عاش الفنان "يحيى السراج" يتيماً، فقد توفي والده عندما كان في الثالثة من عمره، فوضعته والدته في ملجأ الأيتام ليدرس هناك، وبعد حصوله على الإعدادية مارس تعليم الموسيقا فيه، ولكنه أكمل تحصيله العلمي، وبعد نيله الثانوية العامة التحق بمعهد أهلية التعليم الابتدائي وتخرج منه عام 1957، وشكل فرقة نحاسية شاركت في الاحتفالات الرسمية والوطنية ولحن أغنية وطنية لـ"الجزائر" وعلمها لطلابه، بقي يعلم الموسيقا حتى وفاته 1972، إثر إصابته بجلطة دماغية مفاجئة وشيع إلى مثواه الأخير بموكب مهيب على أكف طلابه.

طفولته ودراسته

التقت "مدونة موسيقا" الكابتن "رجاء السراج" 1952 ابنة الفنان الراحل "يحيى السراج" وحدثتنا قائلةً: «ولد أبي "يحيى السراج" في "حماة" عام 1922، وبعد وفاة والده، وضعته أمه في ملجأ الأيتام، ودرس فيه، واهتم به مدير الملجأ الأستاذ "سليم وتار"، فبعد أن حصل على الإعدادية، نُدب لتعليم مادة الموسيقا في الملجأ بعد أن ظهرت مواهبة الفنية، وبالتوازي مع ممارسة التعليم أنهى دراسة الثانوية، وبعدها حصل على أهلية التعليم الابتدائي عام 1957 ولم يعمل بها، وبقي يعلم الموسيقا في مدارس "حماة"».

ولد أبي "يحيى السراج" في "حماة" عام 1922، وبعد وفاة والده، وضعته أمه في ملجأ الأيتام، ودرس فيه، واهتم به مدير الملجأ الأستاذ "سليم وتار"، فبعد أن حصل على الإعدادية، نُدب لتعليم مادة الموسيقا في الملجأ بعد أن ظهرت مواهبة الفنية، وبالتوازي مع ممارسة التعليم أنهى دراسة الثانوية، وبعدها حصل على أهلية التعليم الابتدائي عام 1957 ولم يعمل بها، وبقي يعلم الموسيقا في مدارس "حماة"

نشاطات

وتتابع "رجاء السراج" بالقول: «كان والدي يقدم نشاطات عديدة منها حفلات المدارس في جميع المناسبات الاجتماعية والقومية، ولحن للإذاعة السورية عدة ألحان منها نشيد للقطر الجزائري الشقيق، وعلمها لطلابه في المدارس، وشكل الفرقة النحاسية التي كانت تحيي النشاطات والاحتفالات القومية والوطنية، بالإضافة إلى الموسيقا الإيقاعية المرافقة لتشكيلات الرياضة حيث تقوم الطالبات بعروض رياضية إيقاعية، وأداء حركات رياضية وجمباز في مناسبات عديدة، وبداياتها مع أيام الوحدة بين "سورية" و"مصر"، وكنت على رأس تلك الفرق الرياضية حيث كان عمري 5 أو 6 سنوات، وكان الفنان "نجيب السراج" ملهمي، وفي زحمة نشاطاته ونجمه اللامع والأحلام التي رسمناها معاً، داهمه الموت في عام 1972 وشيعه طلابه ومحبوه في موكب تحدثت عنه "حماة" لحبهم له».

رجاء السراج ابنة الراحل الفنان يحيى السراج

تضيف "السراج": "أنجب أبي خمس فتيات وشابين، وقد توفي أخي البكر في حادث سيارة منذ كان في عمر 8 سنوات، وأختي "عامرة" طبيبة أسنان تقيم في الإمارات، و"رزان" كوتش تقيم في "لبنان"، وأخي تاجر، وأخي الأكبر كان في الجيش العربي السوري، ولكنه استشهد عن عمر 50 عاماً على يد الإرهابيين عام 2013».

المعلم المحبوب

خالد جزماتي من طلاب الراحل "يحيى السراج" مواليد ١٩٤٣ "حماة"، "جورة حوا" تخرج من الكلية البحرية في "باكو"، "أذربيجان" أضاف قائلاً عن أستاذه الراحل: هو معلم الموسيقا عندما كنت أدرس الصف السابع في مدرسة "ابن رشد" (١٩٥٧- ١٩٥٨) فقد كنت عضواً في الفرقة الموسيقية الطلابية، حيث كنا نتدرب في الطابق الثاني في القاعة الكبيرة، وكان الأستاذ الراحل "يحيى السراج أبو هشام" يقود الفرقة ويدربنا.

نشاطات للراحل يحيى السراج

يضيف جزماتي: قاد السراج الفرقة في رحلاتنا الثلاث إلى منتجع "الحمّة السورية" أيام الوحدة مع "مصر" لقد كان له دور كبير في حب الموسيقا عند الجميع، حتى بلغ عدد دارسي الموسيقا لديه أكثر من عشرين من رفاقي ومنهم "موفق يعقوب آغا"، و"عبد الله حميدة"، و"مسعف جبور"، و"فيصل الأمين"؛ لقد كان رحب الصدر وأنا ألاحقه بأسئلتي الدائمة عن المقامات والأنغام الموسيقية، وكان من أفضل وأشهر من قاد فرق موسيقية كشفية، أحببنا الموسيقا لأننا أحببناه كثيراً، رحمه الله.

تاريخ وموسيقا

المحامي "معتز برازي" يدون في جريدة الفداء "أعلام في سطور" حدثنا عن الراحل "يحيى السراج" قائلاً: «"يحيى السراج" المولود في "حماة" عام 1922 يتيم الأبوين مذ كان عمره 3 سنوات، درس الابتدائية والإعدادية في ملجأ الأيتام، شغف بالموسيقا وأولاها اهتمامه وحواسه، فتعلمها في الملجأ، ولم يكمل تحصيله العلمي في البداية ليمارس التدريس، ولكنه عاد للتعليم وحصل على الثانوية العامة وأكمل دراسة أهلية التعليم الابتدائي عام 1957 وثم ندب إلى الثانويات الرسمية في "حماة" أستاذاً للموسيقا، وأثناء دراسته في "حماة" أيام الانتداب الفرنسي، كان يخرج مع التظاهرات الطلابية وكان يرمي مع رفاقه جنود الاحتلال الفرنسي بالحجارة، وكان يقوم بتأليف الألحان الموسيقية المصاحبة للمهرجانات الرياضية لأنه في ذاك الوقت لم تكن الألحان الموسيقية الخاصة بتلك المهرجانات يجري تسجيلها وكانت على الآلات النحاسية والطبول، ومن كلمات الشاعر "عبد الرحمن النعيمي" قام بتلحين نشيد الثورة الجزائرية إبان نضالها ضد الاستعمار الفرنسي في عام 1959، حيث اعتمد ذلك النشيد كأحد أناشيد الثورة الجزائرية، وكان يذاع دوماً من إذاعة "الجزائر" الحرة وهي إذاعة الثورة الجزائرية، وكان يذاع من إذاعة "دمشق" و"بغداد" و"القاهرة" من كلمات ذلك النشيد:

من نشاطات الفنان يحيى السراج

جزائر جزائر دم العرب ثائر

وصرخة شعب مع النصر ثائر

هيا إلى العلا شعب الجزائر

كان الراحل محبوباً طيباً وكريماً، زرع حب الموسيقا في نفوس طلابه، ولما توفي حمل طلابه نعشه على أكفهم لمثواه الأخير في موكب مهيب».

أجري اللقاء في 1 تشرين الأول 2022.