كانت البداية في عام 2017 عندما انطلق فريق "نحنا هون" بمجموعة من النساء الموهوبات، وازداد العدد ليشمل أعمالاَ أخرى حتى بلغ 45 مشاركة، فشكلن فسيفساء من المواهب المتنوعة في الفريق، ليخرجن من قوقعة المنزل ويسهمن في إعالة أسرهن، وأقمن المعارض لتسويق أعمالهن في "سلمية" وريفها و"حماة" و"دمشق".
حكايات التحدي والعمل
التقت مدونة وطن مع المربية "لميس حبابة" 1978مواليد "حلب" خريجة معهد إعداد مدرسين للفنون رئيسة فريق "نحنا هون" وتقول: << في عام 2017 أسسنا فريق "نحنا هون" وبدأنا بإقامة المعارض لدعم وتمكين المرأة اقتصادياً لتسويق منتجاتها، واجتماعياً حيث أن العمل تأكيد لدور المرأة الفاعل في المجتمع، حيث أخرجها من المنزل وساهم في تنمية مواهبها لتكون قدوة للنساء الأخريات، فوسّع أفقها وقتل روتين حياتها على خلفية ما مرت به المرأة السورية من فقدان إن كان أخا أو زوجا أو أبناء ورسم الابتسامة ونشر السعادة في القلوب>>.
وعن تجربتها تقول المربية "لميس" : << أعمل في الخرز لأنه جزء من التراث لاسيما وأني خريجة معهد فنون، فقد صنعت أطول سنبلة من الخرز في العالم بطول 78 سنتيمترا، وأسعى لدخول "غينس"، عملي هذا يمنحني السعادة ، وكان أول معرض لي بمناسبة اليوبيل الألماسي عام 2017 وفزت على المستوى الوطني في "سلمية" مما دفعني للعمل أكثر، فكونت فريقاً نسائياَ يهتم بالفنون، وكانت البداية معارض داخل "سلمية"، وقد لاقت أعمالي قبولاً اجتماعياَ وتوسعت المعارض لخارج "سلمية"، وشاركنا في معرض "دمشق" الدولي وفي فندق "أفاميا" بـ"حماة" وفي ريفها ، وفي قصر العظم وصالة ليلتي و"طرطوس"، ولقد ساهم المعرض في زرع السعادة في قلبي فأنا أجد نفسي مع الفريق، وأشعر أننا أسرة واحدة وأسعى لزيادة عدد أعضاء الفريق من سيدات موهوبات ومحتاجات اقتصادياً، حتى إن إحدى المشاركات في الفريق وهي "ثورة شاهين" توسعت في عملها وافتتحت معرض "البيادر" الذي ساهم في تلبية حاجة السوق من المؤونة المنزلية >>.
نافذة تسويق
ربة المنزل "ثورة شاهين" 1967 تقول عن تجربتها في فريق "نحنا هون" ، وعملها في معرض "البيادر" قائلةً: << عملت بمهنة التعليم بالوكالة منذ زمن بعيد ولم يعد مردوده كافياً لإعالة أسرتي أو تغطية نفقات علاج زوجي المريض، والذي كان موظفاً في حقول النفط، والتزم بالمنزل بسبب الظروف التي مرت، ونتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة كان لا بد لنا من تعديل وضعنا فعملنا بالصناعات الغذائية، وكان التحاقي بفريق (نحنا هون) فرصة لعرض منتجاتنا وقد شاركت معه بعدة معارض وكانت تجربة ناجحة جداً فأنا أنتج الزعتر والمكدوس والفليفلة ودبس العنب والرمان والكشك والشنكليش والزيتون والعصائر الطبيعية والحلويات والملوخية اليابسة، وكل ما تحتاجه السيدات من مؤونة منزلية وعندما زاد الطلب على المنتجات قمت بمشاركة شقيقي وابنه، وبدأنا بمشروعنا الصغير "البيادر" للصناعات الغذائية المنزلية وبدعم من مؤسسة الأغا خان للتنمية، وبالتعاون مع جمعية "خالد" الخيرية في "سلمية"، اللتين كانتا داعمتين لنا لتقديم منحة مالية لتطوير مشروعنا الذي حقق حلمي واكتفيت ذاتياً، وأصبح عندي 10 عاملات ومشغل لفرط الفول والبازيلاء وعاملة لتخزين ورق العنب وعددهن مرتبط بنوع العمل >>.
مشروع غذاء
المربية "علا خضر" مواليد "دمشق" 1977 حاصلة على معهد إعداد مدرسين للفنون، تحدثنا عن تجربتها مع فريق (نحنا هون) قائلةً:
<< بدأت مشروع غذاء صحي لصناعة الحلويات منذ عام ونصف العام، فبدأت على نطاق ضيق وبمبلغ بسيط جداً في المنزل حتى تعرف الناس على المنتج من خلال التواصل الاجتماعي وهو خال من السكريات والغلوتين، وما أنتجه خاص لمرضى السرطان وللرياضيين الذين يتبعون حمية غذائية وقد لاقى رضى الناس، وشاركت بثمانية معارض في "حماة" و"دمشق" و"سلمية"، ولدي زبائن من المحافظات الأخرى مع العلم ان هناك صعوبة في تأمين بعض المواد ليكون المنتج بأعلى جودة، وبرغم معاناتي لعدم توفر الغاز والكهرباء إلا أنّي أشعر بالسعادة عندما أشارك بالمعارض وأقدم خدمة وفائدة للناس وللأطفال المحرومين من الغذاء العادي وأنا الأولى على مستوى المحافظة، فأنا أول من بدأ بهذا المشروع ونشرت مبادرتي في برنامج صباح الخير و قناة نور الشام بـ"دمشق" واهتمت الصحافة بذلك وهذا دعم معنوي لي >>.
أنشطة ودورات
يقيم الفريق دورات تدريبية مهنية مجانية، بهدف إيجاد فرص عمل فنية ويدوية في صناعة الحقائب الجلدية وإعادة تدوير ورسم وزخرفة وكروشيه وصوف نول يدوي وكرميات وصناعات غذائية صحية ومؤونة المنزل وإعادة تطويع وتليين الحديد، للفتيات من عمر 14 عاماً حتى 25 عاماً مدة التدريب شهران ونصف الشهر، وخاصة المتسربات من التعليم وذوي الاحتياجات الخاصة والأسر المستهدفة في جمعية "قطرة أمل" ، والمدربات "علا خضر" طعام صحي، و"حلا عجوب" كروشيه، و"هناء وسوف" زينة أعياد، و"ثراء عبود" حلويات، و"ردينة جعفر" إعادة تدوير و"لميس حبابة" إعادة تدوير.
أجري اللقاء في 27 نيسان 2022.