: تمكّن "أسامة فرحات" الطالب في السنة الخامسة للهندسة الزراعية الثانية في "السويداء"، من ابتداع فكرة جديدة لمخمر للمخلفات العضوية، أهلته للحصول على جائزة بمسابقة الطاقات المتجددة، واستطاع من خلالها المشاركة بملتقى الاستثمار الريادي الأول هذا العام، وسبقها شهادة بالابتكار في مجال الزراعة الرقمية ضمن مشروع دعم صغار الحائزين من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والغرفة الفتية الدولية في ذات العام.

نقطة البداية

الطالب الذي تفاعل مع مقرر حول الطاقات المتجددة في السنة الرابعة، حفزه على البحث والاستفادة من المخلفات الطبيعية التي تذهب دون فائدة في حين يمكن استثمارها في تأمين الغاز والطاقة الكهربائية، كانت خطوته الأولى لتجسيد الفكرة بوضع تصاميم حديثة لمخمرات أكثر عائدية، ومتابعة العمل للبحث عن المخلفات الكافية لتنفيذ المشروع الذي يجد فيه خطوة لاستثمار أطنان يمكن أن تزوّد معامل كبرى بالطاقة، سواء الكهرباء أم الغاز وسماد صالح لترميم وتغذية التربة.

بعد الدراسة توصلنا إلى أن أكبر كمية يمكن أن نقوم بها بتغذية غرفة التخمير موجودة بمعامل السويداء منها "معمل تقطير العنب ومعمل "الريان" ومعمل "البساط الأخضر"، بالإضافة للاعتماد على بعض المخلفات الحيوانية ليكون هناك إنتاج يغطي جزءاً من المحافظة

يقول "فرحات": «بعد الدراسة توصلنا إلى أن أكبر كمية يمكن أن نقوم بها بتغذية غرفة التخمير موجودة بمعامل السويداء منها "معمل تقطير العنب ومعمل "الريان" ومعمل "البساط الأخضر"، بالإضافة للاعتماد على بعض المخلفات الحيوانية ليكون هناك إنتاج يغطي جزءاً من المحافظة».

أسامة فرحات

يضيف "فرحات": «في تلك الفترة أطلق الاتحاد الوطني لطلبة سورية مسابقة الطاقات متجددة، فكنت من المشاركين البالغ عددهم 184 مشاركاً، وتم تقيم الأفكار ودراستها وتبيان نقاط القوة والضعف وكانت النتيجة مبشرة لينال مشروعي المركز الرابع على مستوى القطر، وهكذا بدأ العمل من انطلاق المسابقة منذ عام تقريباً، وتم عرض المشروع على لجان متخصصة من دكاترة الجامعات، ومناقشة كل التفاصيل والمعوقات وما زال العمل مستمراً للحصول على الدعم وتنفيذ المشروع على أرض الواقع».

غاز وسماد

تكمن أهمية المشروع وفق "فرحات"، بأنّه يمثل حلاً بيئياً اقتصادياً متكاملاً، والاستفادة من مخلفات الطبيعة وخاصة المعامل لتأمين الغاز مع إمكانية التزود بالكهرباء خصوصاً للمعامل، وفق آلية تحقق مبدأ الاستقلالية في تأمين احتياجات المنشأة من الوقود وإنهاء الاعتماد على المخصصات الحكومية من النفط المستورد من الخارج والجميع يعلم أهمية ذلك بالنسبة للقطاع الصناعي.

الدكتورة علا النداف

يقول: «الفكرة مؤهلة لإنتاج الغاز والكهرباء وأيضاً السماد، فالمخمر عبارة عن غرفة معزولة تماماً عن الهواء تحت الأرض، ويتم العمل بوضع المخلفات في غرفة التخمير لمدة أربعين يوماً، تتصل بأنبوب لخروج الغاز إلى الخزان لجمع الغاز وكل الغرف تحت الأرض مزودة بطاقة شمسية لضخ مياه ساخنة وطاقة شمسية لضخ هواء ساخن وخاصة خلال فصل الشتاء لاستمرارية العمل، بعدها يتم خروج الدفعة وهي كمية السماد التي يتم استعمالها لزيادة خصوبة التربة، وكان العمل على إيجاد طرق أكثر مرونة وديمومة لتصميم الغرف الثلاث التي تبدأ بالتغذية وبعدها التخمير والنهاية السماد».

نحو التنفيذ

عن تجربة المشاركة يضيف "فرحات" بأن البحث نال المركز الرابع، وبعده تمت المشاركة بملتقى الاستثمار الريادي الأول فرصة 2022، تحت إشراف الاتحاد وجمعية رواد أعمال الشباب، ولقاء مع السيدة أسماء الأسد التي اطلعت على هذه المشاريع وأهميتها، ولمسنا التشجيع الكبير لتنفيذها، وتم توقيع عقود استثمار مبدئية مع بنوك ومستثمرين من أجل التمويل، وحالياً يجري العمل للترخيص والاتفاق النهائي مع الممولين وبداية التنفيذ على أرض المشروع، وتم الاتفاق المبدئي مع بنك "الوطنية للتمويل" وشركة "سمارت فيوتشر للاستثمار".

ولم يكن المشروع أولى مشاركات طالب الهندسة الزراعية بل سبقتها تجارب يتحدث عنها "فرحات" ابن قرية "قنوات"، ورئيس الهيئة الطلابية في كلية الهندسة الزراعية الثانية لمدة ثلاث سنوات، وهو حاصل على شهادة مهارة قيادية في مجال التنمية البشرية 2019 وشهادة في إعداد مهندس تصميم اللاند سكيب /تصميم حدائق عام 2021 بتقدير جيد جداً من شركة "اليسر للارتقاء الهندسي"، وشهادة بالابتكار في مجال الزراعة الرقمية ضمن مشروع دعم صغار الحائزين من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والغرفة الفتية الدولية هذا العام.

الجائزة التي نالها الشهر الفائت في مسابقة الطاقات المجددة بفكرة مفاعل عضوي لمخلفات معمل الجبل ومشاركته في ملتقى الاستثمار الريادي الأول فرصة 2022، أهلته ليكون مديراً للمشروع الذي ينتظر أن يظهر للنور بعد إجراءات قانونية باتت في مراحلها النهائية بالموازاة مع استعداده للتخرج هذا العام.

طموح وابتكار

بدورها تقول الدكتورة "علا النداف" عضو الهيئة التدريسية في كلية الزراعة الثانية والمشرفة على مشروع التخرج: «الطالب "أسامة" من الطلاب الطموحين أصحاب الأفكار الجديدة، والذي يسعى دائما لتقديم أفكار تطبيقية مفيدة، يحترم قوانين الجامعة ويحترم أساتذته وزملائه، وعلى المستوى العلمي هو من الطلاب المحبين للجوانب العملية في جميع المقررات وقادر على إضافة أفكار جديدة وطرح أسئلة موضوعية ومناقشتها بالشكل الذي يعبر عن متابعته لاختصاصه وخبرته كونه من قرية تشتهر بالزراعة وبعمل أبنائها في الأرض.

اما فيما يتعلق بفكرة المشروع الذي حصل على جائزة رواد الطاقة المتجددة فهي عبارة عن تصميم مفاعل عضوي لمخلفات معمل عصير الجبل والمخلفات الصلبة الطبيعية، بهدف إنتاج الغاز الحيوي مع إمكانية تحويل الغاز إلى كهرباء، إضافة إلى توفير كميات كبيرة من السماد العضوي.. المشروع واعد لكن تكلفة تنفيذه مرتفعة».

وفي الختام تضيف: «يعكف "أسامة" على تطبيق مشروع تخرج في مجال إنتاج الأسمدة العضوية من مخلفات معمل عصير الجبل، وبعد إجراء التحاليل الكيميائية الفيزيائية سيتم اختبار كفاءة هذه الأسمدة في إنتاج الخضار ومدى أهميتها كبدائل للسماد الكيميائي وهذه خطوة مميزة لطالب قبل التخرج».