لم تمنع الإعاقة الخلقية باليد اليمنى الكابتن "أحمد المشرقي" من تحقيق ذاته، وأراد أن يتحدى أقرانه بعد معاناته من سخريتهم، فلم يكمل تعليمه والتحق بنوادي الجودو والملاكمة مذ بلغ العاشرة من عمره بـ"دمشق"، شارك في بطولة الأندية قبل اعتماد لعبة الكيك بوكسينغ لعبة رسمية في الاتحاد الرياضي العام بـ"سورية"، وحصل على درجة 3 دان بالكيك بوكسينغ وشهادة تدريب وتحكيم عام 2011 بالكيك بوكسينغ وبالمواي تاي.
موهبة مبكرة
ولد "المشرقي" في قرية "عقارب الصافية" 1982 ودرس المرحلة الابتدائية في "دمشق" ولم يكمل دراسته بعد ذلك، مدونة التقت "المشرقي" ليحدثنا عن طفولته قائلاً: <<خلعت يدي اليمنى أثناء الولادة، وكانت سبباً في تغيير مجرى حياتي، فقد عانيت من تنمر زملائي في المدرسة بسبب الإعاقة الجسدية، وإطلاق الألقاب الجارحة، لذلك تركت المدرسة بعد نهاية المرحلة الابتدائية، ولكن والدي شجعني على دخول عالم الألعاب، فانتسبت لنادي الجودو ونادي الجيش وتدربت على يد الكابتن "عمر تيناوي" والأستاذ "فهد نجار"، وفي عمر الـ11 دخلت الملاكمة وتدربت على يد الملاكم "معتز عبيد" بنادي ميسلون بـ"دمشق".
ويضيف: <<في عام 1992 أصبحت مدرباً في رياضة التايكواندو، وتابعت في لعبة المواي تاي وهي ملاكمة تايلاندية، وبدأت أواجه رفاقي في الأندية من خلال هذه الألعاب ووجدت لنفسي مكاناً لائقاً ورضى وثقة بالنفس من خلال هذه الألعاب، وفي عام 2000 شاركت ببطولة الأندية على مستوى الجمهورية، ففزت ببطولة أندية الجمهورية وهي السنة التي اعتمدت هذه الرياضة رسمياً في الاتحاد الرياضي العام، ونلت 3 شهادات دان في رياضة الكيك بوكسينغ، وشهادة تحكيم في لعبتي الكيك بوكسينغ والمواي تاي في 1 آذار 2021، وبطاقة شكر للمشاركة ببطولة تحت إشراف لجنة "القنيطرة">>.
غمار التدريب
وعن خوضه تجربة التدريب يقول "المشرقي":<<في 2004 قدمت وعائلتي من "دمشق" إلى "سلمية" وبدأت التدريب في ناديها بـ2005 بالكيك بوكسينغ، وأنا أول من بدأ هذه اللعبة في "سلمية"، فهذه الألعاب التي تزيد الثقة بالنفس والقدرة العصبية والعضلية، دفعت بكثافة عشاق اللعبة لاتباعها فقد بلغ عدد المنتسبين لها من البراعم وحتى الرجال 85 هاوياً، وقد حقق الشاب "محمود تيسير رزوق" و"فريال مصري" عام 2020 المركز الثالث بالجمهورية برياضة المواي تاي>>.
متدربون
اللاعب "محمود رزوق" من مواليد "سلمية" 2001 من المتدربين عند الكابتن "أحمد المشرقي" قال: <<شغفي بفنون القتال في الأفلام كلعبة التايكواندو والتي تعتمد على الأطراف السفلية مع استعمال الأيدي في منطقة البطن، دفعني لتعلم اللعبة مذ كنت في الثامنة من عمري وحتى العاشرة على يد إحدى قريباتي ولكنها سافرت لـ"ألمانيا"، وتركت التدريب حتى أصبح عمري 15 عاماً، حيث عدت لأتدرب على يد "جمال الحلاق" ولمدة ثلاث سنوات، ثم أكملت تدريبي مع الكابتن "أحمد" في 2020، ومن متابعتي للأفلام القتالية والتواصل الاجتماعي أحببت لعبة المواي تاي، وهي لعبة الأسلحة التسعة أي أنها تساهم في تحريك كامل أجزاء الجسم، مع حرية في اللعب، وبعد شهر من التدريب جرى الإعلان عن بطولة في "دمشق" 2021 فشاركت بعد تكثيف التدريب وفزت بالترتيب الثالث على مستوى الجمهورية، وسأتابع لأنني أعشقها ريثما أنتهي من دراستي في الثالث الثانوي>>.
"فريال مصري" 1999 من لاعبات مواي تاي عند الكوتش "أحمد المشرقي" حدثتنا عن مشاركتها قائلةً: << بدايتي مع اللعبة كانت عام 2021 وتدربت لمدة شهر عند الكابتن "أحمد"، ثم شاركت في البطولة المقامة في "دمشق" لبطولة مواي تاي، وكانت على مدار 3 أيام في ثلاث جولات واكتساب النقاط ونلت ثالث جمهورية، وشاركت ببطولة "حلب" للعبة" الساند" ونلت المركز الأول، أعشق رياضة فنون القتال وسأتابع بها بعد تحصيلي الشهادة الإعدادية لهذا العام>>.
أجري هذا اللقاء في 9 أيار 2022.