تميّز لاعب الكرة الدولي وهداف "نادي الحرية" السابق "محمد الحلو"، بسرعته وتحويل مسار مباريات فريقه لهجمات عكسية كثيراً ما كانت تغير المجريات والنتائج لصالح فريقه، عدا عن مهاراته الفردية التي أجبرت دفاعات الفرق الأخرى على فرض رقابة مشددة عليه للتخفيف من خطورته، تحلى الكابتن "محمد" بروح وأخلاق رياضية عالية، ما أكسبه محبة مختلف شرائح المجتمع الرياضي.

موقع مدوّنة وطن "eSyria" التقى وحاور نجم الكرة السورية السابق "محمد الحلو" في حديث عن الماضي، وسرد ذكرياته الجميلة الحافلة بالتألق.

الكابتن "محمد الحلو" يتحلى بالأخلاق والانضباط في أرض الملعب، كان متعاوناً مع الحكام ومنصاعاً لكل القرارات، عدا عن كونه نجماً حقيقياً بمستواه، وطريقة تسجيله أهدافاً حاسمة في أرض الملعب، واحترامه لزملائه ومدربيه ومنافسيه بكل روح رياضية

بدايات كروية سريعة

عن بداياته وتعلقه بحب لعب كرة القدم يقول الكابتن "محمد الحلو" لموقع مدوّنة "وطن" "eSyria": «أنا من مواليد 1960 وحائز على شهادة دبلوم بالتربية الرياضية، ولدت في حارة ساحة "قاضي عسكر" الشعبية التي تقع في الطرف الشرقي للمدينة، ومعروف عن أهالي حارتنا الشعبية حبهم وولعهم وتعلقهم الشديد بكرة القدم، وأنا لم أخرج عن تلك القاعدة، وزد على ذلك تعلقي بمسيرة خالي اللاعب والحكم الدولي الراحل "جميل حلو".. بدأت اللعب بالمرحلة الإعدادية ونلت لقب اللاعب الأفضل والهداف في إحدى البطولات".

الكابتن "الحلو" المشرف الفني على كرة شباب نادي "عفرين"

ذاكرة جيل

الحكم الدولي السابق "سليمان أبو علو" واللاعب الدولي السابق "جهاد الشيط"

استمر الكابتن "حلو" في لعبه وتدرجه بالفئات العمرية لناديه "الحرية"، ولعب لفريق الشباب تحت قيادة المدرب الراحل "ميخائيل دولتلي" لمدة موسم واحد، ليترفع في موسم 1980 مع سبعة من زملائه دفعة واحدة إلى فريق الرجال لإنقاذه من ذيل القاع في المجموعة الشمالية، ونجحوا في قلب النتائج وتصدر المجموعة واللعب مع بطل المجموعة الجنوبية فريق "الأمن" بمباراتين، الأولى انتهت بالتعادل بملعب "حلب" والخسارة بهدف في ملعب "العباسيين"، وضم الفريق بوقتها لاعبين أمثال "أحمد وفا شعار" والحارس الراحل "محمد عقاد" و"محمد نسريني" و"أسعد طعمة".

ويتابع الكابتن "محمد الحلو" سرد المزيد من ذكرياته الكروية للمدوّنة فيقول: «خلال لعبنا إحدى المباريات الجميلة التي لا تنسى لي بالدوري العام وكانت أمام فريق "الوثبة" الحمصي، أحرزت هدف الفوز بالدقيقة القاتلة، وكان بوقتها حكم اللقاء العميد "محمد عزام" وهو كان أيضاً مدرباً للمنتخب الوطني الأول، وطلب مني بعد نهاية المباراة الالتحاق فوراً بمعسكر المنتخب الوطني بـ "دمشق"، استعداداً للسفر لمعسكر سيقام في "المغرب"، وكنت من ضمن عداد البعثة التي وقع عليها الاختيار للسفر».

الكابتن "الحلو" مع فريقه "الحرية" أيام زمان

جردة أرقام

ويضيف الكابتن "حلو": "لعبت خلال مسيرتي ستة مواسم متتالية مع فريق الرجال، ولم أتلقَ سوى بطاقة حمراء واحدة من الحكم الدولي الراحل الدكتور "مروان عرفات"، وكانت مستحقة نتيجة اندفاعي وحماسي الزائد واعتراضي على قرار اتخذه، وخرجت من الملعب بمنتهى الخجل والأسف على ما بدر مني.. ويقدر عدد الأهداف التي أحرزتها بثلاثين هدفاً، ومن أجمل مبارياتي التي لعبتها كانت أمام فريق "تشرين"، وفزنا بهدفين لهدف وسجلت الهدف الأول في ذلك اللقاء، كذلك لقاءاتنا الندية المستمرة بجارنا "الاتحاد"، وأحرزت هدف التعادل في مرمى الحارس الدولي "عبد الناصر عباسي"، ومن أهم الطرائف التي يذكرها الجمهور الحلبي في الملعب ولا ينساها، هي حالة المحاورة الدائمة بيني كمهاجم قصير في مواجهة مدافع نادي "الاتحاد" الطويل الكابتن "جهاد الشيط"، وما كان يحدث من احتكاك بدني والتحام متبادل بيننا يصفق له الجمهور كثيراً، وطريقتي في استفزازه كي ينال الإنذار من حكم اللقاء، ومع انتهاء المباراة كنا نتصافح معاً وننسى ما جرى من مشاحنات".

مهام التدريب

في عام 1988 أنهى الكابتن "حلو" مسيرته بالملاعب وأعلن اعتزاله اللعب نهائياً، ليتفرغ لاتباع عدة دورات تدريبية عالية المستوى تحت إشراف مدربين (ألمان) حضروا إلى "سورية"، ومن أهم الدورات التي اتبعها كما يقول كانت في "ماليزيا" بصحبة الكابتن "فجر إبراهيم" في عام 2001، وكذلك دورة التضامن الأولمبي، ليكلف بعدها بعدة مهام تدريبية، أثمرت عن نجاحه في إحراز بطولة الناشئين مع "الحرية" في عام الفين.

وأسندت له مهمة تدريب منتخب "سورية" المدرسي في "لبنان"، وتم تكليفه بمهام مساعد مدرب المنتخب الوطني مع الكابتن "أحمد الشعار"، ومن ثم تسلمه تدريب ناديه "الحرية" لمدة موسمين.

عمل الكابتن "حلو" في مجلس إدارة ناديه لثلاث دورات، وشغل منصب أمين سر اللجنة الفنية لكرة القدم بـ "حلب" أكثر من مرة، ويعمل حالياً مشرفاً على قواعد كرة نادي "عفرين".

يختم الكابتن "الحلو" حديثه للمدوّنة بتقديم الشكر للكابتن "فراس معلا" رئيس الاتحاد الرياضي العام، الذي يهتم بدعم المواهب الكروية في الأندية السورية كافة، ويوفر لهم كل مستلزمات الاستمرارية والدعم المادي والفني لتعطي ثمارها مستقبلاً لصالح الكرة السورية.

شهادات كروية

الكابتن واللاعب الدولي السابق "جهاد الشيط" يقول: «تقابلنا أنا والكابتن "الحلو" كثيراً في أرض الملعب، وضمن منافسات كروية وندية مثيرة من خلال لعبي لنادي "الاتحاد"، وهو الطرف الآخر لنادي "الحرية" وللإنصاف كان جناحاً سريعاً وفعالاً في أرض الملعب، يرهق المدافعين بمهارته وحركة قدميه ويحقق نتائج ناجحة... "محمد" نجم خلوق ومحبوب من الجميع ترك بصمة لا تنسى في ملاعب الكرة.. يجب الاستفادة من خبراته في صقل المواهب الشابة».

أما الحكم الدولي السابق "سليمان أبو علو" فقال: «الكابتن "محمد الحلو" يتحلى بالأخلاق والانضباط في أرض الملعب، كان متعاوناً مع الحكام ومنصاعاً لكل القرارات، عدا عن كونه نجماً حقيقياً بمستواه، وطريقة تسجيله أهدافاً حاسمة في أرض الملعب، واحترامه لزملائه ومدربيه ومنافسيه بكل روح رياضية».

تم إجراء اللقاء والتصوير بأرض ملعب "الحمدانية" الصناعي وعبر الهاتف مع الكابتن "أبو علو" من مدينة "حماة" ومع الكابتن "شيط" في مدينة "الرياض" بتاريخ العاشر من شهر نيسان لعام 2022.