بدأت أعمال الجمعية الفلكية السورية فرع "اللاذقية" نشاطاتها منذ ست سنوات، وتعمل من خلال سلسلة من الأعمال على نشر ثقافة علوم الفضاء والفلك بين طلاب المدارس والجمعيات العلمية والاجتماعية ورياض الأطفال، حيث بلغت أنشطة عام 2021 أكثر من 125 نشاطاً، وتستقبل الجمعية المهتمين بعلوم الفضاء والفلك من مختلف الفئات العمرية.
ست سنوات على البداية
للحديث عن الجمعية والتعريف بأنشطتها تواصلت مدونة وطن "eSyria"، مع الدكتور "مضر ديوب" رئيس مجلس إدارة الجمعية فرع "اللاذقية"، وتحدث قائلاً: «تأسست الجمعية الفلكية السورية في "دمشق" عام 2005، وكان الاجتماع التأسيسي الأول لفرع "اللاذقية" عام 2016، فقد كانت البداية مع مجموعة من المهتمين بعلوم الفضاء والفلك، ثم تم التنسيق مع الدكتور "محمد العصيري" رئيس الجمعية الأم في "دمشق" بواسطة "بشار الضرف" أحد طلابي في كلية الهندسة، حبّي لعلم الفضاء والفلك جعلني في رحلة دائمة للبحث بهدف زيادة الخبرة والثقافة والمعرفة، وبعد إعلان التأسيس بدأت الأنشطة في المحافظة تزداد وتتنوّع، كما تم إنشاء مجموعة علمية نغنيها من خلال خبراتنا والتجارب العلمية حول العالم».
أهم أهداف الجمعية نشر علوم الفضاء والفلك في "سورية" من خلال قنوات خاصة بشكل علمي وسهل مبسط، نستطيع من خلاله الوصول إلى شرائح المجتمع كافة على اختلاف أعمارهم، حاولنا تأسيس قاعدة شعبية لنشر هذا العلم بالشكل الصحيح من خلال الندوات والمحاضرات والرصد الفلكي للظواهر الفلكية في المنطقة بشكل مستمر
ويتابع بالقول: «أهم أهداف الجمعية نشر علوم الفضاء والفلك في "سورية" من خلال قنوات خاصة بشكل علمي وسهل مبسط، نستطيع من خلاله الوصول إلى شرائح المجتمع كافة على اختلاف أعمارهم، حاولنا تأسيس قاعدة شعبية لنشر هذا العلم بالشكل الصحيح من خلال الندوات والمحاضرات والرصد الفلكي للظواهر الفلكية في المنطقة بشكل مستمر».
أطفال الفضاء
لتأسيس جيل من الأطفال يمتلك الثقافة والمعرفة بعلوم الفضاء والفلك استهدفت الجمعية هذه الفئة وهنا يقول د. "ديوب": «من خلال عملنا نؤسس جيلاً بمراحل عمرية صغيرة ليشكلوا النواة الحقيقية في هذا المجال، ننشر هذا العلم بين الأطفال معتمدين تقديم المعلومة المفيدة والصحيحة بواسطة مراجع موثوقة بأسلوب صحيح، ونراعي الأنظمة التمثيلية لدى الأطفال، البصرية والحسية والسمعية، أثناء الشرح والعرض والنشاط العملي، ليكون لدينا في المستقبل القريب -من خلال تنمية معلوماتهم العلمية والعملية وزيادة وعيهم وتعميق معرفتهم- مركز أبحاث فضائية».
خطة عمل
تقوم الجمعية وفق خطة عملها بأنشطة عدة في مراكز مختلفة يقول د. "ديوب": «نقوم بجهود مجانية تطوعية ضمن أوقات فراغنا وخارجها، فقد تنوّع وجودنا مع الأطفال، حيث قمنا بأنشطة في مكتبة الأطفال العمومية وفرعها في "بسنادا"، كما تم عقد اتفاقية مع وزارة التربية تتضمن إقامة نشاطات فلكية ورصد بالتلسكوبات ضمن المدارس للمراحل العمرية كافة، ولا سيما أن الجمعية الفلكية ساهمت في تأليف المناهج الدراسية فيما يخص علوم الفضاء والفلك لجميع المراحل الدراسية، وأقمنا نشاطات ومسرحيات مشتركة، ورحلات رصد علمية مع بعض المدارس الخاصة، كان أبرزها إلى متحف العالم الراحل "فواز الأزكي"، ورياض الأطفال لتقديم علم الفضاء بشكل بسيط وتعميق الوعي به، بالإضافة لوجودنا في مدارس "الأونروا" و"الصليب الأحمر" والشبيبة والكشاف».
تفاعل إيجابي
ويضيف: «نلاحظ من خلال الأنشطة اهتمام الأهالي وتشجيعهم على هذه الدورات المجانية، كما نلاحظ أن الأطفال يلتقطون المعلومة بسرعة شديدة، مما يبرهن حبّهم للاطلاع على علوم الفلك والفضاء، ويخلق لديهم حبّ المعرفة وروح المنافسة الإيجابية، ونعزز نشاطنا النظري بالنشاط العملي، مستخدمين وسائل مساعدة كالتلسكوب، الفيديوهات، الأغاني، الرسومات، الألعاب، ويتم تحفيزهم بهدايا رمزية، كما أن الأنشطة تشمل مدينتي "اللاذقية" و"جبلة وريفها"، فقد بلغ عدد الأنشطة خلال عام 2021 أكثر من 125 نشاطاً، والربع الأول من هذا العام 50 نشاطاً».
الفلكي الصغير
نال مشروع الفلكي الصغير حيزاً لافتاً ضمن أنشطة الجمعية، "رباب الخير" عضو مجلس إدارة والمسؤول الإعلامي تتحدث عن المشروع: «الفلكي الصغير مشروع بدأته الجمعية الفلكية السورية منذ سنوات عدة، وكانت البداية عام 2020 من خلال نشاطات ومسابقات، تهدف لنشر علوم الفضاء والفلك بين الأطفال واليافعين من عمر 6 حتى 15 عاماً بأسلوب سهل ومبسط بعيد عن التلقين، حيث كانت هناك مسابقات رسوم للأطفال منها "الأرض بيتنا الكبير"، ومسابقة أفضل فيديوهات حول علوم الفضاء والفلك من تصميم الأطفال، ومجموعة على الفيس بوك باسم "الفلكي الصغير" تقدم منشورات على شكل صور كرتونية فيها معلومات مبسطة عن الفضاء تناسب المرحلة العمرية المستهدفة».
وتضيف: «تم نشر مشاركات الأطفال ومقالاتهم وقصصهم ورسوماتهم في هذه المجموعة ليطلعوا عليها ويشارك الجميع في تشجيعهم، لزرع محبة العلم والبحث لديهم، مما يحقق أهم أهداف الجمعية في نشر الوعي والثقافة الفلكية لدى الأطفال، توسع هذا المشروع ليشمل محافظات عدة، فكان لمحافظة "اللاذقية" النصيب الأهم بين فروع الجمعية الفلكية السورية».
تعاون وتشبيك
أما عن التعاون بين الجمعية الفلكية السورية وجمعية مكتبة الأطفال العمومية فتحدثت المهندسة "ليلى شما" نائب رئيس مجلس إدارة جمعية مكتبة الأطفال العمومية قائلة: «بدأ نشاط الفلكي الصغير في جمعية مكتبة الأطفال العمومية مع د. "مضر ديوب" رئيس الجمعية الفلكية في "اللاذقية"، بنهاية عام 2020 ومستمر حتى يومنا هذا بمعدل مرة كل أسبوع للأعمار ما بين 7 و12 سنة، بهدف جعل علم الفلك أقرب إلى عقول الأطفال، وليتوسع وينتشر مفهوم الفلك فيشمل أكبر عدد منهم وبأعمار مختلفة، فقد كان النشاط جديداً بالنسبة للأطفال ولاقى إقبالاً وسرعة في التلقي من خلال نشاطات فلكية بطريقة تفاعلية جميلة تقدم فيها المعلومات بشكل مبسط وجذاب من خلال فيديوهات ووسائل مستخدمة تناسب هذه المرحلة العمرية».
يجدر بالذكر أن الجمعية الفلكية السورية الأم استطاعت من خلال تأسيسها للمرصد الفلكي السوري عام 2017 الذي يحتوي على ثاني أكبر تلسكوب في الوطن العربي والأول في "سورية" أن تكون حاضرة في الاتحاد الدولي للفلك عام 2018 كأول جمعية فلكية عربية بين أكثر من 80 دولة حول العالم، كما تمكنت الجمعية عبره من إطلاق تسميات "تدمر"، "إيبلا"، "أوغاريت" على الكواكب المكتشفة خارج المجموعة الشمسية.