذ حسن القطريب

ويتابع المحامي "قنوع" قائلاً: «عاصرت عدة مراحل سياسية في ذاك الوقت في أثناء دراستي، ففي فترة الإعدادية، كان عهد الانقلابات السياسية، وفي الثانوية عايشت زمن الوحدة ثم الانفصال 1961، وفي عام 1963 تخرجت من دار المعلمين بـ"دمشق" التي رافقت ثورة آذار، وعينت مديراً في محافظة "الحسكة" وبقيت فيها 8 سنوات لأعود موجهاً في مدرستي الإعدادية (التجهيز) والتي تحول اسمها لـ"قتيبة بن مسلم الباهلي"، وقد توسعت بغرفها الشمالية 10 غرف وجنوباً 3 غرف، وكانت تشمل السابع والثامن والتاسع الإعدادي باستيعاب 20 شعبة تعليمية، وكان مديرها الأستاذ الراحل "مصطفى هرموش"، ومن زملائي "باكير باكير" والموجه الراحل "أمين"، والموجه "حسن الحرك" والموجه "جوزيف جمول" و"حسن الخطيب" والموجه "يوسف خلف"، ومجموعة من خريجي المعاهد "محمد حويجة" رياضيات، و"فيصل عبود" وخضر فهد" فنون، و"عبد الله فطوم" علوم، و"حسن الجندالي" و"سالم كردية" فتوة، وبقيت موجهاً فيها حتى عام 1975، لأنتقل موجهاً لثانوية "علي بن أبي طالب"، وفي 1977 عضواً في فرع طلائع البعث، رئيس مكتب المسرح والموسيقا، ثم موجهاً 1982 لثانوية "علي" ثم مديراً للطالبية حتى تقاعدت عام 1992، لأعود لممارسة المحاماة 3 سنوات ثم عضواً في مجلس المدينة حتى عام 2011، ثم في مكتب التوجيه المعنوي في الدفاع الوطني حتى عام 2019، وأخيراً افتتحت نادياً ثقافياً "طريق الحرير" للشعر والأدب».

تاريخ وشخصيات

يشير المحامي "علي قنوع" إلى دور المدرسة في تخريج من الشخصيات التي كان لها دورها في المجتمع، وعلى سبيل العد لا الحصر يذكر أسماء منهم الدكتور "نايف عجوب"، والوزير "وهيب فاضل" و"عبد العزيز شربا"، والأستاذ "مصطفى الجندي"، و"مصطفى رستم"، والأستاذ "سليم دندش"، والأستاذ "عيسى الحلاق"، والبطل الطيار العميد "أديب الجرف"، والدكتور "خضر ورد" من قرية "المفكر"، و"هايل فطوم" من "الخريجة" و"هاشم جاكيش" من "الحردانة".

الأستاذ عبد الله فاضل

ومن موجهي المدرسة حينها "عيسى الحلاق"، و"سليم دندش"، وأستاذ الفتوة "هاشم التلاوي"، ومن "حماة" أستاذ اللغة العربية "أحمد درويش"، وأستاذ العلوم "عبد خولا"، وأستاذ الرياضة "محمد جميل"، ومن "سلمية" "أحمد عيدو" اللغة الإنكليزية، والأستاذ "سامي الجندي" اللغة الفرنسية، والذي أصبح لاحقاً وزيراً للإعلام وسفيراً لـ"سورية" في "فرنسا".

ويتابع بالقول: «من رفاقي الذين درسوا في المدرسة وكان لهم شأن في المجتمع الكاتب والشاعر "صدر الدين الماغوط" وعضو اتحاد الكتاب العرب "عبد الرحمن الضحاك"، وأستاذ الفلسفة "بدر الدين العامود" الذي درّس في جامعات عربية مثل "الجزائر"، وأجنبية مثل "فرنسا"، ومن "تلدرة" المهندس الزراعي "محمد فاضل وردة" الذي مثّل الطائفة الإسماعيلية، والضابط العنزيه "مسلم زينو"، و"حسن عيد"، و"ظافر دلول"».

حنين الذكريات

بدوره يستعرض الأستاذ "عبد الله فاضل" 1957 والمجاز في اللغة الإنكليزية، ذكرياته في إعدادية "قتيبة بن مسلم الباهلي قائلاً: «درست في المدرسة عندما كنت في الصف السابع 1970، كان صفي في الجهة الجنوبية، كانت كتب الدراسة مجانية، ولباسنا عسكرياً، بإشراف أستاذ الشبيبة "حسين الزير"، وكان فيها أفضل المدرسين وهم الرعيل الأول من المتعلمين في "سلمية"، فالمدير "مصطفى هرموش" الحازم الصارم في تعامله مع الجميع، والموجهان "توفيق هابيل" و"عبد الإله الحواط"، وأستاذ القومية "أحمد زهرة" الذي أحببنا المادة بإعطائه، والذي أصبح مديراً للمدرسة فيما بعد، وأستاذ الجغرافيا "باكير باكير "، وأستاذ الجغرافيا "أحمد خضور" والأستاذ "مصطفى بكور"، الذي عشقت اللغة الإنكليزية بأسلوبه الجميل، وأستاذ الموسيقا "يحيى الترك" مؤسس نادي الشواف للفن في "سلمية" وأستاذ الرياضة "صائب رستم" وهو أول مدير لنادي المالكي الرياضي في "سلمية"، أما حصة الرياضة فكان يعطيها أحياناً لاعبون بارزون من نادي المالكي.. عدت لمدرستي مدرساً فيها عام 1989- 1990، ومررت بالمقاعد التي درست عليها والتي دونت عليها وزملائي الكتابات الطفولية، وبقيت فيها سنتين لأذهب لاحقاً كإعارة لـ 4 سنوات لـ"اليمن" الشقيق، وبعدها بعقد عمل لـ10 سنوات في "الكويت" الشقيق، وعدت للوطن 2002 لأؤدي مهمة مدير مدرسة لـ 4سنوات حتى تقاعدت عام 2018».

أُجري اللقاء في 5 تشرين الأول 2022.