في بداية مرضها بالسكري قبل خمس سنوات، لم تتقبل "زينب بسام سليمان" وضعها الصحي بسهولة، كانت البداية قاسية على حد قولها، في مجتمع غير متفهم لطبيعة المرض في معظم الأحيان، ولكن مع مرور الوقت بدأت "زينب" تتأقلم تدريجياً مع مرضها حتى أصبحت تشعر بأنه جزء منها ولا بدّ من التعامل معه، ليس كمرض بل كنمط حياة صحية اختارت أن تتبعها بإرادتها، وليس ذلك فحسب بل استثمرت مهاراتها في صنع الحلويات لتؤسس مشروعها الخاص بالحلويات الخاصة لمرضى السكري.

بدايات وتذليل صعاب

بدأت "زينب" أولى خطواتها في مشروعها "بلا سكر" على نطاق ضيق يشمل بعض الأصدقاء والأقارب، وصولاً إلى العام 2020 حيث بدأت العمل ضمن مشروعها بشكل أكثر جدية، وتقول: «بعد تعرضي في ذلك العام لوعكة صحية قاسية، ألزمتني البقاء في المستشفى لفترة، تفاجأت بالاتصالات التي أخذت تتزايد طالبين مني تحضير أنواع من الحلويات الخاصة بمرضى السكري، فبدأت بتكثيف الجهود، وتنوعت المنتجات وخاصة تلك التي استهدفت فيها شريحة الأطفال غير القادرين على منع أنفسهم من تناول الشوكولا، أو الكاتو أو غيرها من أنواع حلوى الأطفال، وهكذا تحولت فكرتي البسيطة إلى واقع ملموس».

بعد تعرضي في ذلك العام لوعكة صحية قاسية، ألزمتني البقاء في المستشفى لفترة، تفاجأت بالاتصالات التي أخذت تتزايد طالبين مني تحضير أنواع من الحلويات الخاصة بمرضى السكري، فبدأت بتكثيف الجهود، وتنوعت المنتجات وخاصة تلك التي استهدفت فيها شريحة الأطفال غير القادرين على منع أنفسهم من تناول الشوكولا، أو الكاتو أو غيرها من أنواع حلوى الأطفال، وهكذا تحولت فكرتي البسيطة إلى واقع ملموس

وبسبب الوضع الاقتصادي الحالي وبمبلغ مادي محدود، بدأت "زينب" عملها ودخلت في مواجهة مع عقبات لم تكن سهلة، من أبرزها ندرة توافر بعض المواد وصعوبة تأمينها، وفي حال وجدت فهي ذات أسعار مرتفعة وتحتاج مبالغ مالية كبيرة لضمان توافرها بشكل مستمر، الأمر الذي احتاج تكثيفاً للجهود لضمان استمرارية نجاح المشروع.

زينب سليمان ود. بدر درميني

ثقة واستجابة

أصناف من Sugar Free

تقول "زينب": «ما فاجأني حقاً هو الأعداد المرتفعة لمرضى السكري على مستوى محافظة "طرطوس" وحتى في المحافظات الأخرى، وخاصة شريحة الأطفال المصابين، وهذا واضح بالنسبة لنا سواء من عدد الطلبيات التي نقوم بتسليمها ضمن المحافظة، أو تلك التي نقوم بشحنها إلى المحافظات الأخرى ومنها (دمشق وحمص واللاذقية ودرعا والسويداء)، أو التي يتم شحنها إلى خارج القطر كـ"العراق" مثلاً.

في الحقيقة إن الاستجابة للمشروع من قِبل الزبائن هي استجابة كبيرة ومرضية، وتضعنا أمام مسؤولية الاهتمام بتطوير منتجاتنا والمحافظة على جودتها، وهذا ما يميز المشروع فعلاً، حيث أحرص دائماً على أن تكون كل قطعة مصنوعة بإشراف أخصائيين بالتغذية، وتحت إشراف طبيب مختص بأمراض الغدد والسكري، لذلك كانت الثقة بالمنتج هي سر الاستجابة الكبيرة التي حصلنا عليها».

وتروج "زينب" لمشروعها من خلال عملها مع عدد من المنظمات، وكذلك من خلال عملها في السوق، حيث استطاعت أن تحجز لنفسها مكاناً مهماً، كذلك الترويج للمشروع يتم عن طريق الأصدقاء والمعارف الذين يدعمونها باستمرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر العديد من وسائل الإعلام، الأمر الذي انعكس إيجاباً سواء من الناحية المادية والمعنوية، حيث ترى "زينب" أنه على الرغم من أهمية الربح المادي إلا أن الجانبين النفسي والمعنوي هما الأساس الذي يرتكز عليه هدفها من المشروع.

تميّز صحي

الطبيب المختص بأمراض الغدد الصم والسكري "بدر درميني" والمشرف على ما يتم إنتاجه ضمن مشروع "Sugar Free"، يرى أنّ المشروع بحد ذاته يعدُّ فرصة مميزة ومهمة من الناحية الصحية لمرضى السكري، وقد صار بإمكانهم تناول أصناف الحلويات المتنوعة والخالية من السكر والسعرات الحرارية متى أرادوا، حيث يقوم بالإشراف على كل ما تتم إضافته إلى كل صنف بكميات وأوزان محددة، ما يشكل عامل وقاية للمرضى من حدوث أي ارتفاع بسكر الدم أو أي اختلاطات أخرى ترافقه.

يذكر أن اللقاءات أجريت بتاريخ 16 آب 2022.