رغم المعاناة والصعوبات التي واجهته في بداية مشواره التعليمي، استطاع الدكتور "محمود أبو دقة" -ابن قرية "حرفة" في محافظة "السويداء"- التفوق على ظروفه واتمام المرحلة الثانوية والانتقال للدراسة الجامعية، بحيث وضع لنفسه قاعدة أن النجاح حليفه، ليصبح رجل البحث والعلم في الهندسة الكهربائية والإلكترونية والبرفيسور الباحث في المركز القومي "الكندي" للبحوث.

بداية المشوار

عن بدايات مشواره التعليمي يقول "أبو دقة": "بعد إنهائي الدراسة الثانوية دخلت الجامعة وحصلت على الدبلوم العالي في هندسة أنظمة الطاقة كمهندس كهربائي بهندسة قوى كهربائية، من جامعة "دمشق" ليتم تعييني بدوام جزئي بين عام 1978-1984 في كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية في جامعة "دمشق" لتدريس مشاريع عن الإنارة الخارجية، وإلكترونيات الطاقة، والآلات الكهربائية، ومنذ عام 1978 وحتى الوقت الحاضر، أمارس عملي كمهندس كهربائي استشاري محترف في مراجعة تصاميم العديد من المباني السكنية والطبية والتجارية الجديدة، عملت في الشركة العامة لصناعة الكابلات الكهربائية بـ"دمشق"، بغية تطوير وتنفيذ نظام مراقبة الجودة لشركة تصنيع الكابلات، وتركيب وصيانة الآلات الكهربائية، ومعمل اسمنت "عدرا"، كمهندس مسؤول عن صيانة المعدات الكهربائية مثل محولات التوزيع وأجهزة الحماية وأنظمة التحكم، ثم تمت دعوتي كأستاذ محاضر من عدة جامعات منها "جامعة دمشق وصفاقس، تونس، وجامعة اليرموك في الأردن"، وبعد إتقاني اللغتين "الإنجليزية والفرنسية"، جاءتني منحة إلى "فرنسا" لدراسة الدكتوراه في التكنولوجيا الكهربائية وعلوم المواد بجامعة "مونبلييه الثانية"، وحصلت عليها بدرجة شرف، ببحث حمل عنوان "قياسات الشحنة الفراغية في المواد البوليمرية المستخدمة في أجهزة الجهد العالي"، بعد حصولي على ماجستير ودبلوم الدراسات المعمقة في الهندسة الكهربائية، جامعة "مونبلييه الثانية"، بأبحاث حول المواد الميكرو إلكترونية والميكروية أيونية، والخصائص الكهربائية وفرص التطبيق للمواد المركبة نصف الناقلة".

ما بعد الدكتوراه

يبين الدكتور "أبو دقة" أنه بعد نيله الدكتوراه، عمل في المركز القومي الكندي للبحوث كواحد من كبار مسؤولي البحوث في مجال عوازل التوتر العالي وتقنية النانو لتطوير الجيل الجديد من العوازل للأجهزة الكهربائية، حيث شارك في مشروع متقدم بالتعاون مع معهد المواد الصناعية NRC، ويهدف المشروع إلى ابتكار مركبات بوليمر نانو جديدة PNC بخصائص فائقة مقارنة بمواد العزل الحالية، وتقنيات قياسات الشحنات الفراغية وعمل على تحسين طريقة العتبة الحرارية TSM المطورة أثناء تحضير الدكتوراه، واستخدامها مع طريقة النبضة الكهروصوتية لتشخيص عوازل الجيل الجديد، وابتكار جهاز جديد لتقدير حالة كابلات التوتر العالي في الموقع والتي تعتمد على مبدأ الاستقطاب وإزالة الاستقطاب، وهي فعالة جداً في تقدير حالة عازل كابلات الطاقة، وبفضل هذا الجهاز وفرت شركات الكهرباء ملايين الدولارات حيث أمنت لها إمكانية اتخاذ قرارات ذكية لتبديل الكابلات في الوقت المناسب، إضافة إلى التحكم بالأجهزة بواسطة الكمبيوتر حيث تم تصميم وتركيب أنظمة التحكم بالكمبيوتر للعديد من الأجهزة الكهربائية باستخدام لغة برمجة الكمبيوتر LabVIEW، وقد تمت برمجة جميع تجاربه البحثية -حسب قوله- لتعمل بواسطة الكمبيوتر، وبين عامي 1992-1993 وفي جامعة "كونكورديا" ، في "مونتريال" بكندا، عمل على تصميم خطوط نقل طاقة 1000 ميجاوات من محطة توليد طاقة مائية في شمال "كيبيك بكندا" إلى مدينة "مونتريال" مسافة 1000 كم، كما عمل بين عامي 1987- 1991 جامعة "مونبلييه الثانية".

مؤتمرات وجوائز

عمل لثلاث سنوات رئيساً للجنة الفنية لمؤتمر "IEEE CEIDP"، ونائباً لرئيس المؤتمر لمدة عامين، وكذلك رئيساً لمؤتمر في "مونتريال"، وفي "شيزين" في "الصين" منذ عام 2013، كما منح شرف العمل كعضو مجلس إدارة لمؤتمر "IEEE CEIDP" مدى الحياة، مع قيادة المشاريع البحثية لأكثر من 10 سنوات وقائد المجموعة بالنيابة لسنوات عديدة، جاء ذلك بعد فوزه بجائزة "NRC Peer"، وجائزة التميز لتطوير وتنفيذ نظام تشخيص كابلات التوتر العالي في الموقع، وشهادة منحت من قبل الـ "IEEE" لرئاسة المؤتمرات العلمية، وعضو لجنة تحكيم للحصول على شهادة الدكتوراه في المدرسة العليا التقنية في "مونتريال" وجامعة "شوكوتيمي" في "كندا".

وقام بتأسيس شركة الطاقة الشمسية والاستشارات الكهربائية، وهو مؤسس ورئيس شركة استشارات الطاقة الشمسية، وتقديم خدمات استشارية حول الطاقات المتجددة للجامعات والشركات المختلفة في عدة بلدان مثل "كندا واندونيسيا"، وقام بترجمة كتاب الطاقة المستدامة إلى اللغة العربية بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور "فريد أبو حامد".

نحو العالمية

بدوره يشير الدكتور "فريد أبو حامد" الأستاذ في جامعة "دمشق" في كلية الهندسة الكهربائية والالكترونية والباحث في الطاقة المتجددة، إلى أن الدكتور "محمود أبو دقة" يعدُّ من أهم الباحثين السوريين المغتربين الذين دخلوا العالمية بجدارة علمية فهو باحث رئيسي في المركز القومي الكندي للبحوث NRC حيث قاد برامج أبحاث لمدة 24 عاماً لتطوير طرق قياس الشحنات الفراغية في العوازل الكهربائية، كي تُستخدم في تطوير مواد عازلة جديدة من مركب البوليمير والنانو، وطوّر جهازاً جديداً لتحديد حالة كابل التوتر العالي في الحقل، وقد تمّ اختبار هذا الجهاز واعتماده في "كندا"، وهو حاصل على الدكتوراه في علوم المواد والطاقة الكهربائية ودبلوم الدراسات المُعَمقة في المايكرو الكترونيك والمايكرو ايونيك من جامعة "مونبلييه" الثانية في "فرنسا" بعد حصوله على الإجازة في هندسة الطاقة الكهربائية من جامعة "دمشق"، شغل مناصب مختلفة في المؤتمرات العلمية العالمية وكان رئيس مؤتمر لسنتين ونائب رئيس وسكرتير قبل ذلك، ونظراً لاهتمامه بالطاقات المتجددة تقاعد من المركز القومي الكندي للأبحاث، وتفرّغ للعمل بالشركة التي أسسها حيث قدّم دراسات عن الطاقة الشمسية في عدة بلاد منها "كندا واندونيسيا" ونشر أكثر من 50 نشرة بحثية محكمة في المجلات والمؤتمرات العلمية.