تعدُّ سمكة "البلموط" من الأسماك الشعبية بامتياز والتي يكثر الطلب عليها خلال حضورها في الأسواق والذي يستمر حوالي ثلاثة أشهر تقريباً، إضافة إلى انخفاض أسعارها لمستويات تناسب الغالبية وخاصة أرباب العائلات الكبيرة وذوي الدخل المحدود، ولكن لشكلها وطبيعة حياتها وتناسق حركاتها كسرب سبب أساسي في تسميها، فغالبية الصيادين وتجار السمك لا يعلمون السبب الحقيقي لتسمية هذا النوع من السمك ذي الحجم الصغير باسم "البلموط"، ولكنهم يتفقون على أن سبب التسمية لها علاقة بعمره الصغير، فسمكة "البلموط" هي فراخ سمكة السكمبري التي يصل حجمها عادةً إلى حوالي ثلاثين سنتيمتراَ، بينما هذه السمكة لا يتجاوز حجمها 15- 20 سنتيمتراً في الغالب.

شعبية بامتياز

غالبية الصيادين والتجار وحتى المواطنين يعدّونها من الأسماك الشعبية المطلوبة بكثرة نتيجة انخفاض سعرها ووفرتها بكميات كبيرة، لذلك فإن موسم وفرتها يحسب له ألف حساب من قبل الصيادين ومن قبل الزبائن.

تتميز هذه النوعية من الأسماك بهشاشة الحسك فيها بعد طهيها، مما يعني أن تناولها سهل حتى بالنسبة للأطفال، وهذا من أهم الأسباب التي جعلتها سمكة شعبية ومرغوبة لدى أرباب الأسر، إضافة إلى انخفاض أسعارها نتيجة صيدها بكميات كبيرة تغرق الأسواق خلال موسم وفرتها ما بين شهر حزيران وحتى نهاية شهر أيلول تقريباً، كما أن ضعف القدرة على التبريد وحفظها لدى التجار مع عدم توفر الكهرباء كل ذلك ساهم في خفض الأسعار لمستويات شجعت الغالبية على تكرار الشراء مرات عدة في الأسبوع الواحد، حيث يمكن تناولها مقلية أو مطهية بالفرن مع الثوم والحامض والزيت فقط

يقول الصياد "عصام طه" في حديثه لمدوّنة وطن إنّ "البلوط" هي سمكة شعبية وأسعارها زهيدة جداً، وتساهم عند بدء اصطيادها خلال شهر حزيران من كل عام بكسر جمود سوق السمك بعد ارتفاع الأسعار ما قبل هذا الشهر من كل عام، نتيجة عدم استقرار المياه البحرية واستمرار أيام الصيد وبشكل متتالٍ، حيث لا يتجاوز سعر الواحد كيلوغرام منها /4000/ ليرة، بينما كان الحد الأدنى لها هذا العام حوالي /2500/ ليرة، بينما الكميات التي تم اصطيادها فهي كبيرة جداً نتيجة طبيعة حياتها ووجودها ضمن أسراب سمكية كبيرة، فنظام حياتها اجتماعيٌّ جداً.

الصياد محمد طه

صيد التحويق

سمك البلموط

وتتميز سمكة "البلموط" بتناغم حركاتها ضمن المياه البحرية كأنها سمكة واحدة كبيرة الحجم تتحرك بهدوء، بحسب حديث الصياد "خالد خليل"، وهذا ما يجعل طريقة صيدها بكميات كبيرة بسيطة وتحتاج إلى ذكاء من الصياد خلال مرحلة نشر الشباك، حيث يسمى أسلوب اصطيادها بصيد التحويق، ويعتمد صيدها على وجود الضوء خلال عملية مد الشباك، فإما أن يكون طبيعياً أو أن يكون صناعياً، فتوفر الضوء الطبيعي يكون عندما يصبح القمر بدراً، أما الضوء الصناعي فهو الضوء الذي يشعله الصياد لجذب سرب السمك مهما كان حجمه صغيراً أو كبيراً.

ويضيف: «يذكر الصيادون القدامى أنهم كانوا يستخدمون لصيد أسماك "البلموط" عند غياب ضوء القمر، الفانوس العامل على الزيت ومن ثم الفانوس العامل على الكاز، أما اليوم فيتم إشعال (الليد) الموصول إلى البطارية، لاستمرار توفير الضوء الجاذب لسراب الأسماك، حيث يتم وضع الشباك في المياه ومدها طولانياً بالقرب من موقع تجمع السرب الذي تم العثور عليه بعد وضع الضوء بمواجهته كي يجذبه ويتجمع في محيطه، وبعدها يتم الالتفاف عليه وإحاطته بالطرف الثاني من الشباك ليصبح كما الوعاء الاسطواني، وبعدها يتم إغلاقها من الأسفل بشكل جيد لتصبح أشبه بالقمع، ليصار لسحبها إلى سطح المركب ونزع الأسماك منها، وهذه العملية تسمى بصيد التحويق».

سمكة متخبطة

وفيما يخص تسميتها أكد الصياد "محمد طه" أن حجمها الصغير وطريقة سباحتها في المياه والتي هي أقرب إلى التخبط، وتجمعها في أسراب كبيرة جداً، هي من أهم أسباب تسميتها بهذا الاسم، كما أن لعمرها الصغير حين صيدها دور أساسي بتسميتها، ويتابع: «تتميز هذه النوعية من الأسماك بهشاشة الحسك فيها بعد طهيها، مما يعني أن تناولها سهل حتى بالنسبة للأطفال، وهذا من أهم الأسباب التي جعلتها سمكة شعبية ومرغوبة لدى أرباب الأسر، إضافة إلى انخفاض أسعارها نتيجة صيدها بكميات كبيرة تغرق الأسواق خلال موسم وفرتها ما بين شهر حزيران وحتى نهاية شهر أيلول تقريباً، كما أن ضعف القدرة على التبريد وحفظها لدى التجار مع عدم توفر الكهرباء كل ذلك ساهم في خفض الأسعار لمستويات شجعت الغالبية على تكرار الشراء مرات عدة في الأسبوع الواحد، حيث يمكن تناولها مقلية أو مطهية بالفرن مع الثوم والحامض والزيت فقط».

الدكتور "أحمد عبيد" أكد أنها من الأسماك المغذية جداً للإنسان نتيجة ارتفاع نسب اليود والفوسفور فيها، إضافة إلى وجود الحديد والبروتينات المتعددة وسهولة هضمها وامتصاصها.