أثارها عالمهم المغلف بالظلمة، فأحبت أن تقتحمه وتحاول إنارة دربهم، فكانت المتطوعة "إيمان صومان" تبادر منذ أكثر من عامين، بالبحث عن مبادرات للمكفوفين لتتطوع وتشارك فيها، بتسجيل المحاضرات والكتب الجامعية، وكتب الثانوية العامة، بأصوات المتطوعين، لمساعدتهم في الوصول إلى أهدافهم، فكانت نواة فكرة إنشاء مكتبة "صوتي دليلك".

خطوة بخطوة

انطلقت الفكرة من المتطوعة "صومان" لإحساسها بالتعاطف مع هذه الشريحة، فتناولت المبادرة، قائلة: «راودتني فكره ضرورة القيام بشيء إيجابي، لمساعدة المكفوفين، واختراق عالمهم المظلم، وإنارة شمعة في دربهم، فتطوعت في العديد من المبادرات، حتى نشرت منظمة WNDP في ذلك الوقت مشروع تحدي الفكرة الأفضل، وقدمت فكرة مشروعي "صوتي دليلك"، الخاص بالمكفوفين، ليكون لنا مشروعنا الخاص بالمكفوفين، ومكاننا الِخاص لتنفيذ الفكرة، فانطلق المشروع في عام 2020 خطوة بخطوة، حيث تمكنّا من تجهيز المكان والأفكار، وماذا نريد أن نقدم لهم من عمل، ووصل أعضاء الفريق إلى 37 متطوعاً، أغلبهم من طلاب الجامعة، وسيدات منازل خريجات جامعيات من أغلب المحافظات، وباب التطوع مفتوحاً للجميع دائماً».

نعمل على مساعدة شريحة بأمس الحاجة لوقوفنا معها، وقد سجلنا من فترة كتاباً، ونقوم بتسجيل كتاب آخر، ونقوم بنشر هذه الكتب على مواقع التواصل الخاصة بالمكتبة، من خلال روابط يستفيد منها المكفوفون وغيرهم من المهتمين

صدى إيجابي

يشتمل المشروع على محاضرات مجانية في المناهج الدراسية، وهي عبارة عن تسجيل كتب تخص الجامعة، وكتابة "وورد" ليتم طباعتها بطريقة بريل، ومنهاج الصف الثالث الثانوي.

المدربة هولا كنجو

وتضيف "صومان: «كنا قبل هذا المشروع في فريق "نهم" للقراءة ، نجتمع كل شهر لمناقشه كتاب، فقد تطوع أغلب أعضاء فريق "نهم" في فريق "صوتي دليلك"، كانت المكتبة أقرب فكرة لتفكيرنا، ولكي يكون لدينا استمرارية، أدخلنا الجانب الربحي، فأدخلنا على المكتبة الهدايا والقرطاسية والإعارة الخارجية، وكما ترون لا يوجد مستلزمات للمكفوفين في المكتبة، لأن عملنا أغلبه (أون لاين)، وقد بدأنا الآن تسجيل الكتب، ونقوم بعرض أشغال يدوية في المكتبة، قامت بصناعتها فتيات كفيفات، شغل صنارة "كروشيه" لنقوم ببيعها، ونقوم بمساعدة طلاب الجامعة المكفوفين وغير المكفوفين في مشاريع التخرج وحلقات البحث، ولدينا مدرسون يقدمون دروساً خصوصية في كل الاختصاصات للمكفوفين، أجورنا رمزية، يغلب على تعاملنا مع هذه الشريحة الجانب الإنساني، وليس المادي، وهامش الربح بسيط بهدف الاستمرار، والجميل في هذه المبادرة أننا وجدنا صدى لدى المكفوفين، فلمسوا اهتمامنا بهم، ولدينا برنامج دعم نفسي، نقوم بأخذ الأفكار منهم، ونطلب من المكفوفين أن يدلونا ماذا نفعل لمساعدتهم؟».

متطوعون

طالب الهندسة المدنية "حسن بلول" وهو متطوع بـ"صوتي دليلك" منذ عامين، ومواظب على الدوام في المكتبة يومياً في فترة بعد الظهيرة، يقوم أحيانا بتسجيل محاضرات صوتية للمكفوفين من خلال الموبايل، ويقول: «نضع المحاضرات الصوتية ضمن ملفات لتزويد رواد المكتبة من المكفوفين بها، ومواكبة المحاضرات الجديدة بشكل مستمر.. ممكن أن تكون الفكرة مطروقة، لكننا نتناولها بشكل أوسع، حاولنا أن تكون محاضراتنا شاملة لكل الفروع الأدبية، وغيرها من الفروع، التي تقوم بدراستها هذه الفئة من المكفوفين، نحاول تقديم عملنا بفعالية وجودة أعلى».

المتطوعة إيمان دبجن طالبة الأدب العربي

دعم وتمكين

ركن هادئ يقدم خدمات متميزة

بدورها المتطوعة "هولا كنجو" والمدربة المعتمدة من كلية "كنجستون البريطانية" مؤسسة ترجمان "العرب"، بمجال توجيه وإرشاد وترجمة، وهي حاصلة على إجازة ترجمة اللغة الإنكليزية، توضح بأنها تطوعت في الفريق بمحبة، وعن دورها في الفريق، تقول: «يتلخص دوري بتقديم برامج تدريبية تحفيزية، وتسليط الضوء على المهارات الإبداعية، بأن نقوم بتحديد أهداف المكفوفين، ودعم الشاب الكفيف، وقمنا بمنحهم شهادات مجانية، من كلية "كنجستون البريطانية"، كان البرنامج عبارة عن ملفات صوتية على برنامج (الواتس أب)، استطاعوا من خلالها الحصول على أفكار، وتعرفوا على ماذا يريدون، ما هي أفكارهم؟ تمكنوا من فهم ذاتهم، فالبرنامج متنوع وشامل للعديد من النقاط الجميلة والمفيدة، ومن خلال استطلاع آرائهم، وجدنا بأن البرنامج ممتاز، وأعطاهم دفعاً للأمام، حيث وجد كل منهم هدفه ورتب أفكاره للعمل في القادم من الأيام».

ومن المتطوعين طالبة بكلية الآداب لغة عربية "إيمان دبجن" تطوعت في الفريق، تقول: «نعمل على مساعدة شريحة بأمس الحاجة لوقوفنا معها، وقد سجلنا من فترة كتاباً، ونقوم بتسجيل كتاب آخر، ونقوم بنشر هذه الكتب على مواقع التواصل الخاصة بالمكتبة، من خلال روابط يستفيد منها المكفوفون وغيرهم من المهتمين».