يخطو الفتى " عدي سرور " بثقة نحو حجز موقعه في عالم رياضة الفنون القتالية، اللعبة التي استهوته صغيراً، ليبدأ تحقيق الإنجازات مُبكراً، ابن محافظة دير الزور البالغ من العمر 14 عاماً حقق حضوراً مُبكراً في ميادين اللعبة، وطموحه نحو المزيد في عالمها، فاللعبة التي تمتاز بالعنف وجدها عشقه، ولم تُبعده عن متابعة تحصيله الدراسي، بل بقي المتفوق فيه.

إنجازات مُبكرة

كانت بدايات اللاعب " عُدي ساهر السرور " مع الرياضات التي تُوصف بالعنيفة مع انتقاله للعيش وأسرته في العاصمة "دمشق"، وكان حينها بعمر العشر سنوات، يقول لـ " eSyria " : "تشجيع والدي جعلني أحب هذا النوع من الرياضات، وقتها قام بتنسيبي لأحد أندية مدينة "جرمانا" في "ريف دمشق"، وهناك وتحت إشراف المدرب الدولي "عامر زعل"، تلقيت أولى المعلومات والحركات للعبة "الكيك بوكسينغ"، آنذاك حصلت على الحزام الأسود، بعد أن اجتزت كافة اختبارات الأحزمة، وقتها نظم "الاتحاد الفلسطيني" بطولته للأشبال في هذه اللعبة وحُزت المركز الأول فيها عن وزني، ثم كان الموعد مع لعبة الفنون القتاليّة المُختلطة (قوة الرمي القتاليّة)، فتدربت على يد المدرب والبطل العالمي " بسام المصري "، والمدرب " وسيم كبول"، وحصلت على شهادة مرتبة " قمر "، كذلك بعد أن اجتزت اختبارات الأحزمة بهذه اللعبة، العام المنصرم كان الموعد مع أولى البطولات الرسمية، فقد شاركت باسم نادي " اليقظة " في بطولة الجمهورية بلعبة قوة الرمي القتاليّة للفئات العمرية التي أقامها اتحاد اللعبة بتاريخ صيف آب 2021، وذلك في صالة " تشرين " الرياضيّة، وحققت المركز الأوَّل بعد أن فزتُ بكافة المباريات التي خضتها، لأتوج بطلاً للجمهورية العربية السوريّة بهذه اللعبة، عن فئة الناشئين بوزن ناقص 45 كغ".

في جعبته الكثير

الفنون القتاليّة شدّتْ الفتى " عدي " ليحوز بشكل متقن كلاً من " المواتاي ، الكيغ بوكسينغ بنوعيه ( الفوكونتاك ، 1كي ) ، قوة الرمي "، وليكون على موعد مع بطولة أقامها "الاتحاد الفلسطيني" في نادي " قاسيون"، حينها حالت إصابته في المباراة دون أن يُحقق المركز الأول، فجاء بالمركز الثاني، يقول: "هذه المشاركات وإنْ كانت خارج البطولات الرسمية، لكنها كانت إضافات لي واختبار لمدى قدراتي وإتقاني اللعبة، هناك تعرفت على لاعبين ومدربين لا يمكن أن أنسى فضلهم في سيري على طريق اللعبة الأصعب والتي يخشاها الكثيرون لما ينتج عنها من إصابات وأضرار، أحبها كثيراً ، وحالياً أتدرب طيلة أيام الأسبوع منذ عودتي وأسرتي واستقرارنا في "دير الزور".

نجومية مبكرة

خاض " عدي " تجربته الثانية ببطولة الجمهورية في هذه اللعبة، لكن هذه المرة لفئة الشباب، والتي أقيمت بصالة "الجلاء" في "دمشق" في الفترة ما بين 24 - 26 آذار الماضي، ليفوز في مباراته الأولى والثانية والنهائية بمواجهة ثلاثة لاعبين، ويُتوج بالبطولة في وزن 50 كغ، وجرى تكريمه كما العام الماضي ، ويلفت إلى أنه سيبقى وفياً لناديه "اليقظة" ليحصد البطولات لصالحه، ويطمح للدخول من خلال اللعبة الى صفوف المنتخب الوطني.

اللاعب الواثق

هادئ ويمتلك قدرة تركيز عاليّة، هكذا يصفه مدربه وبطل اللعبة "بسام المصري": "هو لاعب موهوب، ذكي، سريع التطور، واثق من نفسه، مُتابع بامتياز لذا يتعلم بسرعة، " عدي " يُجيد أكثر من خمسة ألعاب بالفنون القتاليّة، أتنبأ له بمستقبل على الصعيدين العربي والدولي، وحتماً لن يطول توهجه على صعيد اللعبة وبطولاتها، ما ذكرته من صفاتٍ آنفاً تحتاجها الفنون القتاليّة، وهو امتلكها ممزوجةً بثقة كبيرة وقُدرات تستثمر ما لديه على نطاق معنوياته، ولعل من يعرفه عن كثب يجده دوماً يلوذ بصمته وتأملاته، فيعيش حالة المُقاتل الباحث عن فريسته، وهو مواظب على تدريباته بلا انقطاع إلا لظروفٍ خارجة عن إرادته، حقيقةً أتلمس فيه وجهاً رياضياً ذا شأنٍ، يرفده في ذلك عشقه لهذا النوع من الرياضات".

مع مدربه

سكة الانتصارات

بينما يؤكد والده - الإداري ومُشرف اللعبة في نادي اليقظة "ساهر سرور " أنهُ شجع " عدي " على الانخراط بهذا النوع من الرياضات مُقدماً له كل أنواع الرعاية، عن ذلك يتحدث لـ" eSyria " : " لمست فيه القدرة على تحقيق شيء على صعيد لعبة الفنون القتاليّة، فكان أن وجهته لها وقدمت له ما أستطيع ليُحقق فيها الحضور الذي يستحقه، والذي حصد نتائجه يافعاً، بدأت معه في سن العاشرة، وها هو الآن في الرابعة عشرة من عمره ومُستمر حتى يصل لما يبغيه من إنجاز هو أهلٌ له، هو ناجح في لعبته، وناجح في دراسته، هكذا مواءمة قلّ ما يستطيعها شخص كانت الرياضة موهبته وطريق كيانه الذي سيّعرف به، أحد أندية دولة "الإمارات العربية المتحدة" عرض عليّ أن يلعب باسمه هناك وأنا لستُ في عجلة في هذا الأمر، هو لا يزال يافعاً وزمنه مفتوح ليصل لمستويات أفضل بعد أن حققَ حضوراً في "سوريّة"، لقد زودته بكل أدوات واحتياجات لعبته، وأخطط بشكل مدروس لأضعه على السكة، بالنظر لإمكاناته الواسعة.. ومُنجزاته المُبكرة خلقت لديه وستخلقُ تصميماً أكبر على ولوج عالم اللعبة هذه من أوسع الأبواب، جرى طلبه لتمثيل المنتخب الوطني في البطولة الدوليّة للفنون القتاليّة والتي ستحتضنها بعد عيد الفطر محافظة "حلب"، وتضم إلى جانب سوريّة ، كلا من : "العراق ، الأردن ، لبنان ، فلسطين". وهي تُقام بإشراف الاتحاد الدولي للفنون القتالية".

"لم يَحُل عشق البطل " عدي " وانتماؤه للرياضة كطريق دون متابعة دراسته، هو الآن أحد طلبة ثانوية المتفوقين في "دير الزور"، يدرس فيها الصف الثامن من مرحلة التعليم الأساسي، ولعل المُميز هنا إتقانه اللغة الإنكليزية بطلاقة، لتبقى عيناه اللتان شهدتا إنجازاته المحلية ترنوان نحو البطولات العربية، فالدوليّة، مؤكداً كما خبراء اللعبة بأنه سيكون ذلك يوماً، وقريباً.