مع توفر قطعة أرض جاهزة للزراعة بمساحة تقريبية تصل إلى دونم واحد، قرر المزارع "مرعي حسن" من قرية "خربة السناسل" بريف مدينة "بانياس"، البدء بزراعة شجيرات العنب الفرنسي غير المثمرة بعد رؤيتها لدى أحد المعارف في ريف مدينة "جبلة".

أعواد لم يكن طول الواحد منها يتجاوز حين زراعتها قبل ثلاث سنوات، الثلاثين سنتيمتراً، أو ما يعرف بالأقلام، أحضرها "حسن" وغرسها في أرضه الصغيرة بشكل منظم وبدأ بسقايتها وانتظر نموها بداية فصل الربيع التالي، وكانت المفاجأة بالنمو السريع وغزارة إنتاج الأوراق ما اضطره للاستعانة بعاملات خلال فترة قطف الأوراق التي استمرت حوالي أربعة أشهر بمعدل قطفة كل خمسة أيام.

فكرة زراعة عرائش العنب الفرنسي المنتجة للأوراق فقط، بدأت منذ حوالي ثلاث سنوات، انطلاقاً من الحاجة إلى تخليل ورق العنب وحفظه لفترة الشتاء، حيث تصنع منها وجبة "اليبرق" التي تعد من الوجبات الشتوية الأساسية والشهية لأغلب الأسر السورية

ورق اليبرق

دخلت فكرة هذه الزراعة حديثاً إلى قرية "خربة السناسل" وبدأت بالانتشار بعد النتائج الإيجابية التي حققتها، جراء كثافة منتجها من أوراق العنب الذي لقي رواجاً كبيراً في الأسواق بحسب المزارع "مرعي" خلال حديثه لمدونة وطن eSyria.

نمو كبير لعرائش العنب

يرى "حسن" أن زراعته لشجيرات العنب الفرنسي غير المثمرة في حاكورة منزله الصغيرة التي لا تزيد مساحتها على /1000/ متر مربع، يعد مشروعاً ناجحاً بعد سنوات العمل الحكومي الطويلة، ومنتجه من أوراق العنب بات مصدراً مهماً للمؤونة المنزلية في القرية وعائدية بيعها ساعدته في تخطي صعوبات الحياة ومشقة تأمين مستلزماتها الأساسية.

يقول المزارع: «فكرة زراعة عرائش العنب الفرنسي المنتجة للأوراق فقط، بدأت منذ حوالي ثلاث سنوات، انطلاقاً من الحاجة إلى تخليل ورق العنب وحفظه لفترة الشتاء، حيث تصنع منها وجبة "اليبرق" التي تعد من الوجبات الشتوية الأساسية والشهية لأغلب الأسر السورية».

المزارع مرعي حسن

ويضيف: «لم أكن أتوقع في البداية نجاح هذا المشروع الزراعي الصغير بهذا الشكل، لكن ومع دخول المشروع حيز الإنتاج تغيرت المعادلة، خاصة أن الكثيرين باتوا يطلبون الحصول على كميات من الأوراق لتخليلها وتخزينها لفصل الشتاء، ما فتح أمامي أفق فرصة عمل جديدة تستمر على مدار أشهر القطاف، وكذلك أمن دخلاً مادياً جيداً ومردوداً اقتصادياً مقبولا سنوياً، حيث أن كمية القطفة الواحدة تصل غالباً لحوالي /100/ كيلو غرام في ذروة الإنتاج، وسعر الكيلو غرام يتجاوز /3000/ ليرة».

وفيما يخص تكاليف الإنتاج، يشير "حسن" إلى أنها متدنية وتشمل الري وعمليتي تسميد فقط خلال كامل الموسم الواحد.

أوراق عنب نضرة متناسقة الشكل والحجم

قبول واستحسان

كان الإنتاج الوفير لأوراق عرائش العنب في التجربة الأولى لدى "مرعي" ينافس أوراق العنب البلدي في سوق الهال، من حيث نضارة وحجم الورقة الواحدة وتناسقها مع بعضها بعضا، ما جعلها مرغوبة ومطلوبة لدى المطاعم وربات المنازل ما سهّل عملية التسويق، وبات الإنتاج يباع خارج المدينة والمحافظة، ما دفع البعض للإقبال على زراعة شجيرات عرائش العنب الفرنسي على أطراف حقله الزراعي بغية توفير فرصة عمل جديدة يمكن الاعتماد عليها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويؤكد المزارع "ناجي حسن" أنه وبعد متابعة النتائج الإيجابية التي حققها المشروع لدى مزارعي القرية، تشجع على القيام بخطوة المباشرة بمشروعه الخاص، فحصل على مجموعة من أقلام الإنبات خلال فترة التقليم العام الماضي، وغرسها على جوانب الأرض المشجرة كي لا يتعدى على المساحة التي خصصها أساساً لزراعة الخضروات المنزلية، التي حققت له اكتفاء ذاتياً من إنتاجها.

وكذلك بالنسبة لأحد أقارب المزارع "مرعي" فقد باشر بتخصيص قطعة أرض لإقامة مشروع يعد الأكبر حتى الآن، فيشمل مساحة كبيرة نتيجة المردودية المادية ونجاح المشروع الأول.

وبالعودة إلى حديث المزارع "مرعي" أكد أنه بعد انتهاء موسم القطاف يجب القيام بعملية تقليم جائرة للعرائش، لتقليل نموها الكبير والسريع والحد من تجاوزها المساحة الحقلية المخصصة لها، مع إضافة السماد العضوي تجهيزاً للموسم التالي.